spot_imgspot_img

إصدارات المجلة

العدد 53

آخر المقالات

هاني الترك OAMـ هل فشلت التعددية الحضارية؟

مجلة عرب أسترالياـ بقلم الكاتب هاني الترك OAM تعالت الأصوات...

مهرجان ACT الوطني للتعددية الثقافية – يستعد لعام 2025 باحتفالٍ بالتنوع

مجلة عرب أستراليا مهرجان ACT الوطني للتعددية الثقافية – يستعد...

Post Event Coverage – ACT National Multicultural Festival

  Arab Australia Magazine ACT National Multicultural Festival – Sets the...

د. فريد لخنش ـ ما مدى تأثير رسوم ترامب الجمركية على الاقتصاد الأسترالي؟

مجلة عرب أسترالياـ بقلم د. فريد لخنش تُعتبر أستراليا واحدة...

الدكتور طلال أبوغزاله-مناظرة ترامب وزيلينسكي تثبت حكمة جلالة الملك عبدالله الثاني

مجلة عرب أستراليا- بقلم الدكتور طلال أبوغزاله ضجت وسائل الإعلام...

رامونا يحيى- إشكالية ترجمة النصوص الفلسفية

spot_img

مجلة عرب أستراليا سيدني

إشكالية ترجمة النصوص الفلسفية

الكاتبة رامونا يحيى
الكاتبة رامونا يحيى

بقلم الكاتبة رامونا يحيى

ما معنى أن نترجم اليوم؟ وبخاصّة نترجم نصًا مؤسّسًا مثل التأملات الميتافيزيقية أو نقد العقل المحض أو الوجود والزمان لهيدغر؟

إن الترجمة في هذه الحالة ليست مشكلًا تقنيًا فحسب بل هي موقف فلسفي له دلالته الخاصة. ونحن لم نتفكّر كفاية في هذه الدلالة، ليس فقط من فرط انشغالنا التقليدي بالصعوبات اللسانية التي تمنع عادة نقل نص من لغة غربية إلى لغة أمّ، بل وأيضًا بسبب إحتكام شطر كبير من الأساتذة الجامعيين إلى لغات أجنبية في الحكم على مدى استطاعة لغتنا التعبير عمّا يفترض أنه غريب عنها. إن جملة من الأحكام المسبقة ما تزال تمنعنا من استشكال مهمة الترجمة بوصفها موقفًا فلسفيًا نوعيًا، وليس مجرد تمرين مدرسي على تبيئة المصطلحات في لغة هجرها أهلها إلى غيرها من اللغات الحديثة.

ويمكن ردّ أحكامنا المسبقة على الترجمة إلى أمرين:

إعتماد البنية اللسانية للغات الغربية الحديثة مقياسًا سريًا أو لا واعيًا للحكم على مدى قدرة العربية على التعبير عن المصطلحات المنقولة لها من لغات أخرى.

الخضوع لتأثير عائق سائد هو الإعتقاد العاميّ في كون كل ترجمة خيانة.

من أجل ذلك فإن التحدي لكل ترجمة إلى العربية أصبح متعلقًا بمدى قدرة المترجم على تفادي صعوبتين:

أولًا: ضرورة الإلتزام بالرصيد الإصطلاحي سواءً في اللغة العربية أو اللغات الفلسفية الأساسية اليوم وذلك بوصفه إرثًا سابقًا إلى الفهم

ثانيًا: كيفية التوفّر على حس تأويلي ينجح في إعادة تشكيل الدلالة النظرية لنص أجنبي في لغة أمّ.

أجل إن المترجم ما يزال عندنا كاتبًا من الدرجة الثانية وما تزال الكتابة عنه أو عن الدلالة الفلسفية للترجمة التي ينجزها عملًا نادرًا أو هو لا يصنف في خانة المهام النظرية وذلك لأنه لا يملك إلا أن يكون محض فيلسوف لغة ولذلك علينا أن نبحث بجد خاص في طبيعة الشروط الفلسفية التي تجعل ترجمة ما ليس فقط ذات دلالة فلسفية بل تنوب عن التفلسف المحض نفسه.

ولذلك فإن أهم ما يشترط في هذه الترجمة هو الوعي الإصطلاحي والتأويلي الأصيل الذي يصاحبها وهذا الأمر توكيد فلسفي صارم على أن ترجمة الفلاسفة هو حكر على المشتغلين بالفلسفة وليس حرفة يمكن لأي عارف بلغة طبيعية ما أن يقدم عليها.

رابط مختصر-https://arabsaustralia.com/?p=31563

ذات صلة

spot_img