spot_img
spot_imgspot_img

إصدارات المجلة

العدد 51

آخر المقالات

هاني الترك OAM ــ شخصية من بلدي

مجلة عرب أسترالياــ بقلم الكاتب هاني الترك OAM إن الإنسان...

منير الحردول ـ العالم العربي بين ثقافة الوجدان ونظريات الأحزان

مجلة عرب أسترالياــ بقلم الكاتب منير الحردول لعلّ السرعة القصوى...

كارين عبد النور ـ لبنان،حربا 2006 و2023: هاجس النزوح وكابوس الاقتصاد

مجلة عرب أسترالياـ بقلم الكاتبة كارين عبد النور ثمة مخاوف...

فؤاد شريدي ـ دم أطفال غزة يعرّي وجه هذا العالم

مجلة عرب أسترالياـ بقلم الشاعر والأديب فؤاد شريدي   دم...

الدكتور طلال أبوغزاله ـ العدالة الدولية في مواجهة الحماية الغربية للكيان

مجلة عرب أسترالياـ بقلم الدكتور طلال أبوغزاله الجدل المحيط بمحاولة...

رغيد النحّاس – أحبُّكَ بالثلاثة!

مجلة عرب أستراليا سدني -أحبُّكَ بالثلاثة! بقلم الدكتور رغيد النحّاس

مشينا معًا ذلك الصباح. تحمل على ظهرها حقيبة المدرسة المحمّلة بالكتب وصندوق الغداء، والمزركشة بما علّقته عليها من حمّالات الألعاب المتناهية الصغر من سيّارات وحيوانات وشنطات، وهي هدايا أحرزتها من المعلّمات أو الأصدقاء.

وجهها مشرق ناصع بالأمل. تقول لي إنّها تحبّ المدرسة، وتسألني لو كنت أحببت المدرسة حين كنت من عمرها. تجنّبت الإجابة بمبادرتي بسؤالها عن برنامجها لذلك اليوم.

أمسكت ابنة السنوات السبع بيدي، ورفضت أن تتركها كلّ مسافة الدقائق العشر من البيت إلى المدرسة. فاجأتني حين أحسست بقبضة يدها الصغيرة تمعن بالشدّ على يدي، وحين التفتُّ إليها والتقا وجهانا قالت لي بابتسامة خجولة: “أحبّك يا جدّي.” رأيت وجهها الجميل ينضح بكلّ مشاعري التي تسرّبت إلى كيانها في تلك اللحظة. انحنيت وقبّلتُ يدها التي كانت ملك يدي.

وقفنا نتأمّل أزهارًا صفراء تتشكّل كالعناقيد صارخة الجمال على إحدى الأشجار. عنقودان لا غير، يتفرّعان عن غصن واحد، هما آخر ما تبقّى مع نهاية هذا الخريف. نَظَرَتْ إليهما، وقالت ضاحكة: “لا بدّ أنّهما صديقان حميمان … مثلنا.”

صرنا في منتصف المسافة. ازداد الشدّ على يدي مرّة ثانية، وحين التقا وجهانا قالت: “أحبّك يا جدّي.” ومرّة أخرى أنحني بكلّ طيبة خاطر، وأقبّل يدها، وأقول: “وأنا أحبّك كثيرًا.”

أذهلتني فعلًا. أعلم تمامًا أنّها تحبّني، ولكن ما سرّ هذا اليوم؟ ألأنّه آخر يوم دوام قبل العطلة الفصليّة؟

ودّعتها عند وصولنا بالعناق المعتاد، متمنيًّا لها يومًا مثمرًا سعيدًا. للمرّة الثالثة، ردّت قائلة: “أحبّك يا جدّي.”

وهل يجب أن يكون للحبّ الصادق أسباب وأسرار؟

رابط مختصر –https://arabsaustralia.com/?p=17362

https://raghidnahhas.com/home

ذات صلة

spot_img