مجلة عرب أستراليا سيدني
عيد الحب… كيف اختلفت هداياه بين الحاضر والماضي؟
الحب إحساس راقٍ لا علاقة له بالزمان أو المكان، وفي يوم الحب الذي يوافق يوم 14 من فبراير يكثر فيه تبادل الهدايا بين المحبين؛ فقد اعتاد المحبون في هذه المناسبة التعبير فيه عن المشاعر الرقيقة والرومانسية، عن طريق الهدايا؛ لما لها من تأثير فعال في الحفاظ على المشاعر وما تحمله من دلالة رمزية للمناسبة.
تقول د. ألفت لـ«سيدتي»: الحب ليس له يوم واحد لنحتفل به؛ لأنه موجود فينا يعيش بداخلنا، فما دامت هناك حياة على الأرض هناك الحب، لكن أساليب التعبير عنه قد تختلف، خصوصاً في ظل التكنولوجيا التي أثرت في كل حياتنا.
التهادي إحدي لغات التخاطب الوجداني
التهادي سلوك جيد وروح طيبة، لها أثر عظيم في تنمية المحبة، وتعميق المودة، وتأليف القلوب، وتوطيد الصداقة بين الأحبة، وهو إحدى لغات التخاطب الوجداني، ورمز لتآلف المشاعر، والهدية تبعث السرور في النفس وتزيد من أواصر المحبة وتنهي الخلافات وتعبر عن المحبة، وقد تكون الهدية بديلاً عن اللسان في التعبير، ولها أهميتها في ترجمة مشاعر المودة وصدق العلاقات، كما إنها تعبر عن مدى الاهتمام والسعادة، والهدية مهما كانت بسيطة فإنها تشعر المُهْدَى إليه أن له مكانة مميزة في حياة من يهديه، وهي تفتح القلوب المغلقة، وتصنع ذكريات سعيدة؛ لأنها تُعد من وسائل التعبير عن المودة والصداقة والأخوة في العلاقات الاجتماعية، ولها أثر في النفس البشرية بشكل كبير ومباشر، والهدية في أغلب الأحيان تكون سبباً في إذابة الجليد القاسي الذي قد يتكون بين الإخوة أو الأقارب أو المحبين، ويجب ألا نحدد أن يوم الحب للمرتبطين أو الشباب فقط، كما أصبح الحال في الوقت الحالي، بل هو لجميع أفراد المجتمع، والأهل والأقارب والأصحاب؛ من أجل تحريك المخزون المدفون من العواطف النبيلة.
هدايا يوم الحب مختلفة هذا العصر عن الماضي
باقة ورد لها مفعول السحر في الماضي
في الماضي كانت إهداء باقة الورد يمكن أن تعيد وهج الحب بينهما، وكان الورد أقرب نموذج وطريق للتعبير عن مشاعر الحب؛ فهو يصف رقة الأحاسيس ونعومة الملمس، فباقة ورد جذابة لافتة رومانسية، إلى جانب كارت مكتوب به بعض الكلمات البسيطة المعبرة بما داخل القلوب وتحمل أمنيات وأحلاماً مختلفة، وزجاجة من العطور الجذابة من الهدايا التي تحمل دلالات عميقة، مع طقوس معينة للاحتفاء معاً، ولها مفعول السحر، ترضي شريكة الحياة، ومشاعر صادقة تغلب عليها ثقافة العطاء؛ كلها كفيلة للتعبير الصادق بين الأصدقاء والأوفياء والأحباء، وربما اختلفت طرق الاحتفال بين الأجيال، ولكن يظل الحب في وجهات نظرهم في المبادرة بالأفعال، والمواقف؛ فلكل شخص طريقة تناسبه للتعبير عن حبه، وأياً كانت الهدية التي يمكن أن يستقر عليها الشخص، فما زالت حتى وقتنا الحاضر باقة ورد ما زالت لفتة شاعرية رومانسية جذابة تعبر عن المشاعر بداخل أي شخص، ثم تطور بعد ذلك، فاعتاد المحبون في هذه المناسبة التعبير فيه بشتى الطرق عن المشاعر الرقيقة والحب، إما بإهداء من يحبون الورد الأحمر أو الدباديب وبطاقات المعايدة، وغيرها.
الحب بأجواء جديدة في الوقت الحاضر
أما الآن ومع اقتراب موعد يوم الحب، وفي ظل الاحتفالات بيوم الحب يبحث الناس عن الهدايا اللائقة التي سيقدمونها لأحبائهم بهذه المناسبة السعيدة، كاختيار الهدايا ذات الطابع الكلاسيكي، وذات القيمة التي تحمل دلالة رمزية للمناسبة، فما زالت الهدية لها انعكاسات إيجابية حتى الآن؛ فالحب والأحاسيس والمشاعر موجودة لم تختفِ، ولكن طرق الاحتفال وتبادل الهدايا هي التي تغيرت وتأثرت بالأجواء التي نعيشها الآن، واختلفت الطريقة، فتأثر الحب في وقتنا هذا. في عصر التكنولوجيا والحياة السريعة، بمفهوم العصر واصطبغ بمفرداته، فلا الكلمة ولا الوردة لها التأثير نفسه كالسابق، ولا حتى الهدية البسيطة تحرك مشاعر وأحاسيس الآخر؛ فالظروف الاقتصادية ألغت من قاموسها قيمة العطاء، وطغت محلها الجوانب المادية؛ وأصبحت الهدية القيمة هي المطلوبة في الوقت الحاضر؛ لما لها من تأثير نفسي، وأصبحت الهدايا عملية أكثر من السابق وبحسب الاستفادة، وأصبح الذهاب إلى المطاعم وتناول الطعام من أكثر الطرق لكسب القلوب، وتراجعت هدايا القلوب الحمراء؛ لأن الأشخاص أصبح تفكيرهم عملياً وليس تقليدياً، ويبحثون عن ما هو يصلح لهم في الاستخدام والاستفادة بطريقة عملية، ولكننا لا ننكر أنه ما زال هناك الكثير أيضاً يتمسكون بيوم الحب، ويقدرونه وما زالوا يقدمون الورد والقلوب الحمراء والدباديب وبعض الهدايا التذكارية الخاصة بهذا اليوم، والزهور لم تتغيب أبداً عن أجواء يوم الحب، وبطاقات الحب التقليدية لا تزال تحظى بشعبية كبيرة بين المحبين.
المصدر: مجلة سيدتي
رابط مختصر-https://arabsaustralia.com/?p=27798