spot_img
spot_imgspot_img

إصدارات المجلة

العدد 52

آخر المقالات

روني عبد النور _ مستقبل الجنس البشري: تلاشي الكروموسوم ( Y ) ليس التهديد الوحيد…

مجلة عرب أسترالياـ بقلم الكاتب روني عبد النور خلال النسخة...

كارين عبد النورـ هل “تُردي” الحرب العام الدراسي اللبناني قبل أن ينطلق؟

مجلة عرب أسترالياـ بقلم الكاتبة كارين عبد النور قرار وزير...

الإيجابية الواقعية… كيف نتقبلُ عواطفنا بحبّ ومن دون نكران؟

مجلة عرب أسترالياـ الإيجابية الواقعية... كيف نتقبلُ عواطفنا بحبّ...

د. زياد علوش ـ الخيار الثالث يقتحم المشهد الرئاسي اللبناني

مجلة عرب استرالياـ د. زياد علوش على وقع التطورات الدراماتيكية...

سهير سلمان منيرـ تحسين الذكاء بالغذاء !

مجلة عرب أسترالياــ بقلم مستشارة التغذية سهير سلمان منير...

راغدة السمان -الشاعرة القديرة ليلى سقلاوي جميلة القلب والإحساس  

مجلة عرب أستراليا 

مقابلة خاصة  مع الشاعرة القديرة ليلى سقلاوي 

حاورتها :الأديبة الدمشقية راغدة السمان /أستراليا

من عصر الرومانسية Romantisme عصر العاطفة كانت نشأتها الشعرية وهي فراشة ربيعية في الرابعة عشر فرحا من العمر،الشاعرة ليلى سقلاوي ومسيرة حياة مليئة بالجهد والعمل والمعاناة.

كان لاستقبالها سحر موسيقي خاص ينبعث إلى الردهة الخارجية للمنزل..من هذا الموقف وللوهلة الأولى أيقنت ان الرومانسيين يشبهون لون الموسيقى وعقل متفتح على مفاهيم عالم من خيال بعيد عن الحواس الدنيوية..

من كتابها الأخير ” وتغيب أيامي” كَتبَت :

لنرقص معاً

يداً بيد

لكي ينير قوس القزح

درب هذا العالم المُظلم .

كان سؤالي الأول :عرّفي قرّاءك  بلمحة موجزة عن سيرتك الذاتية  ومتى هاجرت إلى أستراليا.؟

ولدت في البرتغال في السادس من مايو وعشت بحضن عائلتي في كل من السنغال في بلدة فارم في كينيا  بيساو ، وايفري كوس، وساحل العاج وجذوري لبنانية من بلدة صور ،إهتمامي ورعايتي لإخوتي حال دون إتمامي دخول المدرسة الثانوية ، حصلت على شهادة البريفيه باللغة الفرنسية من المركز الثقافي الفرنسي .

بدأت مسيرتي العملية بالعمل في بنك لبنان على الآلة الكاتبة لمدة ست سنوات وقبل اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية هاجرت إلى أستراليا مع زوجي أنطوان القزي وابنتي الوحيدة  عام 1970.

واجهتني الكثير من الصعوبات في بداية حياتي في هذا البلد الجديد وخاصة مع عائق اللغة الإنكليزية التي لا أجيد كلمة منها ، وكيفية الانصهار مع المجتمع الأسترالي .

حدثينا عن مسيرتك العملية  في أستراليا وما هي الأعمال التي قمت  بها ؟

حين وصولي الى مدينة سيدني بدأت بالبحث عن عمل لقد مارست مهنة الخياطة لتأمين المصاريف  ولكنني لم أجد نفسي  بهذه  الحرفة ، انتقلت الى مكتب البريد حيث عملت على الآلة الكاتبة والانخراط  في العمل ساعدني  كثيرا في تعلم اللغة الإنكليزية  .

ثم  انتقلت إلى العمل مع

Navy army  télex opérateur-

-British consulate

وايضا في عدة مؤوسسات في الطباعة والشحن ، وأيضا كنت منسقة العلاقات العامة  في جمعية بحنين المنية ،درست كورسات في  معهد التجميل ثم افتتحت  مركز للتجميل أسميته   Selena ع لى اسم ابنتي.

-هل دفعتك هذه المسيرة الشاقة وتعدد الوظائف  إلى كتابة نمط مغاير من الشعر الممزوج بمرارة الأيام  والتعبير  عن الذات الداخلية بمشاعر  تبثيها إلى المتلقي؟ وهل الكتابة هي نوع من تحدّي ومقاومة الحياة..؟

مرآتي !

قولي لي

أتتذكرين هذه الفتاة

أتتذكرين عينيها،

وثوبها الأصفر

كالربيع المزهر ؟ أتتذكرين …

هذه الظروف التي عشتها أتقنت معنى الحياة، واكتسبت تجربة عميقة بطباع البشر واهمية الوطن والعائلة والصداقات، وتجرعت مرارة الفقد وبعد المسافات…

منذ فترة طويلة

وأنا أشاهد دموعي

تنهمر وتجف تحت أجفاني

وفي كلّ مكان حول روحي….

 

كانت حرارة التواصل مع الأمكنة تعيدني إلى أزمنة دافئة رغم بؤس الحياة وصقيعها، ومن جنوب الأرض كان بوحي الشعري رسالة شفافة، نقية إلى الإنسانية. فحولت صقيع الغربة إلى فضاء دافئ، دونت مشاعري وعشقي القديم المتجدد ويومياتي التي أتقاسمها مع الليل المعتم وأخفي فيه وجعي فيتسرب منه تلك القوّة إلى روحي من رائحة الليل الذي يتقاطر من رطوبته بلسم برائحة الخشخاش والخزامى.

كتاباتي الشعرية صوت لصدى ذكريات واستمرارا لنزيف عشق، وكان العويل المفتوح على متاهات الجغرافية  بمفردات وصور شعرية هامسة عذبة أداعب بها موج المحيط العظيم وأحمّله بوحي وعشقي .

يا هواء الجنوب

أنت  من جيدا تعرفني

خّذ معك آلامي

التي تراكمت فوقي

إلى البحر الأبيض المتوسط

لأنني مرهقة…

ليلى سقلاوي زرعت  عشقها في أرض الوطن بتفاصيل صغيرة، عبرت عن وفائها لروح عاشقة لوطنٍ بهي وشهي، وحرثت أرض الوطن بحب، فانتعشت بذرة روحها بالمحبة، وطفحت حقولها ببيادر الخير والجمال قبل أن” تغيب أيامها”.

ليلى سقلاوي أول امرأة  لبنانية  في أستراليا تنشر كتاب شعر باللغة الإنجليزية حدثينا عن هذه التجربة وبمن تأثرتي من الشعراء الأجانب والشعراء العرب؟

كتبت الشعر  باللغة الفرنسية وأنا  لم أتجاوز سن الرشد بعد، وأتقنت الأنجليزية إضافة إلى لغتي العربية الأم، وعبّرت من خلال هذه اللغات عن مشاعري وآمالي وخيباتي ، وكتبت عن الوطن والغربة والحب بلغة شفيفة عبرت بها  عن أفكاري  ومع تزاحم المتطلبات الحياتية للعائلة، كنت ألوذ إلى عوالم الأدب والشعر، لأمنح روحي القلقة استراحة محاربة جابت العالم.

واستطعت ان أمزج بين رومانسية  فيكتور هوجو  وواقعية محمود درويش وصفاء جبران  خليل جبران لأعلن عن خميرة الشعر بنكهة خاصة يمكننا أن ندعوها بنكهة ليلى سقلاوي الطافحة بدفء شمس نهارات الجنوب اللبناني  الساحر العظيم ووهج شمس أفريقيا ورطوبة غاباتها الغامضة.

تلك الشاعرية الدافقة العذبة ضمَّنتها في كتبي الشعرية وباللغة الإنجليزية،وقد شجعني عميد  على نشر كتاباتي  وطباعتها  Professor Clifford Turney Dean Education/ University  Of Sydney1993

وقال السيناتور Samios عندما صدر كتابي الأول باللغة الإنجليزية :ليلى سقلاوي أول شاعرة لبنانية نشرت قصائدها باللغة الإنجليزية في أستراليا.

إصدارات الشاعرة ليلى سقلاوي

صدر كتابي الأول   – Now you Know Why ” الآن  تعرفون لماذا” عام ١٩٩٣ .

وصدر كتابي الثاني      On the shores of a night” -على ضفاف ليلة ” عام ١٩٩٥.

وصدر كتابي الثالث “وتغيب أيامي ” عام ٢٠٢٣  وقد تمت ترجمته الى اللغة العربية 

من خلال الأستاذ القدير ألبير وهبة .

كما شاركت  هذا الشهر في مسابقة عالمية من   تنظيم من الدكتور Dr. GEVRAN AWard

Dr. MALEK WORLD. HITERARY COMPETITION

“WLCU ” WORLD LEBANESE CULTURE UNION

أما كتابها الثالث والذي حاولت أن تضم به عصارة روحها وصوتها وعشقها، وكأنها تسرد يومياتها، فمنحت الكثير من نصوصها الشعرية روح طفولتها العذبة، ودفء العائلة والوطن.

رغم العنوان الحزين (وتغيب أيامي ) الذي منحته لكتابها، إلا أنه يبقى إضافة حقيقية للغتها الشعرية العالية، فتلك العنونة التي تعبر عن محتوى الكتاب، بما شكل من عتبة للكتاب وبوابة يلج منها المتلقي إلى نصوصها،وتشير الشاعرة سقلاوي “عندما كانوا الناس يسألونني عن اختياري لعنوان الكتاب( وتغيب أيامي ) فأجيبهم ..كل يوم يمر علي من دون حب ..هو يوم غائب من أيامي …”

أنظر إلى وجهها فأرى سلامها الداخلي الذي يجعلني أجيب عنها لقلة كلامها… وأقول في نفسي أنت أمام ملكة الليل الراعية لنجومه ودورة قمره، في الليل تجد ليلى منية المتمني وليلى المؤنسة والأنيسة تتنفس بنشوة الحب، والليل والذكريات مساحة كبيرة في حياتها.

تكريمات الشاعرة ليلى سقلاوي

١- حصلت على تكريم من السيناتور شوكت مسلماني/ لقاء الأربعاء.

٢- تكريم من بلدية صور من قبل وزير المغتربين/ د. علي الخليل في لبنان

٣- تكريم من جمعية إنماء الشعر والتراث/ د. بهية أبو حمد

٤-تكريم من قبل  وزير المغتربين في منتدى صور الثقافي /د.علي الخليل

بنهاية هذا الحوار المفيد والمليء بالطموح والعبر في مسيرة حياة ليست بالسهلة ولكنها هانت بقلبك الكبير المتسع لجميع الأصدقاء والمحبين… ربما كان ثمة سؤال كان بودك أن أطرحه لك… وماذا تقولين لنا وللقراء في نهاية هذا الحوار الجميل؟

أحنت وجهها بعذوبة وتحت خصلات شعرها الكثيف أبصرت وجها نابضا بنور طفولي البهاءو قالت شكرا جزيلا لكم ولمجلة عرب أستراليا السباقة بكل خبر مفيد لقد أضفتم البهجة إلى قلبي…

باسمي راغدة السمان وباسم أسرة تحرير مجلة عرب أستراليا تقديري وشكري للقديرة ليلى سقلاوي على مشاركتك بهذه المساحة الجميلة الثرية من الحوار…

وباعتبارنا في شهر ديسمبر نهاية عام وبداية عام جديد دعيني أقول لك كل عام وأنت أكثر إبداعا… وأكثر جمالا… وأكثر عطاء…

أختم لقائي بقول لنوفاليس “الشعر يداوي الجراح التي يحدثها العقل”

وأتمنى إلى كل متابعي المجلة أحلى الأمنيات… وكل عام وجميع شعوب العالم ترفل بالمحبة والرحمة والسلام…

رابط النشر –https://arabsaustralia.com/?p=34278

 

ذات صلة

spot_img