الصبر:سلاح اليقين وسبيل العبور
زياد العسل_راشيا الوادي
مجلة عرب أستراليا- سيدني- يواجه المرء في حياته الكثير من المصاعب على شتى الصعد المادية والاجتماعية والصحية وسوى ذلك الكثير من الأزمات التي يمكن أن تهدد سعادة الإنسان واستقرار نفسه التي تعتبر مسيرة ترويضها أمرا شاقا لا يقدم عليه إلا الذين اتخذوا من الصبر سلاحا فتاكا لمواجهة تحديات الحياة الدنيا بكل ما فيها من قساوة وقهر وصعوبات
عندما نكتب عن الصبر لا بد أن نستعين بكثير من الأمثال التي تجرعت الصبر كشخصيات تاريخية وأبرزها النبي أيوب الذي رماه الدهر بالأرزاء التي استقبلها بطيب الخاطر وصبر الموحد المؤمن التقي الديان،فلم يعترض على قساوة ايامه التي قهرته بشتى السبل والطرق والامعان في اختبار يقينه الذي ما تبدل وما تغير ،بل يمكننا القول أنه أحد أعظم الشخصيات التاريخية في قبول أمر الخالق وأخذ الحكمة منه والتعامل مع الحياة من منظار اثبات اليقين بالله رغم ظلامية الأحداث والظروف والايام.
فهذه الشخصية العظيمة في التاريخ ،إضافة لشخص النبي يعقوب الذي تجرع الكثير من المصائب مع يقينه أن قدرة الله لن تترك مخلوقا آمن به وتقبل اقداره بقلب مطمئن ،الامر الذي قلب المشهد بعد أن عاد نظره اليه والتقى ابنه النبي يوسف الذي اضحى عزيز مصر وحبيب قلوب اهلها
هذه السير ليست للسرد بل للعبرة والتطبيق والأخذ منها ،لنتمكن أن نجتاز ايامنا المظلمة والتي تكاد تكون كثيرة هذه الأيام بطمئنينة موقنين تمام اليقين أن الله لا يبعث بقدر إلا لحكمة ومرددين أن للمحن اوقات ولأوقاتها غايات واجتهاد المرء في زوال محنته قبل بلوغ غايتها زيادة فيها..فالصبر ثم الصبر يا أولى الألباب.
رابط مختصر…https://arabsaustralia.com/?p=11816