مجله عرب استراليا – سدني –“يا رب عام خير على الجميع.. يا رب احفظ بلادنا وعينك على لبنان”.. بتلك الكلمات ختمت الإعلامية نجوى قاسم سنتها الأخيرة، متمنية أن تحمل السنة الجديدة الخير للجميع، والطمأنينة لبلدها لبنان.
حوالي 30 سنة قضتها في الإعلام، من لبنان إلى أفغانستان فالعراق، غطت خلالها حروباً وتطورات سياسية مفصلية وأحداثاً جذرية.
ابنة جبل لبنان، ولدت في 7 تمّوز/يوليو عام 1967 في بلدة جون، عملت 11 عاماً في تلفزيون المستقبل المحلي، منذ تأسيسه مطلع التسعينيات قبل أن تنتقل إلى قناة العربية عام 2003 مرافقة انطلاقتها.
في القناة التي احتضنتها أكثر من 16 عاماً صدمة، وحزن يجتاح كل من عرفها، لاسيما من عمل معها عن قرب.
“الجوهرة”
يصفونها بالجوهرة، السيدة اللامعة، متقدة الذكاء، حاضرة الذهن دوماً في جميع البرامج والنشرات، لا يفوتها تفصيل، ملمة بالعديد من الملفات العربية، لاسيما الشائك منها.
لا تعرف الهدوء، لا تجعلها الحروب تتراجع، بل تراها ساحة لنقل الصوت والصورة.
عام 2003، ذهبت إلى قلب العاصمة العراقية بغداد، لتغطية فترة ما بعد الحرب، فكان لها نصيب يسير منها، جرحت جرحاً طفيفاً بيدها إثر تفجير أصاب مكتب العربية، وأدى إلى مقتل 5 من العاملين فيه وجرح 15 آخرين
عند وقوع الانفجار، وأثناء محاولتها الخروج شاهدت عدداً من زملائها جرحى، فهرعت مع الباقين إلى الشارع من أجل إيقاف السيارات لنقل الجرحى إلى المستشفيات.
ولسنوات طوال، لم تفارقها وجوه زملائها القتلى، بحسب ما أكدت في أكثر من مناسبة ومقابلة.
لنجوى صولات ميدانية عديدة، فيوم العدوان الإسرائيلي على لبنان في صيف 2006، حضرت أيضاً، ناقلة الوقائع من قلب الحدث.
“حدث اليوم”
محطات عديدة انتهت في استوديو قناة الحدث عام 2014، حيث أطلت نجوى ضمن برنامج حدث اليوم، في عزّ الثورات والتغيرات التي خضت العالم العربي، من سوريا إلى مصر وليبيا ومؤخراً العراق والسودان ولبنان.
رحلت قاسم في دبي الخميس 2 يناير، بعد أن غردت متمنية الخير لبلدها لبنان، كما لكافة الأوطان العربية، التي رافقت كل مساء تطوراتها.
لن تطل قاسم مساء في “حدث اليوم”، بل ستكون هي الحدث الذي بكاه العديد من محبي الإعلامية الراحلة.
كما لن ينسى المشاهدون يوم تأثرت في الحديث عن لبنان أو أطفال سوريا، أو ليبيا وغيرها.