بقلم الكاتب: علي موسى الموسوي
مجلة عرب أستراليا- سيدني- هدأ كلّ شيء في جسد الطبيعة بغيابك، لم تكن تشكو من ايِ المِ سواك، انظر كيف تستعيد رئة الأرض توازناتها النقيّة.
البيئة تتخلص من طبقات التلوث المتكدسة على صدرها المُتعب، الطيور المهاجرة تعود الى أعشاشها آمنة دون رعبٍ أو خوف، اسراب البلابل تستعيد الحانها الشجية فوق الاغصان الغضّة، المصائد اللعينة جميعها تتحول لبراعمٍ خضراء حينما تستعيد الطبيعة حقها في الحياة.
الأشجار تتباهى بتعانقِ الوانها الخضر دون قلقٍ، ينسدح امامها البحر ليرسم عناقهما كلوحةٍ فوق سحرِ وصفاءِ ماءه الذي يصر كل فجرِ على ارتداءِ قلائد الضوء الذهبية المتدليّة من قرص الشمس.
ياإلهيّ الهذا الحد كانت السماء حزينة، ترى كيف يمكن لقاتلٍ لامرئي ان يتحول في الجانب الآخر من الحياة الى طوقٍ نجاة، يُعيد بلمح البصر فاتورة العيش الآمن لمعاشر الكائنات الضعيفة بكل مكان.
حتى البحار الهائجة صارت تحضن عوالمها بلا افتراس، يشلّ كل اشارات العالم الحمراء كي تمر صغار الارانب والسناجب والاِوز، تنام مطمئنة على الارصفة، ترسم في مخيلتها المكشوفة فراشاً دافئاً ومنزلاً لايقترب منه احد، تتباصر بعينيها البهيجتين لكل مايدب بسلام وتطمئنه بأنّ بيئته الجميلة صارت خالية من عدوانية وظلم البشر.
إذاً أيها الأنسان وانت تنظر الى كل هذا من خلفِ زجاج بيتك المغلق بأمرِ كورونا، دعني اخاطبك من الجانب الآخر للحياة، هل فكرت للحظة منفلتة من مقاسات التسليع والصناعة في ان تعيش بوئام مع الطبيعة ؟!
ان تجرب ولو لمرة واحدة حرقة شق صدر غزالة، او الحكم بالسجنِ المؤبدِ على بلبل بتهمة جمال ريشه وصوتهِ!
ألم يشعرك بالخجل منظر النوارس الراقصة على سواحلِ الجزر الوحيدة، بعدما هرب منها الجميع ؟
اسئلة اتمنى ان يطرحها ويعلقها الجميع على واجهةِ ضميره المحجور، فالربيع قادم والوباء راحل ويجب علينا أن نتعلم العيش بسلام جديد مع الآخر، وأحترام الطبيعة والحفاظ على البيئة، لان الانسانية والرفق هما جناحا التحليق والانسجام مع هذا الكون.
رابط مختصر:https://arabsaustralia.com/?p=8208