مجلة عرب أستراليا سيدني
(الشجر مثلهم)
بقلم الكاتب شوقي مسلماني
(الشجر مثلهم)
لأنّهم رفعوا رايةَ دمِهم
لأنَّ الشمسَ تزهر بأكفِّهم
لأنَّ النسائمَ الرقيقةَ تزدهر
تخفقُ بها جنباتُ قلوبِهم الكبيرة
أشرقي يا شمسُ مِنْ ناحيتِهم البعيدة.
مِثلمَا شمسان: الليلُ والنهار
مثلما الريحُ تلوّنُ والماءُ يلوِّن
يعانقون الشمسَ كما يليقُ بكلِّ شمس
أناملُهم تداعبُ ثمارَ الزيتون في بيّاراتهم القديمة
أولئك القديمون ولا يزالون يولدون أشدّاء
بزهرِ برتقال حبِّهم لناحيتهم.
مِثلما شمسان: الشمسُ والقمر
مثلما لهم ناحيتهم وناحيتهم لهم
مثلما شمسان: هي وهو
ومثلما شموسٌ تنظرُ بحسدٍ بحضرةِ شمس.
مثلما يليقُ الأزرقُ بالبحيراتِ والبحار
مثلما تليقُ الخُضرةُ ويليقُ البنفسجُ ويليقُ زهرُ الصبّار
يليقون بناحيتهم، الناسُ أولئك الذين يموتون
كما قال مغنّيهم، كالأشجار: واقفين.
الذين تشعّ الدموع على خدودِهم
حين يفرحون وحين يحزنون، يجرحون أيديهم
إذا لم يجدوا ماءً لإحياء نبتة.
يتصاعدُ دخانٌ أسود
عندما لا تريد للجراد أن يمرّ
ناحيةُ أولئك الذين يصعدون
أولئك الذينَ يهطلون مطراً شفيفاً.
رابط مختصر- https://arabsaustralia.com/?p=28027