مجلة عرب أسترالياـ فريق بحثي أسترالي يضع حجر الأساس لفهم جيني معمّق لاضطراب الوسواس القهري
حقق فريق من الباحثين الأستراليين تقدمًا علميًا مهمًا في فهم اضطراب الوسواس القهري (OCD)، بعد أن توصلوا إلى روابط جينية واضحة تسهم في تفسير أسباب هذا الاضطراب المعقد. وتُعد هذه الدراسة، التي نُفذت في معهد “كيو آي إم آر بيرغوفر” للأبحاث الطبية في ولاية كوينزلاند، الأكبر من نوعها عالميًا، حيث شارك فيها باحثون من مختلف أنحاء العالم.
اعتمدت الدراسة على تحليل بيانات لأكثر من 50 ألف مصاب بالوسواس القهري، إلى جانب مليوني شخص غير مصاب، مما أتاح للعلماء إمكانية مقارنة واسعة النطاق للكشف عن الفروق الجينية الدقيقة. وقد نجح الفريق في تحديد ما يقرب من 250 جينًا يرتبط مباشرة بهذا الاضطراب.
وقد تبين أن هذه الجينات تنشط بشكل خاص في ثلاث مناطق حيوية داخل الدماغ: الحُصين، المعروف بدوره في معالجة الذاكرة؛ والمخطط، الذي يلعب دورًا في السلوكيات المتكررة والتحكم الحركي؛ والقشرة الدماغية، التي ترتبط بعمليات التفكير واتخاذ القرار. هذا التوزيع الجيني يدعم الفرضيات السلوكية والمعرفية المرتبطة بالوسواس القهري.
من المثير للاهتمام أن عددًا كبيرًا من هذه الجينات يظهر أيضًا في اضطرابات نفسية أخرى مثل الاكتئاب، القلق، وفقدان الشهية العصبي، وهو ما يعزز فرضية وجود جذور وراثية مشتركة بين هذه الحالات. فهم هذا التشابه الجيني قد يمهد لتطوير علاجات تستهدف مجموعات متعددة من الاضطرابات العقلية، وليس اضطرابًا واحدًا فقط.
ويعمل الباحثون حاليًا على دراسة إمكانية الاستفادة من أدوية مستخدمة سابقًا في حالات مرضية أخرى، لاستخدامها في تخفيف أعراض الوسواس القهري. هذا النهج قد يسهم في توفير خيارات علاجية أسرع وأكثر فاعلية، مقارنةً بالطرق التقليدية التي تعتمد على أدوية محددة وذات فعالية متفاوتة من شخص لآخر.
وتُعد هذه الدراسة نقلة نوعية في مسار الأبحاث النفسية، حيث تسهم في تعزيز الفهم العلمي لأسباب اضطراب الوسواس القهري، وتفتح الطريق أمام طرق تشخيص أكثر دقة وعلاجات مستقبلية تستند إلى البنية الجينية للفرد.
رابط النشر- https://arabsaustralia.com/?p=42194