مجلة عرب أستراليا ـد. نجمة خليل حبيب صدر للدكتورة نجمة خليل حبيب مجموعة قصصية بعنوان جدتي تفقد الحلم وهي المجموعة الثالثة بعد مجموعتيها “. . . والأبناء يضرسون(2001): و “ربيع لم يزهر” (2006)
في هذه المجموعة، “جدتي تفقد الحلم”، تطارد الكاتبة حلمها الأبدي العودة إلى فلسطين ولكن بتقنيات مختلفة هذه المرة. فالحلم في هذه المجموعة لا يروح مباشرة إلى فلسطين، فقد يكون بحثاً عن طموح شخصي، أو هروباً من واقع بائس، أو اقتناص حالة وجد عاطفي
يمثل الحلم هنا آلية سردية مهمة؛فهو إحدى آليات الإبداع من خلال التجرية والتذكر؛ إذ استطاعت المؤلفة عبر بنيتها الحلمية أن تؤشر أبعاد شخصية البطلة (الجدة) بالارتكاز على بنية نصية ذات ملامح خاصة قائمة على إيجاد عالم بديل يمكن أن يحقق انفراجاً في أزمة الشخصية وتحقيق ما عجزت عنه في الواقع: “في الحلم كان يرجع اليّ كل ليلة ، كأنه لم يمت ، كأنه كان مسافراً وعاد، وعادت معه اللهفة والشوق والمداعبات الماجنة”.
هكذا تتشكل أبعاد الشخصية البطلة في القصة عبر رغبة معطلة غير قابلة للتحقق، وبين الحلم الذي يوفر كل الامكانات لتحقيق ذلك. “يا الله!..ماذا أفعل لأعيد الحلم إلى حياتي!؟.. يا رب!. حلم واحد، حلم واحد فقط، حتى ولو كابوس. . .”. بهذا الاشتغال تكشف الكاتبة/ الراوية، عن الدور التعبيري للحلم بوصفه تجربة شعورية خاصة يمكن استدعاءها الى منطقة الوعي للشخصية الانسانية وعيشها كتجربة مرئية متكاملة.
أما الجزء الثاني فهو على حد قول الكاتبة: “ذاكرة عشوائية مزج غير بريء بين السيري والمتخيل. نسج يدمج الصورة الشعرية اللماحة المترفة بلغة العادي واليومي والمبتذل. هي ذاكرة عشوائية لأنها تنتقي من الزمان والمكان ما يروق لها، لا ما يروق لمنظري النظريات في فن القص أو السيرة”. وفيه نقرأ :
1-ذاكرة تتنفس في طائرة كوانتس، 2– ذاكرة تتنفس فوق سرير أبيض، 3– جدي أبو زكي، 4– ما لمع لم يكن ذهباً، 5– كم كان العبور صعباً
تستعيد الكاتبة في هذا القسم زمن النهوض الفلسطيني في الأدب مع محمود درويش، وفي السياسة مع أبو عمار، وتتابع لتستعيد زمن النكوص: حرب المليشيات، اجتياح بيروت، اشتباكات فتح وحماس، مجزرة بيت حانون، طبخة أوسلو وغيرها.
في القسم الثالث “… قصص قصيرة جداً”، تحضر هموم الكاتب والكتابة، يحضر رفاق الأمسالحقيقيون منهم والمتخيلون: غسان كنفاني، وصال رؤوف، وليد مسعود، سعيد أبي النحس المتشائل” وغيرهم.
في القسم الرابع “وجدانيات”، تتبع الكاتبة أسلوب (القصة القصيدة) بحيث تصبح البطلة هي الراوي وهي الأداة البنائية المركزية في القصيدة. ويأتي دور الوصف مكملاً في تقديم الشخصية كما في: “ميرا الأميرة”. كان لمجيئها ألق المرة الأولى/ هي حفيدتي الأولى. ليست أول أحفادي/ جاءت في الثالث والعشرين من يوليو / اصبحت بهجتي في هذا اليوم بهجتين/…
رابط مختصر… https://arabsaustralia.com/?p=1107
الدكتورة نجمه خليل حبيب