مجلة عرب أستراليا ـ بقلم مريم الشكيليه /سلطنة عمان ـ انا لم أكتبك حتى الآن في محافل سطوري….
لم أرسمك سيدا يجلس في زاويه حرفي بلون سترتك الرماديه حتى الآن….
لم أراقص عزف سلامك وتخرج من تحت أصابعي مقطوعة تعيدك إلى أول السطر كفاتح لنافذة دقات قلب حتى الآن….
لم أختم مفردات نغمي بحرف ملكيتك بجانب ظلال إسمي وأغلق أبوابي وأحلامي ودقائقي الفصلية حتى الآن….
كنت فقط أزرع في مخيلات ورقي سيدا متوحدا بي…
يجالس الصمت ويحتسي فنجان الغياب ونكهة البن تفوح من مداخن قلمه الكحل….
كنت أطيل التحديق في أبواب المقاهي بإنتظار دخولك…..
بندهاش أعماقي كنت اتمالك نفسي واجبر الهدوء على مصافحتي حتى أقف وقدماي مغروسه في أرضك….
لم أكتبك حتى الآن كسيدا أقام في عقارب ساعتي النبضية….
هدوء على مواقد الاحتراق
هل تذكر تلك اللحظات التي بدوت فيها متصلبة الشعور….
تلك اللحظات التي نفثت فيها على رسائلك وقلت أنني أنثى الجليد الأبيض وإنني أشبه الصقيع…
أود أن أخبرك أنني كنت في تلك اللحظات أشعر أكثر مما ينبغي….
كان الازدحام في داخلي بحجم مدن العالم إكتضاضا….
كان صراعي بإن استقيم في ثبات على سطح الكرة الأرضية دون أن اتبعثر على رصيف عيناك…
لم أكن أنثى الجليد ولم أكن حتى أشبه الأماكن الأشد برودة كنت اطفئ حرائقي الممتدة بين حدودك وعمقي…
كنت اخمد نيراني برتشاف قهوتي واناقه هدوئي وقلمي حتى لا اتلاشى في قاع فنجانك…