مجلة عرب أستراليا سيدني
رشيد كرامي..الإغتيال المستمر
بقلم الكاتب علي شندب
الأول من حزيران، الذكرى السادسة والثلاثين لاغتيال الرئيس الشهيد رشيد كرامي.
ستة وثلاثون عاما مضوا على اغتيال رشيد كرامي.
إنّه الإغتيال الذي شرّع لبنان على حقبة خطيرة من الإهتزازات الكيانية العميقة التي لم تزل تداعياتها آخذة في التناسل، بما يهدّد لبنان بفعل مشاريع المغامرات إياها الى التفكّك الذي يبدو وكأنّه الشغل الشاغل لمساعدة وزير الخارجية الأمريكية بربارا ليف وإدارتها الديمقراطية جداً.
إنّه الإغتيال الذي استُهدف منه إغتيال لبنان عامة،وموقع طرابلس ودورها الريادي والقيادي خاصة.
قدر رؤساء وزراء لبنان الاستثنائيون هو الاغتيال، ولو من قتلة مختلفين.
قدر سمير جعجع، أن يدخل السجن بدم رئيس حكومة، ويخرج من السجن على دم رئيس حكومة آخر.
اغتيال رشيد كرامي، تخلّله اغتيالات عدة من أبناء جلدته خاصة.. فرفع الأيدي وشارات النصر في جلسة قانون العفو الخاص عن قاتله، هو اغتيال جديد له.
مسارعة بعض أبناء مدينته، الى تبرئة قاتله سمير جعجع وتصويره قديساً، هو اغتيال جديد لرشيد كرامي.
مسارعة بعض أبناء جلدته وطائفته خاصة، الى خلق وقائع كاذبة عن كيفية مقتل الرشيد، إغتيال جديد له.
محاولة إلصاق بعض أبناء طائفة رشيد كرامي ومدينته طرابلس، تهمة اغتياله بالنظام السوري افتئات كاذب على سوريا، واغتيال جديد له.
رشيد كرامي قتل وفُجّرت به مروحية الجيش، لأسباب وطنية كبرى بينها وقوفه ضد ميليشيات الدويلة التي كانت تقيم حواجز مالية وأمنية في البربارة.
الغريب والمُريب، أنّ بعض هؤلاء يعلنون بأصوات عالية، أنهم ضد الدويلة، والمقصود بها دويلة حزب الله، لكنهم في الوقت نفسه، يبرؤون دويلة القاتل من دمّ رشيد كرامي، ويرتمون في أحضانها، والمفارقة أنّهم وبمنطق أخرق يخيّرون اللبنانيون بين الدويلة السابقة والدويلة الحالية. وكأن قدر اللبنانيين، أن يبقواأسرىولامنطق الدويلتين.
إنّ من فرّط من أبناء طرابلس وطائفة رشيد كرامي بدمه، فتح الطريق الباب واسعاً للتفريط بدم رفيق الحريري.
قدر طرابلس، أن تبقى على قدر مسؤولياتها الضاربة في التاريخ بوصفها أحد أبرز حواضر العرب الكبرى، وليس مقراً لقتلة زعيمها.
كما إنّ قدر طرابلس،عجز وفشل كل متنفذيها وساستها المستنبتين والمستتبعين أو المتنطحين مهما بلغ طولهم أو قصرهم، من الجلوس على كرسي رشيد كرامي.
صدق من قال، أن طرابلس تيتمت بعد رشيد كرامي.
لكن من قال أن اليُتم قدر طرابلس الدائم؟
رابط مختصر-https://arabsaustralia.com/?p=29537