spot_img
spot_imgspot_img

إصدارات المجلة

العدد 50

آخر المقالات

كارين عبد النور ـ النباتيّون: مسالمون… ولكن؟

مجلة عرب أسترالياـ بقلم الكاتبة كارين عبد النور يشهد العالم...

نضال العضايلة ـ أقوى مدربة موارد بشرية في الشرق الأوسط: آلاء الشمري رائدة في مجال عملها

مجلة عرب أسترالياــ بقلم الصحافي نضال العضايلة أنثى إستثنائية...

منير الحردول ـ الانتخابات الأمريكية ونقطة إلى السطر

مجلة عرب أسترالياـ بقلم الكاتب منير الحردول المتابعة والتتبع والاهتمام...

عائدة السيفي ـ تغطية شاملة لمهرجان الحب والسلام

مجلة عرب أسترالياــ بقلم الكاتبة عائدة السيفي مهرجان الحب والسلام...

كارين عبد النور-أكياس السوبرماركت تتحوّل إلى مزرعة شمسيّة

مجلة عرب أستراليا سيدني

أكياس السوبرماركت تتحوّل إلى مزرعة شمسيّة

الكاتبة كارين عبد النور
الكاتبة كارين عبد النور

بقلم الكاتبة كارين عبد النور

هناك، في بلدة النميرية في جنوب لبنان التابعة لقضاء ومحافظة النبطية، والتي تبعد حوالي 65 كلم عن العاصمة بيروت، تمكّنت شركة “ReGen”  الزراعية من إنشاء أول مزرعة شمسية من نوعها في لبنان. في المزرعة “ترسانة” من أكثر من 600 ألف كيس بلاستيكي. للوهلة الأولى، قد تبدو الفكرة غريبة وأهدافها غير واضحة. لكن التصميم والإبداع لا سقف لهما.

نطلق العنان لبعض من المخيّلة. الجلوس على مقعد بلاستيكي مصنوع من فناجين قهوة وأكواب مياه، مثلاً. أو حتى تنصيب نظام طاقة شمسية على قاعدة بلاستيكية مصنوعة من أكياس السوبرماركت. ثم نستفسر أكثر. في اتصال مع موقع “الصفا نيوز”، يشرح المهندس البيئي والصناعي وصاحب مجموعة “سيدر إنفيرومنتال”، زياد أبي شاكر، لنا كيف يتمّ تطبيق هذه التقنية داخل مصنعه. “نجمع المواد البلاستيكية أحادية الاستخدام من أكياس النايلون، الأكواب والفناجين البلاستيكية، أكياس الخبز والبطاطا المقرمشة والبزورات، الأوراق التي تُلفّ بها قوالب الجبنة وغيرها لتبدأ بعدها عملية فرم البلاستيك وتذويبه ومن ثمّ تكثيفه وتركيزه بهدف تصنيع الألواح والقضبان (Profiles)”.

مزرعة شمسية… بلاستيكية

أدخل أبي شاكر التقنية حيّز التنفيذ في الزراعة العمودية وصناعة مستوعبات النفايات كما المقاعد والألواح البلاستيكية إلى أن جاءت “فورة” تركيب أنظمة الطاقة الشمسية التي تعتمد بشكل رئيس على الحديد المجلفن (galvanized iron) والألواح المستورَدة من الخارج بكلفة عالية. فما المانع، كان السؤال، من استبدال قواعد الطاقة الشمسية الحديدية بأخرى بلاستيكية طالما أن التقنية موجودة في وقت يعاني فيه لبنان من ارتفاع خطير في كميات البلاستيك الملوّث؟ هكذا انبثقت الفكرة وبدأ معها بتركيب القواعد البلاستيكية على أسطح المنازل والبنايات ليجري الانتقال بعدها إلى تنفيذ أول مزرعة شمسية مكوّنة من 60 لوحاً لتشغيل مضخّة للريّ.

زياد أبي شاكر
زياد أبي شاكر

“استخدمنا هياكل بلاستيكية مصنوعة من 3,960 كيلوغراماً من المواد البلاستيكية أحادية الاستعمال (ما يعادل حوالي 605,880 كيس سوبرماركت) مصبوبة في قوالب 6 سم × 6 سم × 290 سم. ثم قمنا ببناء وحدة من ست لوحات وكرّرنا العملية عشر مرات متتالية لتحقيق هيكل من 60 لوحة”. وبما أن أصحاب المشروع (أي شركة ReGen الزراعية) أرادوا تجنّب خسارة المساحات الزراعية الواقعة تحت الألواح الشمسية، تمّ تصميم فتحة بعرض 70 سم بين اللوحة والأخرى لتمرير أشعة الشمس.

البلاستيك أفضل من الحديد

المشروع الذي تطلّب ثلاثة أسابيع من الدراسة والتنفيذ أبصر النور في تموز الماضي، وهو الأول من نوعه في لبنان حيث جرى تركيب قاعدة بلاستيكية لنظام طاقة شمسية على أرض ترابية. وهنا تمثّلت الخطورة الأكبر في تثبيت الألواح فوق أرض متحرّكة، بعكس تلك المثبّتة فوق الباطون. أما التحدّي الثاني فتمثّل في إمكانية الحفاظ على المزروعات وتأمين وصول حاجتها من أشعة الشمس.

تكلّل التحديان بالنجاح، لكن فوائد المشروع لم تقف عند هذا الحدّ. في هذا السياق، يحدّثنا أبي شاكر عن حسنات البلاستيك مقارنة بالحديد: “لِقضبان وألواح البلاستيك ميزات هامة أبرزها عدم تعرّضها للصدأ بعكس الحديد، لا سيّما إذا ما تعرّض للتراب والمياه. كما أن كفالة البلاستيك تتخطى الـ50 عاماً في حين لا تتعدّى كفالة الحديد الـ7 سنوات. هذا وتبيّن أن القواعد البلاستيكية مقاوِمة للهزّات الأرضية كون البلاستيك مطاطياً بعكس تلك الحديدية التي تتعرّض للكسر عند الاهتزاز”. وللفوائد تتمة. فسعر القواعد البلاستيكية أقلّ بنسبة 30% تقريباً من تلك الحديدية، إذ يمكن توفير 5 إلى 7 دولارات في اللوحة الواحدة.

قضبان وألواح بلاستيكية
قضبان وألواح بلاستيكية

للبيئة حصّتها

الفائدة الأبرز ذات بُعد بيئي حيث تسمح مشاريع مماثلة بالتخلّص من كميات كبيرة من البلاستيك الذي أضحى من أساسيات حياتنا اليومية التي لا يمكن الاستغناء عنها رغم التلوّث المقلق الذي تتسبّب به. “تتكوّن كل قاعدة بلاستيكية (لتنصيب ثلاثة ألواح) من 100 كيلوغرام من البلاستيك، أي ما يقارب 15,300 كيس سوبرماركت”، كما يقول أبي شاكر. ولنا أن نتخيّل كميات البلاستيك التي يمكن التخلّص منها خاصة وأن للمصنع القدرة على تحويل مليون وخمسمائة ألف كيس شهرياً بواسطة التقنية موضوع البحث.

لكن، من أين تُجمع هذه الكميات من المواد البلاستيكية أحادية الاستخدام؟ “لدينا مصنع لمعالجة نفايات بلدية بيت مري إضافة إلى نقاط تجميع ومستوعبات في مناطق مختلفة كساحة ساسين، مار مخايل، الزلقا، عين الريحانة وغيرها، حيث يتمّ الفرز من المصدر”. لا شك أن الرهان على نجاح التقنية في الحدّ من أكلاف الفاتورة البيئية كبير، لا سيّما وأن القرارات المندّدة بمنع استخدام البلاستيك أو التخفيف منه غير منطقية وأثبتت فشلها في ظلّ عدم توافر البدائل.

عملية فرم البلاستيك داخل المصنع
عملية فرم البلاستيك داخل المصنع

لتطوير ينتظر التمويل

في ظلّ ما أظهره المشروع من نجاح عملي ملموس، نسأل عن أسباب غياب التنسيق مع الجهات الرسمية لتحويل المبادرة الفردية إلى خطة على مستوى الوطن. هنا يوضح أبي شاكر أن الأوضاع المادية في البلديات والوزارات والقطاع العام لا تسمح بأي تعاون في الفترة الراهنة، ذلك أن الإنتاج الصناعي لا يزدهر بلا تمويل. ناهيك بأن ملف النفايات ما زال أحد أبرز ملفات الفساد الشائكة – لا بل العالقة تماماً – بما يحول دون إيجاد سياسات وحلول منظّمة لإعادة التدوير في لبنان.

رابط مختصر-https://arabsaustralia.com/?p=30467

ذات صلة

spot_img