سوزان عون- من يعرفُ زوايا الاغتراب، وعجنَ الرحيلُ ذاكرتَه مثلي.
مجلة عرب أستراليا سيدني
من يعرفُ زوايا الاغتراب، وعجنَ الرحيلُ ذاكرتَه مثلي.
بقلم الشاعرة سوزان عون
من يعرفُ زوايا الاغتراب،
وعجنَ الرحيلُ ذاكرتَه مثلي.
كأنّني كنتُ هنا،
أو كأنّني ولدتُ هناك..
تاهتْ خلفي خُطواتي،
وتاهَ دربي الذي تأرجحَ بين دروبِ العمر.
تُرسلُ لي مع طيرِ الشروقِ رسالةً،
لأكتبَ لكَ عن وجعٍ تآلفْتُ معهُ،
وجعلني نجمةً هائمةً في كونٍ فسيح.
لا تدركُ كمْ عدوتُ مراحل،
لأهزِمَ الساعاتِ وتجاعيدَ زماني.
رميتُ عطوري وأدواتِ زينتي،
فلا كحلٌ أسودُ ولا أحمرُ شِفاه،
ولا مرآةٌ تراقبُ دمعي.
أخطُّ ربيعي على تربةٍ طاهرة.
يداي ملطختانِ بألوانٍ زاهية،
لوحاتي الجميلة تُعاتبُني.
لستُ مُحبطةً..
ولستُ ضائعةً..
أنا اليومَ، في سنِّ المراهقةِ الأبديّة،
أرفضُ أنْ أموت.
كفّي يعصِرُ شراباً للقمر.
اليوم أتنفسُ نفَساً عميقا.
يدي، ضاقتْ بِما تحملُ من أقلام.
هل أدوّنُ اسمي على هذهِ الأرض،
أم ستحملُني عيناكَ لكوكبٍ آخر؟
دعني أرسمُ آخرَ لوحة،
وبعدها أُودّعُكَ كغيمةٍ تُمطرُ في حِضنِ الحنين.
تلكَ البقعُ البيضاءُ لوحاتٍ تنتظرني،
لا ليستْ غيوما!!
أنا تاريخٌ أكتبُهُ بحُبور..
بصدقٍ..
وبدونِ كَتَبَةٍ يكذبون.
وبدونِ أصباغٍ زائفةٍ لوجهي اليتيم..
أزفُّ روحي للحريةِ عندَ المساء،
أراقبُ أسرابَ المغادرين والعائدين.
لا يُقلقني الغدُ..
ولا الموتُ..
ولا المسافاتُ الفارهةُ بيني وبين المستقر.
لا أضجر..
ولا أيأس..
فانوسُ الحلمِ في يدي..
وسندبادُ رحلتي لم يُقلِعْ بقاربي بعد.
الجزرُ حولي مترفةٌ بكنوزٍ لمّا تُمسَّ بعد.
رابط مختصر-https://arabsaustralia.com/?p=29962