مجلة عرب أستراليا سيدني
همسة..حُب الإكتفاء
بقلم الأديبة راغدة السمان
في جلسة التأمل” أتماثل مع السماء بدلاً من الغيوم . فالسماء لا تهتم بنوع الغيوم العابرة وبمدة بقائها. وهكذا نحن كالسماء قادرون على حملها كلها ومعرفة أنه مهما كانت وجهتنا فهي دائمآ نحو الشرق فيما الشمس دائمآ شارقة في مكان ما. الشمس تسجل المعلومات الخاصة بالنظام الشمسي فهي مخزون المعرفة .
فهناك غيوم مبهجة ساطعة خفيفة جميلة، وهناك غيوم ملبدة سوداء تنذر بالعاصفة.. وهنالك غيوم بالكاد نلحظها…
وكما الشمس تسجّل أمنا الأرض تسجّل ما يحدث لجميع الأشخاص الموجودين عليها، كوكب الأرض ليس سعيد هو كائن حي ولا يحب كل ما يحدث عليه من كوارث بشرية .
من أجمل ما منحنا إياه الله تقديس النفس، فأنت في كوكب الأرض تجول من بلد إلى بلد ومن قارة إلى قارة فقط لتصل الى ما يملأ فراغك الداخلي…
تبحث تسعى، تجتهد، تدرس ،تطور علومك تبني كيان متوازن وجلّ ماتريده هو الأمان والإهتمام….
للوصول إلى مرحلة تقول فيها هذا هو الكائن المناسب الذي يمكنني العيش معه واتخذ قراري : سأتزوجه… بعد فترة تراه لم يعد ذلك الذي أحببت…
ونفس الحالة تنطبق على الرجل… لربما تكون من أجمل نساء الأرض… بعد مدة لا تعد تراها هي نفس الأنثى المبهور بجمالها وطلتها وحديثها وتقول لم أعد أكتفي.. سألتقي بمن هي أجمل وأروع..وهذاااا ما يحصل عندما ندور في دائرة عدم الإكتفاء والقناعة ذاتياً.
فالمقصود من حب الذات ليس حب المناصب أو الشهادات، ولا حب الجمال المزيف .
حب الذات للذات “هو حب الله الذي في داخلك”
حيث لا تجد إلآ روح تروي عطش قلبك المكتفي أساساً بنفسه…
الروح هي أنت ابدأ منها وأحبّها…
إجعلها قريبة لله فهو تعالى يرويها وينبت فيها بذرة تصبح سنبلة عطاء نضرة طوال أيام العمر
وهذا العطاء لا ينفد ولا يُستنزف ولا يخمد بل يبقى مستعراً متوهجاً لا يخمده تلاعب البشر
لا للشروط في حب أحد…..
لا معاناة…لا تعلّق لأن في التعلّق تملُّك.
لا شيء سوى أنت الذي يدور في هذا الفلك العظيم وعلى كوكب أمنا الأرض الحنونة
إذا أحببت نفسك كما ينبغي
تحبك الأرض والسماء وكل الكون بما فيه ..
أينما تذهب ففي هذه الروح
حب يشفي ولا ينفذ
لا تملك في هذه الحياة إلآ نفسك…
فعند مماتك لن تكون إلآ مع نفسك…
ولن تحاسب إلآ نفسك…
ولن تتعذب إلآ نفسك ..
فهل هناك من يستحق أن تعطي كل قدرتك وأعصابك وتسمم رحيق قلبك من أجله؟ دعّ قلبك سليماً معافى لحين تشعر أن من أحببته يبادرك نفس العاطفة وبأنه ليس مرغما ومكبلاً، فسحر العاطفة الصادقة توّلد حناناً كبيراً للطرفين لأن منح الحب بصدق عملاً نابعا من مخزون القلب وهو مفتاح الشفاء من خسارته”.
رابط مختصر-https://arabsaustralia.com/?p=34444