مجلة عرب أستراليا – بقلم الكاتب عباس مراد
يقول الإمام الشافعي
نَعيبُ زَمانَنا وَالعَيبُ فينا/ وَما لِزَمانِنا عَيبٌ سِوانا
وَنَهجو ذا الزَمانِ بِغَيرِ ذَنبٍ/ وَلَو نَطَقَ الزَمانُ لَنا هَجانا
الكل يعلم في أستراليا اننا على أبواب انتخابات فيدرالية، آخر موعد لإجرائها في النصف الثاني من شهر أيار، اذا ما قرر رئيس الوزراء أنتوني ألبانيزي إتمام الدورة البرلمانية الحالية وعدم الذهاب إلى انتخابات مبكرة.
على الرغم من ذلك، فإن الأحزاب السياسية ومعهم المرشحين المستقلين قد بدأوا حملاتهم الانتخابية وان كان بشكل غير رسمي،
مناسبة هذا الكلام هو منشور لأحدهم على الفيسبوك حيث يمارس هذا الشخص عنصرية مقيتة وغير مقبولة بحق أحد المرشحين،
حيث يشكل هذا المنشور إدانة لناشره الذي وضعه وبحقه بسبب المستوى المتدني الذي استعمله للتعبير عن راي سياسي وهذا ما لا نناقش به لان الرأي السياسي تصونه القوانين المرعية في أستراليا.
منذ أن وطأت قدمي هذه البلاد، ونحن نعمل مع المخلصين على الحد من تلك العنصرية التي تأخذا أشكالاً متعددة منها الظاهر والمخفي، سواء بالمطالبة بتعديل القوانين التي وضعتها الحكومات، أو وضع قوانين جديدة للحد من تلك العنصرية سواء على المستوى الفيدرالي أو في الولايات.
في منشوره، يتخذ صاحب المنشور موقفاً سياسياً داعماً لأحد المرشحين، وكما اسلفت هذا حقه وفي نفس الوقت يتخذ موقفاً مناهضاً لمرشح آخر، ويبني موقفه هذا على أساس اثني حيث يمارس التفرقة على أساس هوية هذا المرشح، لا بل وصل به الامر للتعرض للمظهر الشخصي لذلك المرشح وباستخفاف ويعترف صاحب المنشور بأنه لا يعرف هذا المرشح، علماً أن أبناء جالية صاحب المنشور تعرضت وتتعرض لأبشع أنواع العنصرية والتمييز بين الحين والآخر من قبل بعض السياسيين والاعلام المحرض وبدون رادع من ضمير مهني أو أخلاقي، حيث إذا ارتكب أحد أفراد تلك الاثنية خطأً فتصبح كل الجالية متهمة في انتماءها لأستراليا وعدم قبولها ” للقيم الأسترالية” وللنيل منها مع انها تملك قصص نجاحات لا تعد ولا تحصى ولكن لغاية في نفس يعقوب يُعمل على تهميش وتهشيم تلك الجالية.
وقد يكون صاحب المنشور نفسه يشتكي من هذه الممارسات او يتعرض لها شخصياً.
بناءاً عليه أعتقد، لا بل أجزم وبقوة أن عنصريتنا هي الأبشع لأن لا مسوغ لها، لأننا نتساءل لماذا لا يأخذ معظم السياسيين أي اعتبار لنا ولقضايانا المحقة إلا أن يتقاسموا معنا حفلات الشواء والتبولة، حيث يبعوننا مواقف لا تسمن ولا تغني من جوع.
وقد لاحظنا في الحرب الإسرائيلية الأخيرة على اللبنانيين والفلسطينيين أن معظم السياسيين لم يصدر بيان إدانة لما حدث في لبنان وفلسطين، أو واسى الناخبين في منطقته الانتخابية رغم وجود جالية طويلة عريضة من خلفية صاحب المنشور.
بالمناسبة، لا تقتصر ممارسة تلك العنصرية على صفحات شبكات التواصل الاجتماعي بل منتشرة بقوة وبصورة ممنهجة مقرفة على الإذاعات الناطقة بالعربية في أستراليا.
وعليه اعتقد انه ليس من حقنا العتب على الأحزاب السياسية أو السياسيين ان تجاهلوا مطالبنا وقضايانا المحقة، ولمن لا يعرف فأن البعض من السياسيين اذا سئل لماذا هذا التجاهل لناخبيه فيكون جوابه انهم غير منظمين سياسياً و”بكرا بينسوا”
رحم الله الإمام الشافعي لأنه أرشدنا إلى أن العيب فينا فلا عتب على أحد بعد ذلك.
رابط النشر- https://arabsaustralia.com/?p=41179