مجلة عرب أستراليا سيدني- طابع الرتابة
بقلم الكاتبة راغدة السمان
لا بأس أن نخرج عن المألوف ونخرج من سبات العادات اليومية فهي غذاء للذاكرة، ولو أن مقولة العادة عبادة صحيحة..!
لقد منحتنا هذه الفرحة الكروية لحظات عابرة عشناها بتناقضاتها، بسلبياتها وايجابياتها.
فالمزج بين الضدين هي سنّة الحياة ،ونحن في موجة كأس العالم الذي غطى أثير شعوب الكرة الأرضية .
طريقتنا اليومية وعاداتنا أصبحت ثقافة مملّة يحكمها طابع الرتابة الجالب للإحباط وهبوط المعنويات..في كل عمل نقوم به أن كان خارج المنزل أو داخله ، إن كان في كتابة المقال أو الشعر أو الرياضة وأي جهد مبذول..
إن سرد الإختلافات يساعد على التحرر من كل الاعتبارات حتى لو كانت بضع ساعات..هذا العالم العظيم وهذا الكون الشامل هو المرآة التي ينبغي أن ننظر فيه لنتعرف على أنفسنا من الزاوية المناسبة، نعيد النظر في وجودنا بطريقة مغايرة ، تتفتح مداركنا على حقيقة عاداتنا، كما ننظر إلى عادات الآخر.انفتاحنا على العالم من شرقه إلى غربه من شماله إلى جنوبه فتذوق الثقافات المثيرة للدهشة ونتقبلها وكأننا نأكل فاكهة برّية التي تحتفظ بكامل نكهتها الطبيعية
ذكر جان جاك روسو في كتابه #خطاب في أصل التفاوت بين البشر # على ما يمكن أن يكون عليه الإنسان من دون سلاسل الحضارة والتعقيدات النفسية الكثيرة للنفس البشرية إلى حدّ مسح أكثر من نصفها…..ونترك الحكم على أخطاء الغير …كقصات الشعر الغريبة والوشومات التي تغطي كامل الجسد والأسنان …على هامش الأسنان الناصعة الثلجية كان بعض من سكان البيرو يطلون اسنانهم بالسواد لأنهم يعتقدون بأن الأسنان البيضاء ليست جميلة إن الله في خلقه شؤون..وتراث كل شعب يعتبر نفسه هو المعيار والحقيقة هي مشاهد لا غرابة فيها لأننا لو عدنا إلى العصور الأولى والوسطى رأينا تشابه فاليوم هو امتداد للأمس…
والأهم أن نحافظ على إنسانيتنا بين شعوب الأرض و أن نكون أقل عنصرية وأكثر إدراكاً وأكثر حباً وأخلاقاً…
ونحرص على أن يبقى بحرنا صافياً تمخر عبابه أساطيل المحبة والسلام، وتحلق فيه رفوف اليمام …
رابط مختصر-https://arabsaustralia.com/?p=26549