بقلم الكاتب زياد العسل
مجلة عرب أستراليا – سيدني- في قراءة منطقية للمشهد يتبين للقاصي والداني أن الأحداث المتسارعة لا يمكن أن تكون صدفة في عالم السياسة الذي لا وجود لثقافة الصدفة في قاموسه بل الربط المنهجي والدقيق لتطور الأحداث وتزامنها انطلاقا من قراءة تراتبية لأحداث المشهد ,وهذا يمكن تطبيقه على المشهد اللبناني بعد أن انبرى الرئيس الحريري للإعلان عن نيته ترأس الحكومة الجديدة وهذا ما لا يمكن أن يحدث بعيدا عن ضوء أخضر اقليمي ودولي يبارك هذا الإتجاه
يتطلع اللبنانييون اليوم الى ما ستؤول إليه نتائج المفاوضات بين الجانبين اللبناني والإسرائيلي وتداعيات ذلك على التشكيل الحكومي المنتظر وبالتالي الموقف الأميركي ,في ظل كلام عن مونة خارجية وداخلية من الأطراف التي تقف ضد الحريري بالوقوف الى جانبه بعيدا عن الحسابات الماضية والمستقبلية.
وذلك بهدف السير بحكومة تنقل المشهد برمته من طور الى طور ,فعملية تشكيل الحكومة اللبنانية متزامنة مع عملية ترسيم الحدود البحرية مع اسرائيل تشي أن ثمة منعطف قادم عليه لبنان يمكن أن ينعكس ايجابا على المشهد السياسي العام بعد فشل أو “افشال” حكومة الرئيس حسان دياب و عدم تمكن الرئيس مصطفى أديب من تشكيل حكومته نظرا لاعتبارات داخلية وخارجية جمة
وسط هذه التطورات ولقاء الوفدين اللبناني والإسرائيلي المكلفات ترسيم الحدود البحرية برعاية مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدني ديفيد شينكر وممثل الأمين العام للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيتش وقائد قوات اليونيفيل الجنرال ستيفان ديل كول.
ينظر اللبنانييون الذي أضحى جلهم تحت خط الفقر والعوزلتشكيل حكومة يمكن أن تعطي بصيص نور وسط ظلامية المشهد برمته وارتفاع سعر صرف الدولار والغلاء الفاحش الذي يعصف بالبلاد وتداعيات انفجار المرفأ الذي زادت الطين بلة على المقولة اللبنانية وارتفاع مستوى البطالة في الشارع اللبناني الذي بدأ قسم كبير منه يعبر بالزوارق بحثا عن بقعة في هذا العالم تقيه قهر الأيام .
فانطلاقا من قراءة المشهد من شتى الأبعاد الإقتصادية والسياسية والأمنية والإجتماعية جاء الربط بين التشكيل والترسيم الذي ينظر له قسم كبير من اللبنانيين على أنه بوابة للعبور لواقع مختلف دون تغيير وجهة نظرهم من القضية والفسلطينية ووجه لبنان الرافض للظلم.
رابط مختصر…https://arabsaustralia.com/?p=11628