مجلة عرب أستراليا سيدني
كلمة الأديب شوقي مسلماني -مقدِّماً د. وسام حمادة.
لقاء يوم الأربعاء مع الإعلامي والفنّان الملتزم د. وسام حمادة
حول “الفنّ الملتزم وصناعة الرأي الحرّ ـ لبنان”
“تقول الآية الإنجيليّة الكريمة: “في البدء كان الكلمة”، وما أسمى هذا التعبير العالي. والكلمة، كما تعرفون، هي ميزان التواصل بين الناس الذين خرجوا من رحم الطبيعة عزّلاً إلاّ من قوّة الحياة فيهم. والكلمة تطير بجناح مسموع وجناح مكتوب، والندوات هي في هذا الفضاء للتواصل في سبيل الأجمل والأرقى.
ومن عظيم سعادتنا أن يكون بيننا، ضيفاً علينا في سيدني، الإعلامي والكاتب والموسيقي والطبيب والناشط الإجتماعي والمثقّف العضوي والسياسي الوطني العروبي التقدّمي د. وسام حمادة. والحقَّ أقول، ويؤكّد على ما أقول كلُّ عارفٍ به أو كلُّ متابعٍ له، فخلال زيارتي الأوّلى إلى لبنان سنة 2011، بعد غياب أكثر من 34 عاماً عن الوطن الأم، التقيته في بيروت.ونشأت صداقة، وكان مثالَ الصديق. يسأل عنّي أينما أكون، إذا علم أنّي في بيروت، ويصطحبنُي إلى حيث يقصد. ورأيت منه العجب، فهو ممارس لمهنة الطبّ صباحاً، وبعد الظهر يجتمع بسياسيين أو أدباء ومثقّفين، ومساء يلحّن، وفي الليل يكتب.. إلى آخره، يوميّاً، لا يعرف لا الكلل ولا الملل، وهو في كلّ ذلك يبذل من حرّ ماله، وكنت أفكّر بأمره مناضلاً كريماً وشجاعاً كيف “يقسّم جسمه”، كما قال الشاعر عروة ابن الورد “في جسوم كثيرة”؟، حتى كانت المفاجأة الأكبر عندما نقلني بسيّارته من بيروت إلى بلدة بشامون في الجبل حيث يقطن، وقد دعى أصدقاء أيضاً إلى مأدَبةٍ في شقّته وهم شعراء وقادة: رنّ الخليوي في يده، وسمعته في همسه يلفظ كلمات من نوع “حنفيّة” و”لمبة” و”تغيير أسطل” وإلى ما ذلك من أشياء تبدو منزليّة، وظننت أنّه يتحدّث في أمر له علاقة بتصليحات في منزله، ولكنّه في آن كان يقول لمحدّثه على الطرف الآخر: “تكرم”، و”حاضر، حاضر”!، ولم أتمالك إلاّ أن أسأله، فالإصلاحات قطعاً، ومن اللّغة، هي ليست لبيته إنّما لبيت آخر، وعلمت، وخذوا هذا الخبر، إنّه رئيس لجنة صيانة البناية التي يقطن فيها أيضاً، قلت له في قلبي”معقول؟!، كيف تحتمل كلّ هذا الجهد”؟!.
هذا هو د. وسام حمادة “أبو نعمة” الذي لا ينام أكثر من 4 أو 5 ساعات يوميّاً، أعتبره شخصيّاً، كما الأخوة والأخوات والصديقات والأصدقاء من مؤسسّي لقاء الأربعاء، بطلاً حقيقيّاً من لبنان الأم. ويسعدنا جدّاً أن نلتقيه اليوم على إسم الكلمة بندوة تحت عنوان “الفنّ الملتزم وصناعة الرأي الحرّ ـ لبنان: أزمة وظيفة”، حيث سيحدّثنا إلى نصف ساعة، ثمّ كالعادة، في لقاء الأربعاء، نصف ساعة إلى 45 دقيقة للتعقيبات والأسئلة، وأرجو أن لا نختبر بعضنا في احترام الوقت، وللتعقيب والسؤال 3 دقائق على الأقصى، ولأبي نعمة الجواب المفتوح مع الإختصار الممكن.
د. وسام حمادة من ضيوفنا المميّزين في أستراليا، سيختم الندوة بوصلة من الحانه وأغانيه وموسيقاه الملتزمة الوطن والناس الكادحين والمضطهدين والأحرار. وبناء على كلّ ما سبق أرجو أن نرحّب به جميعاً بالتصفيق الحارّ الذي هو أهل له”.
رابط النشر-https://arabsaustralia.com/?p=29940