مجلة عرب أستراليا سيدني
قصّة نجاح العراقي غسان علي الاسدي”حوار ..”
بقلم الإعلامي سمير قاسم
من عمق أهوار ذي قار بجنوب العراق، من هفيف البردي ونسمات الهور، من ماضي سحيق وعريق ،من حاضر لم يرى النور، ومن مستقبل كان مجهولا مغلفا بألف رزية ونكبة وموت وضياع ،، امتطى هذا العراقي صهوة (الحلم) ليهاجر نحو عالم مجهول مليء بالتكهنات لم يحمل شيئا من متاع المسافرين إلا رغبته بالحرية والأمان والسلام،، وضل يبحث عنها وسط البلدان التي تعرف مفرداتها اكثر مما تعرفها السلطة في وطنه بذلك الزمن ،، حط غسان علي رحالة هنا في بلد السلام .. فتحت له استراليا كفيها فانطلقت فيها قريحة إبداعه وتفجرت مواهبه، كيف لا وهو العراقي الذي أينما حل تشير له الاكف بالبنان والإعجاب،، دخل معترك الحياة الاجتماعية وحتى السياسية ..وحاول وضل ولازال يسعى أن يكون إنسانا نافعاً للإنسانية أينما كانت، يريد ان يعطي رسالة ان ليس بالضرورة أن تتساوى عند المحنة أسباب الفناء مع اسباب البقاء، فإن البقاء هو سلاح من يريد ان يضل كان لنا حوار مع العراقي المغترب غسان علي الاسدي
….. ١- مرحبا أستاذ غسان صف لنا سنوات الغربة في كلمات قليلة؟
ج/ الغربة بحد ذاتها إبتعاد عن واقع مألوف نحو واقع مجهول ولا توصف لكونها شعور محكوم برحمة الله تعالى أما سنينها فهي عمر يجري بسرعة على أمل الانتظار للغد الذي هو أكثر مجهولية
٢-كيف استطعت مفارقة نسيم الاهوار ولون البردي وهواء الوطن؟
ج/ لم ولن أفارقهم فهم الخيال الذي بدد الضجر في غربتي ولكن قساوة الأحداث فرضت علينا شروطها والخضوع للأمر الواقع
٣- هل أثرت فيك البيئة لهذا الحد…….؟
ج/نعم بالتأكيد ومن باب المسؤولية الشرعية والأخلاقية والبيئة هي الصديق الذي يرفع من المعنويات ويهبطها في نفس الوقت والتعامل يجب أن يكون على أعلى المستويات لأن منها نستمد المعنى الحقيقي لوجودنا وحرصنا على الأمانة التي منحتناها القدرة الربانية
٤- ما الذي تركته خلفك وما الذي وجدت هنا؟
ج/بوقتها تركت خلفي وطن ممزق وشعب قد خنقته عبرات الفراق تركت خلفي ذكريات الصبا تركت خلفي أصدقاء الصبا تركت خلفي حبيبتي !!!!!!!!! وما وجدت هنا هو الامتحان العسير والاختبار القاسي في الصبر على تحمل ما فقدت ووجدت أنه لا مفر من النجاح بالاختبار … فنجحت والحمد لله
٥-هل تروي لأطفالك شي عن أهوار الچبايش؟
ج/ إن كل ما نعمله في البيت له علاقة وطيدة بالچبايش ابتداءا من زرع الحشيش وانتهاءا بتدجين الطيور … سفراتنا الترفيهية لا تبتعد كثيرا عن البيئة المقاربة وعليه جلساتنا الليلة وسهر ليالي العطل يصدح بمدينتي الغافية على ظفاف الفرات… وحتى النغم الجنوبي استهواه الابناء لجل ما استمتع فيه متذكرا ذكريات الصبا والشباب نعم نسرد لهم معنى الچبايش والاهوار وحكايات القصب والبردي ونحكي لهم كيف حول ابائنا تعاسة الحياة الى سمر وأفراح وجلسات المظيف وما يحويه من مآثر أخبرتهم عن ألعاب الطفولة في الاهوار اخذتهم لأعماق الاهوار وكم كانوا سعداء بلقاء البساطة من أبناء الاهوار وكم كانوا فرحين بتلك الزيارة التي فتحت اذهانهم لبيئة ينتمون اليها دون العيش فيها أبنائي يعشقون الچبايش ويتمنون الذهاب اليها كل سنه
٦- ما هو دورك الانساني في أستراليا؟
ج/ من خلال مساهماتي الجمه مع العديد من المنظمات الانسانية والتي تلعب دورا فعال في خدمة الانسان استطعنا تقديم ما نستطيع تقديمه من أجل خلق مجتمع واعٍ ومن هذه المنظمات مع بلدية مدينة اوبرن باستحداث برامج توعوية مع شرطة ولاية نيو ساوث ويلث بالوقوف ضد العنف الاسري وتوعية القادمين الجدد للقوانين المتعلقة بهذا الصدد مع مؤسسة حماية المجتمع للوقوف ضد المخدرات واستخدامها المفرط مع جمعية السلام العالمي لنشر السلام ونشر ثقافة بناء العائلة السليمة مع جمعيات عربية اخرى لنشر ثقافة التعايش السلمي هذا بالاظافة لكوني كاتب عدل متطوع اقدم خدمات مجانية لتصديق الوثائق وختم الشهادات
٧-أهم الانجازات والشهادات؟ ج/ على الصعيد العلمي -ثلاث شهايد اوليه في المحاسبه ثم الدبلوم العالي في المحاسبه -ماجستير في المحاسبة -شهادة الخبراء في المحاسبة-الدكتوراه في المحاسبة- شهادة تقديرية من دائرة الضريبك – شهادة احتراف بالنظام المحاسبي – أكثر من ١٥ شهادة من بنوك عديدة بالتوكيل في التمويل – العديد من الشهادات الأكاديمية إضافة إلى خمس شهادات باللغة الانكليزية أما على الصعيد الاجتماعي -شهادة من شرطة الولاية -شهادات تقيميه من منظمة السلام العالمي – آكثر من أربعين شهادة من بلدية اوبرن -شهادة المواطن المثالي لمدة سنتين – جائزة سفير السلام لعام ٢٠١٢ -أكثر من عشرين شهادة من جمعية المحاسبين الأسترالية
٨-ماذا يعني لك العراق وماذا تعني لك أستراليا؟
ج/ العراق بلدي الذي من ماءه جرى الدم في عروقي ومنه انتهلت العقل والفكر ولأجله بذلنا الغالي والرخيص ولازلنا…. أما أستراليا فبلد الأمان الذي بُنيت فيه حياتنا بعزة وكرامة فأستوجب علينا الشكر والإخلاص في العمل كلاهما عزيزان وكل له نغمة تطرب بلحن مختلف ولكن يبقى العراق بلد المقدسات وتبقى العيون إليه رابية وصابية
٩-كيف تجد وقت للمطالعة؟
ج -مكتبتي جنب وسادتي ولا يمر علي النوم دون المرور بتلك الكتب التي لا تغفو العين دون زيارتها
… ١٠-من يراقبك……؟
ج /كلا إن ما أعمله لهو استكمال للثورة التي بدأت ببداية الغربة إنها الثورة التي نضجت ثمارها بتلك الأعمال الجمه نسيان الماضي هروب من الواقع وأنا رجل عملي أحب أن أجسد النظرية بالتطبيق ولذلك شددت الهمم لتعويض سنين الحرمان بتلك الحرية والانفتاح على هذا العالم الكبير… لاشك أن الطموحات التي كنا نحلم بها كانت مقيدة بظروف صعبة فما أن انحلّت عقدة تلك الظروف حتى انطلقت مسرعا لعمل ما بوسعي لأفرغ المهارات والهوايات فثرت على النزوات والشهوات لخدمة نفسي وعائلتي والمجتمع الذي فيه وفوق كل هذا عندما ينبهر الآخرون بأعمالي يزيدني فخراً بمعرفتهم أني عراقي ورسالتي أن أكون عراقي عراقي مخلص
كلمة أخيرة أشكر مجلة عرب أستراليا وكل الاحترام للست علا بياض الاعلامية المميزة
رابط مختصر-https://arabsaustralia.com/?p=30930