spot_imgspot_img

إصدارات المجلة

العدد 53

آخر المقالات

غدير بنت سلمان ـ ومن الحُبِّ ما قَتَل ـ حين يتحوّل النور إلى قيد

مجلة عرب أسترالياـ بقلم الكاتبة غدير بنت سلمان ومن الحُبِّ...

أبو غزاله العالمية تقاضي حاكم مصرف لبنان السابق

مجلة عرب أسترالياـ أبو غزاله العالمية تقاضي حاكم مصرف...

عباس مراد- عرض لكتاب بشارة مرهج “ما لم ترى عين” جذور الانهيار الاقتصادي في لبنان

مجلة عرب أسترالياـ بقلم الكاتب عباس علي مراد في مجموعة...

أ.د. عماد شبلاق ـ ومن كان يرجو لقاء (ضيوفه) فليعمل عملاً صالحاً!

مجلة عرب أستراليا ـ بقلم أ.د. عماد وليد شبلاق...

عباس مرادـ أستراليا: الانتخابات نتائج تاريخية غير مسبوقة

spot_img

مجلة عرب أسترالياـ بقلم الكاتب عباس مراد

ليلة السبت: 3/5/2025، بدا الأمر أشبه بكارثة حادث قطار

جورج برندس وزير الادعاء العام الفيدرالي السابق من حزب الأحرار

قدم حزب الأحرار برنامج للطاقة النووية، لكن الناخبين فجروا الحزب بطاقتهم النووبة، إنها كارثة انتخابية للأحرار.

مارك رايلي محرر الشؤون السياسية في القناة السابعة التلفزيونية

كانت نتائج الانتخابات الأسترالية التي جرت في 3/5/2025 تاريخية بكل ما للكلمة من معنى، حيث تعتبر خسارة الأحرار المدوية الأسوأ في تاريخ الحزب منذ تأسيسه عام 1949،بالإضافة إلى أنها المرة الأولى في تاريخ أستراليا التي يخسر زعيم معارضة لمقعده (جان هاورد خسر مقعده 2007 عندما كان رئيساً للوزراء)، وقد خسر الأحرار كل المقاعد في ولاية تزمانيا ولم يبق أي تمثيل للحزب يعتد به في كل عواصم الولايات وقد خسر الحزب كل مقاعد رؤوساء الوزراء السابقين هاورد، ابوت، تيرنبول، إلا مقعد كوك في سدني والذي كان يشغله سكوت موريسن رئيس الوزراء الاسبق، وقد لحقت الخسارة وجوها بارزة في الحزب كان يعول عليها قيادة الحزب لإعادة بناء قدراته المستقبلية.

حزب العمال يحقق أكبر نصر انتخابي منذ الحرب العالمية الثانية، حيث يعتبر رئيس الوزراء انثوني البانيزي أوّل رئيس وزراء عمالي يفوز بدورتين متتاليتن، منذ فوز بوب هوك منذ أكثر من 30 عاماً، وقد وصل عدد المقاعد الى عتبة التسعين مقعداً من أصل 150.

حزب الخضر ثالث أكبر حزب سياسي في البلاد وصاحب التمثبيل المحدود في مجلس النواب، تعرض لخسارة لمقعدين في ولاية بريزبن، ورئيس الحزب آدم بندت احتفظ بمقعده في ملبورن بصعوبة، ولكن الحزب سوف يحتفظ بكتلة وازنة في مجلس الشيوخ.

يعزى فشل الحزب لاتفاق الأحرار والعمال لعدم إعطاء الأصوات التفضيلية للخضر والمستقلين، وهذا ما يؤكده المحاضر في مادة العلوم السياسية في الجامعة الوطنية الاسترالية  جيل شبرد، الذي وصف ذلك بالأسرار القذرة في السياسة الأسترالية، حيث تقوم الأحزاب الرئيسية غالبا بالتعاون لاستبعاد مرشحي حزب الخضر والمرشحين المستقلين وغيرهم من الأحزاب الصغيرة، وهذا وجه من وجوه  احتكار الحزبين الكبيرين للسلطة، والملفت ان الخضر أعطوا أصواتهم التفضيلية في أغلبية المقاعد للعمال مما ساعد في تحقيق الفوز الكاسح.

النواب المستقلين معظمهم احتفظوا بمقاعدهم وزادت النسبة المئوية للذين صوتوا لهم. وحقق المرشحين المستقلين في غرب سدني وبدعم من مجموعة الصوت المسلم نتائج مهمة وتقدما على حزب الأحرار وكان تحول ضد حزب العمال تجاوز 7%.

مجموعة الصوت المسلم تشكلت حديثاً  للضغط على حزب العمال، بسبب مواقفه المترددة من حرب التطهير العرقي في فلسطين.

فشل الحركة المعروفة صوت الوطنيين (ترامبت باتريوت)  التي يتزعمها رجل الأعمال “كلايف بالمر” في الحصول على أي مقعد في مجلس النواب على الرغم من انفاقه قرابة 60 مليون دولار.

الملفت أيضاً، تراجع الأصوات الأولية للحزبين الكبيرين (العمال والأحرار) ووصلت إلى إلى 67 بالمئة فقط في تراجع كبير منذ عام 1950 حيث كانت تشكل نسبة 98 بالمئة، وقرابة 80% في ثمانينيات القرن الماضي.

ما هي الأسباب التي أدت الى هذه النتائج الكارثية للأحرار والفوز الباهر للعمال؟

لنعرض أولاً لأسباب خسارة الاحرار حسب آراء برلمانيين أحرار والمحللين الصحافيين من كل الاتجاهات.

بيتر داتون في خطاب الخسارة أعلن أنه يتحمل المسؤولية عن تلك الخسارة، ولكنه لم يتطرق أسباب الخسارة الكارثية المدوية.

رغم ان داتون استطاع خلال الثلاث سنوات الماضية الحفاظ على وحدة الحزب،  إلا أنه كان يتبع أسلوب الازدواجية في العمل، ففي الوقت الذي كان يحرص وبشدة على التواصل مع زملائه ويرد على اتصالاتهم ورسائلهم بسرعة، كان مكتبه يتجاهل الرد على الاتصالات الى درجة إهمالها، وعدم الرغبة في التعاون لحفاظ على سيطرة داتون وبإيعاز منه.

في الأسابيع الثلاثة التي سبقت الانتخابات، بدأ داتون يفقد توازنه السياسي بسبب عوامل كثيرة، رغم ان الفرصة كانت مؤاتية داتون للوصول الى الناخبين، حيث كانت المرة الأولى التي يتناظر فيها الزعيمان تلفزيونين أربع مرات واهم أسباب الفشل:

– أن داتون وصانعي القرار في الحزب فقدوا التواصل مع احتياجات وتطلعات الأستراليين ذوي الخلفيات الثقافية المتعددة.

– اتبع حزب الأحرار إستراتيجية انتخابية استهدفت ناخبي الضواحي الخارجية على حساب سكان المدن الداخلية.

– التماهي مع خطاب دونالد ترامب عندما عيّن داتون جاسينتا نامبيجينبا برايس وزيرةً في حكومة الظلّ الائتلافية لشؤون كفاءة الحكومة والتي استحضرت خطاب ترامب  بجعل أستراليا عظيمة مجدداً.

–  الافتقار إلى برامج اقتصادية للمصالح الصغيرة، أو العلاقات الصناعية، أو سياسة ضريبية أو أي شيء يتعلق بالاستثمار، إلا برنامج الطاقة  الذي يعتمد على الطاقة النووية والذي يلقى معارضة قوية من الخبراء لكلفته العالية قدرت (ب600 مليار دولار) ورفض داتون الحديث عن تلك الكلفة، تقديم تخفيضات بنسية 50% على ضريبة المحروقات، وكان الملفت أيضاً معارضة الأحرار للتخفيضات التي أقرتها الحكومة والتي وصفها وزير الخزينة “جيم شالمرز” بأنها كانت فرصة العمر السياسية للنيل من خصومه، علماً ان الاحرار تاريخيا هم الحزب الذي يعمل من أجل التخفيضات الضريبية لدافعي الضرائب.

– الحرب الثقافية، حيث ركز داتون على قضيتين اصبحتا من الماضي، الاستفتاء على إعطاء الصوت للسكان الأصليين، والتي حسمت في الاستفتاء الفاشل الذي أجرته الحكومة في 14 تشرين أول 2023. اضاءته المستمرة على مراسيم الترحيب من قبل السكان الأصليين في المناسبات، والتي يعارضها داتون، معارضته وضع علم السكان الاصلين في خلفية المؤتمرات الصحافية التي يعقدها.

في نفس السياق فقد استحضر رئيس الوزراء البانيزي في الحملة الانتخابية تصريحات داتون العنصرية عن المهاجرين اللبنانيين عام 2016، عندما اعتبر داتون أن هجرتهم من أكبر الأخطاء التي ارتكبها مالكوم فريزر رئيس الوزراء الأسبق (أحرار) في سبعينيات القرن الماضي، والمعروف أن داتون رفض الاعتذار للسكان الأصليين من الأجيال المسروقة عام 2008 الذي قدمه رئيس الوزراء العمالي الاسبق كيفن راد وخرج داتون من قاعة البرلمان احتجاجا على الاعتذار.

– عدم التركيز على كلفة المعيشة التي كانت تعتبر تأتي في المرتبة الأولى من اهتمام الناخبين، إلا ما تقدم تخفيض الضريبة على لتر البنزين بنسبة 50%. وأصبحنا نراه على محطات المحروقات وكأنه أصبح عامل متنقل بينها لالتقاط الصور.

– الهجرة طرح داتون خطة متطرفة للحد من الهجرة وقال أن سيخفض العدد الى 160 الف سنوياً، وعزى السبب لتلك الخطة ان المهاجرين يتسببون بارتفاع أسعار المنازل، وقال انه سيخفض عدد الطلاب الأجانب ب80 الف ، رغم ان قطاع الطلاب الأجانب يدر على الخزينة مبلغ 51 مليار دولار سنوياً ويعتبر هذا القطاع ثالث اهم مصادر العملة الأجنبية.

– الاسكان قدم الائتلاف خطة لمساعدة مشتري البيت الأول بتخفيضات ضريبية تقارب 50 الف دولار لمدة 5 سنوات  مع السماح للمشترين بالاستعانة بأموال معاش الادخار التقاعدي والتي اعتبرها البعض هرطقة  تفرغ الصناديق من الأموال.

– رفع ميزانية الدفاع الى %3.5 من الدخل الوطني.

– التهديد بإلغاء 41 الف وظيفة في القطاع العام لتوفير المال لتغطية بعض وعوده الانتخابية.

– الاعلان عن نيته وقف العمل من المنزل والعودة الى مراكز العمل، ليعود ويتراجع عن هذه الخطة اثناء الحملة الانتخابية لأنها أفقدته تأييد النساء، والملفت انه في نفس الوقت الذي كان يريد عودة العمال الى مكاتبهم  أعلن عن رغبته الانتقال إلى سكن رئيس الوزراء الرسمي في كيربيلي مقابل خليج سدني، بينما أغلب المراكز الحكومية ومقر البرلمان في العاصمة الفيدرالية كانبرا!

– تبادل الأصوات التفضلية  مع حزب بولين هانسون العنصري “أمة واحدة” في 57 دائرة انتخابية مخالفاً مثاله السياسي جون هوارد الذي كان يضع “أمة واحدة”  في أسفل القائمة.

-.مواقفه من القضية الفلسطينية، وتأييده المطلق لحرب الإبادة في فلسطين، ونيته دعوة نتنياهو لزيارة أستراليا رغم مذكرة التوقيف بحقه من قبل المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب.

– انعدام الكفاءة السياسية الذي ظهر طوال الحملة الانتخابية والذي احدث صدمة لدى نواب الحزب السابقين والحاليين.

طبعاً، ما تقدم قليل من كثير وهناك مساءل أخرى لعبت دوراً في خسارة الاحرار التاريخية.

نشير إلى أن  الائتلاف خاض الانتخابات تحت شعار “لنعيد أستراليا إلى الطريق الصحيح”

ماذا عن أداء حزب العمال.

لم تحقق ولاية انتوني البانيزي وحكومة العمال الأولى إنجازات ملفتة، رغم تراجع نسبة التضخم الى دون 3%، وتحقيق فائض في الميزانية لأول مرة منذ عقد من الزمن مرتين متتاليتين، وانخفاض سعر الفائدة مرة واحدة بنسبة ربع من واحد بالمئة، وتخفيض الضرائب مرتين،  فلم نرى تغييرات جذرية واستمرت كلفة المعيشة بالارتفاع بالإضافة الى ارتفاع أسعار الطاقة والتي قدمت الحكومة تعويضات مالية غير كافية للتعويض عن تلك الزيادة.

اتسمت مقاربة البانيزي وحكومته بالحذر، لكن استراتيجيته أتت ثمارها، ونظم حملة انتخابية تم ضبط إيقاعها على أخطاء داتون وحزب الأحرار، مع تقديم بعض الوعود الانتخابية التي كان لها وقع إيجابي لدى الطبقة الوسطى وغيرها من أبناء المجتمع .

وقد لعب العامل التاريخي خصوصا في ظل الظروف الدولية القلقة والمثيرة للريبة كحرب ترامب الاقتصادية،  دوراً مهماً لصالح الحكومة، حيث لم تسقط حكومة من دورة أولى إلا مرة واحدة منذ تأسيس الفيدرالية الأسترالية،  وذلك  عندما خسرت حكومة العمال برئاسة جيمس سكولان عام 1931 ،ففضل الناخبون إعادة انتخاب حكومة العمال ومعاقبة الاحرار للأسباب التي تقدم ذكرها.

وقد لعب ترامب وسياسته دورًا ملحوظا في الانتخابات الأسترالية لصالح العمال كناخب ظل.

وتحت شعار انتخابي “بناء مستقبل أستراليا” أيضاً قدم العمال برامج انتخابية غير راديكالية لكنها جذبت الناخبين من الطبقة الوسطى والنساء  والشباب منها:

– التخفيضات الضريبية لكل الاستراليين 1000 دولار لتغطية النفقات المتعلقة بالعمل بدون إيصال، وكانت الحكومة اقرت في ميزانيتها تخفيضات صريبية لجميع الأستراليين، بتخفيض نسبة الضريبة من 16 % الى 15 % ( 268 دولار) من الاول من تموز 2026 ،ومن 15% الى 14 %( 536 دولار) اول تموز 2027 .

– الوعد بتعزيز القطاع الصحي العام والوعد بإنفاق أكثر من 8 مليار دولار لتعزيز الميديكير، وانشاء عيادات طوارئ لتخفيف الضغط عن المستشفيات.و أصبحت بطاقة الميدكير شعار انطوني البانيزي الذي يرفعها في أغلب المناسبات وحتى في خطاب النصر.

– إلغاء نسبة 20% من ديون المتخرجين الجامعيين المعروفة ب(هكس)

– الإسكان دخول الحكومة مع مشتري البيت الأول في شراكة حال تأمين مبلغ 5 بالمئة من ثمن البيت مع الوعد ببناء 100000 وحدة سكنية مخصصة لهذا الغرض.

– رعاية الأطفال والتي اعتبرها رئيس الوزراء أنتوني البانيزي الإنجاز الذي يريد ان يقترن باسمه وباسم حكومته في المستقبل.

-الهجرة تخفيض العدد السنوي إلى 260 الف مهاجر.

– مجانية التعليم المهني.

– رفع ميزانية الدفاع إلى 2.3 % من الدخل الوطني حتى العام 2030

– الطاقة ركز العمال على بناء برامج الطاقة النظيفة، وعلى ان يكون الغاز المكون الرئيسي خلال الفترة الانتقالية، ورفض البانيزي تقديم وعد بأنّ أسعار الطاقة ستنخفض في المستقبل القريب، وكان الملفت في الحملة الانتخابية عدم ظهور وزير الطاقة الفيدرالي كريس بوين.

وهناك بعض الوعود التي تخص بعض الولايات للمساعدة  في بناء البني التحتية.

اما بالنسبة الى السياسة الخارجية فقد التزم الحزبين بالتحالف مع الولايات المتحدة، واستمرار اتفاقية “أوكس” لشراء الغواصات العاملة بالطاقة النووية، وقد غابت كليا المسالة الفلسطينية والمجازر التي ترتكبها إسرائيل بحقهم، والتزم العمال بمساعدة اوكرانيا بينما تردد الأحرار بذلك خصوصاً لجهة إرسال جنود استراليين للعمل في أي قوة سلام بين روسيا وأوكرانيا.

وكان الملفت للنظر بشكل فاقع عدم زيارة أي من الزعيمين لمناطق السكان الأصليين ولم يأتيا على ذكرهم في المناظرات التلفزيونية الأربع التي أجريت، ولا عن كيفية ردم الهوة بين السكان الأصليين وغيرهم من السكان، حيث يقل متوسط عمر السكان الأصليين عن غيرهم على بعشرة أعوام.

ماذا بعد الانتخابات؟

أولاً، الأحرار بحاجة إلى انتخاب زعيم ليس عادياً، وهذا ما يفتقر اليه الحزب حالياً بسبب الهزيمة التاريخية وبدء تبادل الاتهامات بين اعضاءهن  بدل أن يسعى الأحرار الى تشريح جثة الحزب السياسية  ليعود إلى لعب دور فاعل في السياسة الأسترالية أقله بعد دورتين انتخابيتين.

ثانياً، العمال من جهتهم يجب أن لا تسكرهم نشوة الفوز، والبدء بالعمل من أجل بناء مستقبل أستراليا، وان يقرن رئيس الوزراء البانيزي القول بالفعل كما جاء في خطاب النصر بأنه سيعمل لخدمة كل الأستراليين، وخصوصا الذين انتخبوا العمال لأول مرة ووعدهم بأنه لن يخيب آمالهم.

من جهته وزبر الخزينة جيم شالمرز أكد أنه سيركز على زيادة الانتاجية ولم يعطي أية تفاصيل،

وكما نقول فإن غدا لناظره لقريب، ونحن بانتظار السياسات الاقتصادية وغيرها التي سيتبعها العمال وينفقون عليها راسمالهم السياسي الذي قدمه لهم الناخب الاسترالي بشكل غير مسبوق منذ الحرب العالمية الثانية.

دور الاعلام

كالعادة في كل انتخابات يلعب الاعلام دوراً محورياً، ولكن الأيام التي كان يقرر فيها روربرت مردوخ القطب الاعلامي من سيكون رئيس الوزراء ولت وإلى غير رجعة رغم أن البعض ما زال يعتقد ذلك.

وحسب تقرير الأخبار الرقمية الصادر عن جامعة كانبيرا أحد أكثر المقاييس موثوقية لاتجاهات وسائل الإعلام، يُظهر أن أكثر من نصف الأستراليين يتابعون الأخبار أكثر من مرة يوميًا ، مما يعكس مستويات عالية جدًا من الاهتمام بالشؤون الجارية، بما في ذلك بين الشباب. ويتزايد عدد من يحصلون على أخبارهم من وسائل التواصل الاجتماعي.

وفي تقرير نشر في الغاردين أستراليا عن وسائل الإعلام التي يثق بها الأستراليون أكثر تأتي  في المرتبة لان الصحفيين في هيئات البث العامة مقيدون بتوقعات صارمة بالموضوعية. SBS و ABC الأولى تليهم في تصنيفات الثقة وسائل التلفزيون التجارية ومواقعها الإلكترونية، بالإضافة إلى وسائل الإعلام الصحفية الأخرى. وفي أسفل القائمة، تأتي وسائل News Corporation، News.com.au ،Sky News ،Herald Sun ،Daily Telegraph.

في أعقاب الهزيمة الانتخابية لحزب الاحرار يشير المعلقون من جميع الأطياف السياسية، إلى أن الإفراط في الاستماع إلى سكاي نيوز والتفاعل معها، ومع أمثال شاري ماركسون التي تدعم داتون، وبيتا كريدلين التي تعتقد انه يجب أن يكون هناك المزيد من الحرب الثقافية، لا أقل، وأندرو بولت الذي يعتقد أن الناخبين أخطأوا ، هو سبب ابتعاد  حزب الأحرار بشكل واضح عن الطبقة الوسطى في أستراليا.

أخيراً، مرة أخرى يثبت الأستراليون، انهم يملكون الوعي الكافي لضبط الإيقاع السياسي في البلاد، ومنع اي حزب يحاول التفريط بمصالح الشعب الأسترالي الاقتصادية والثقافية والاجتماعية والسياسية…

وهذا ما حصل لداتون الذي تشظى حلمه بالسكن في كيريبيلي وخسر مقعده، ليدخل التاريخ الأسترالي المعاصر من بابه الواسع، كأول زعيم معارضة يخسر مقعده الانتخابي ونهاية سياسية مأساوية وتدمير ثاني أكبر حزب في البلاد بعد ان فجره الناخبين بطاقتهم الانتخابية النووية.

رابط النشر- https://arabsaustralia.com/?p=42074

ذات صلة

spot_img