مجلة عرب أستراليا سيدني
زهايمر
بقلم الكاتب عباس علي مراد
كان لي وطن
نسي إسمي
الذاكرة أيام كانت
تأتي وتذهب دون معنى
كان لي وطن
يسكنه أناس يقال لهم شعب
كل واحدٍ منهم تسكنه هواجس
يمليها عليه النسيان
شرعوا الأبواب لرياح
تعبث بالروح والجسد
كان لي وطن
غادرَنا على مفارق المجهول
تمشي بنا
الطرقات مسافات لا حدود لها
وجهتها محطات
لا حب فيها
كان لي وطن
كانت شمسه تشرق من الأحلام
وتغيب على الآمال
واليوم تشرق أوهاماً
وتغيب أهوالا…
كان لي وطن
تسهر في لياليه الأفراح
وتصحو الأشواق في صباحاته
اليوم تنام الحيرة في فراشه
وكل ما فيه مباح
كان لي وطن
ينتظرني وأنتظره
اليوم يسافر
لا يودعني ولا أودعه
عيونً جفت فيها الدموع
وزاغ البصر
لا يراني ولا أراه ..
كان لي وطن
يكتب اسمي على دفاتر أيامه
أكتب أسمه على يوميات العمر
أيام العمر أضحت ناراً
تولى لظاها سنين خلت
كان لي وطن
تسكن العصافير براءة سمائه
صارت لا تأمن أشجاره
كان لي وطن
فيه عيونُ تسحر العيون
تجري الى مستقرِ لها
واليوم تفيض على دروبه اوهام
شتت الأنفس والخطى
كان لي وطن
لم يكن يعرف الغياب
وإذا غبت دعاني
واليوم ينحني في زاوية الغياب
كان لي وطن
تستعير منه الطبيعة جمالها
والبحر والسماء يسجدان
على رماله وفوق جباله
واليوم آهٍ من اليوم
كان لي وطن
أصيب وأصيب
له في الماضي تاريخ
ومستقبل مترنح بقطار المجهول
كان وكان وكان
ورغم الآلام يبقى له
في القلب منزلة
وكل المكان
رابط مختصر-https://arabsaustralia.com/?p=30919