spot_img
spot_imgspot_img

إصدارات المجلة

العدد 50

آخر المقالات

كارين عبد النور ـ النباتيّون: مسالمون… ولكن؟

مجلة عرب أسترالياـ بقلم الكاتبة كارين عبد النور يشهد العالم...

نضال العضايلة ـ أقوى مدربة موارد بشرية في الشرق الأوسط: آلاء الشمري رائدة في مجال عملها

مجلة عرب أسترالياــ بقلم الصحافي نضال العضايلة أنثى إستثنائية...

منير الحردول ـ الانتخابات الأمريكية ونقطة إلى السطر

مجلة عرب أسترالياـ بقلم الكاتب منير الحردول المتابعة والتتبع والاهتمام...

عائدة السيفي ـ تغطية شاملة لمهرجان الحب والسلام

مجلة عرب أسترالياــ بقلم الكاتبة عائدة السيفي مهرجان الحب والسلام...

رغيد النحّاس – كلمة واحدة 

مجلة عرب أستراليا – كلمة واحدة 

بقلم الدكتور رغيد النحّاس

من أوّل لقاء لهما استطاع أن يستشف فضائل هذه الصبيّة التي أضاف حديثها جمالاً على جمالها الخارق، بل تعدّاه ليسبغ عليها قدراً بيّناً من النضج والحكمة.

صعقته، وهو الذي لم يفكّر في حياته أبداً بامرأة من عمر أولاده أو أصغر، على أن تكون محرّضة لمشاعره العاطفيّة والجنسيّة. بل كان بالتأكيد يختلف عن أقرانه من الرجال بشغفه بالنساء الناضجات فقط، وما كان ينظر للصبايا سوى بعاطفة أبويّة، وفي حال المستنيرات منهن بشعور من التقدير والتمنّي لهنّ بمزيد من النجاح لما يمثّلن من ملامح المستقبل الإنسانيّ.

لكنّها كانت فريدة. تَمثّلَ فيها كلّ ما تتوق له نفسه من الأناقة في التفكير، وكيف أنّ هذا لعب لعبة كبرى في تحويل جمالها المخلوق إلى جمال خلاّق تأتي فتنته من تكامل تامّ بين المادّة والروح، جاء نتيجة لأسلوب هذه الصبيّة في منهجيّة حياتها.

نعم! خبرته الحياتيّة الطويلة وتفكيره المستديم في مسألة الوعي الإنساني، وضعا بين يديه آلة الحدس السليم التي تعمل كساعة لا تخطئ مواعيدها. لكنّ من مزاياه أنّه لا يعتمد على حواسّه وحدسه ما لم يأتيه دليل حسّي يؤكّده له الطرف الآخر. لذلك ما كان ليبوح بمكنوناته لمجرّد شعوره بالآخر. لا بدّ أن يسمع التأكيد من الآخر. قد يكون هذا ما جعله يخسر كثيراً من الفرص، ولكنّه مصمّم على منهجيّته خصوصاً في الوضع الحاضر الذي يواجه فيه لأوّل مرّة هذا التحدّي الاستثنائيّ من امرأة تصغره بعشرات السنين. وهو يعلم تماماً أنّه قد يكون واهماً، وأنّ رغبته في الاستحواذ على كنز من أجمل الكنوز التي اكتشفها هي كلّ ما في الأمر. وأنّ هذه الصبيّة إنّما تبادله الاحترام والتقدير، وتنظر إليه كصديق أو أب قدوة، لا أكثر ولا أقلّ. لذلك كان يرى أنّه إن كان هناك من أمر، لا بدّ أن تاتي المبادرة منها.

الأيّام تمضي، ومع كلّ تبادل بالرسائل على مختلف أشكالها الهاتفيّة والإلكترونيّة، وكذلك الأحاديث المباشرة، كان يشعر أنّ هناك شيئاً غريباً عجيباً يزداد قوّة وجذباً بين الطرفين. كان دائماً يقول لحاله إنّ مشاعره حتماً من طرفه هو فقط، ولكن كان دائماً يحسّ أنّ مشاعر الطرف الآخر تتطور بداخله بتناغم كبير مع مشاعره.

لم يكن يوماً ملاكاً أو يؤمن بالملائكة، لكنّه لم يكن شيطاناً أو يؤمن بالشياطين. ولهذا ما وجد مشكلة في أن يرمي بين الحين والآخر، وكلّما سنحت الفرصة من نبرة الطرف الآخر، عبارة تتحرّى موقف الآخر وتشجّعه على إبداء رأي صريح في نوع المشاعر التي تزداد اشتعالاً يوماً بعد يوم.

وجاء يوم أحسّ فيه، واستنبط من عباراتها، أنّها كانت تماثله في محاولة كشف الأمور صراحة. قرّر أن يرمي بتحفظه وحرصه جانباً، وبعد بضع تبادلات سألها عمّا إذا كانت تستطيع تفسير ما يحدث، وأضاف لياقةً بأنّه يتمنّى أنّه لم يكن يتجاوز الحدود. وحتّى يتأكد من الحصول على جواب حاسم، قال: “معي لا تخشي شيئاً.”

قالت: “اسمح لي أن أجيبك بكلمة واحدة.”

قال: “تفضّلي.”

قالت: “أحبّك!”

رابط مختصر –https://arabsaustralia.com/?p=14223

 

ذات صلة

spot_img