مجلة عرب أستراليا سيدني- (الشجر مثلهم)
بقلم شوقي مسلماني
لأنّهم رفعوا رايةَ دمِهم
لأنَّ الشمسَ تزهر بأكفِّهم
لأنَّ النسائمَ الرقيقةَ تزدهر
تخفقُ بها جنباتُ قلوبِهم الكبيرة
أشرقي يا شمسُ مِنْ ناحيتِهم البعيدة.
**
مِثلمَا شمسان: الليلُ والنهار
مثلما الريحُ تلوّنُ والماءُ يلوِّن
يعانقون الشمسَ كما يليقُ بكلِّ شمس
أناملُهم تداعبُ ثمارَ الزيتون في بيّاراتهم القديمة
أولئك القديمون ولا يزالون يولدون أشدّاء
بزهرِ برتقال حبِّهم لناحيتهم.
**
مِثلما شمسان: الشمسُ والقمر
مثلما لهم ناحيتهم وناحيتهم لهم
مثلما شمسان: هي وهو
ومثلما شموسٌ تنظرُ بحسدٍ بحضرةِ شمس.
**
مثلما يليقُ الأزرقُ بالبحيراتِ والبحار
مثلما تليقُ الخُضرةُ ويليقُ البنفسجُ ويليقُ زهرُ الصبّار
يليقون بناحيتهم، الناسُ أولئك الذين يموتون
كما قال مغنّيهم، كالأشجار واقفين.
**
الذين تشعّ الدموع على خدودِهم
حين يفرحون وحين يحزنون، يجرحون أيديهم
إذا لم يجدوا ماءً لإحياء نبتة.
**
يتصاعدُ
دخانٌ أسود
عندما لا تريد للجراد
أن يمرَّ
ناحيةُ أولئك
الذين يصعدون
أولئك الذينَ يهطلون
مطراً شفيفاً.
رابط مختصر..https://arabsaustralia.com/?p=17664