مجلة عرب أسترالياـ رابطة خير جليس تحتفي بعيد الأم بأمسية أدبية عبقة بالحنين و’حكاية صوت'”
كما في كل سنة، نظمت رابطة خير جليس الأدبية مساء الخميس في ٨ أيار عشاء، احتفالا بمناسبة عيد الأم في مطعم “لاشيش” في غيلفورد.
افتتحت الإحتفال منسقة الرابطة، السيدة نهى فرنسيس بكلمة ترحيبية للحاضرات عرفتهن من خلالها على أهداف الرابطة ونشاطاتها المتنوعة.
وقد ألقت مقدمة الفعالية، السيدة زينة جواد كلمة قصيرة ومعبرة من وحي المناسبة. تلتها السيدة جومانة طنانة التي ضمن كلمتها كل المعاني وكيف كرمها الله ووضعها في أعلى مرتبة.
كلمة كاميليا غاصت إلى أعماق المناسبة بأسلوب أدبي أنيق أثار إعجاب الحاضرات اللواتي صفقن لها طويلا .
هذا وقد ساد الاحتفال جو من الألفة والمحبة والمرح عبرت عنه إحدى السيدات بقولها ” الجو مفعم بالطاقة الإيجابية والفرح”. وأخرى قالت “أحسست كأني أعرف الحاضرات من زمان، مع أني أحضر لأول مرة مثل هذه النشاطات”.
تم توزيع الهدايا للفائزات بمسابقات أدبية وفنية عديدة، بعد تناولهن اللقمة الطيبة في المطعم.
في نهاية الاحتفال حملت كل سيدة نبتة لتزرعها في بيتها وتزين بها دارها وتسقيها من حبها.
كل الشكر والتقدير للواتي نظّمن الاحتفال وأخص بالذكر السيدة نوال سامي التي قامت بمجهود جبار إن من ناحية تأمين المكان والاهتمام بالأمور المالية بالتعاون والتنسيق مع السيدة ألفت شكر التي بذلت جهدا كبيرا أيضا. وشكرا كبيرا للواتي حضرن هذه الفعالية الهامة من روزنامة الرابطة.
وكل عيد وأنتن أجمل وأرق الأمهات.
وبين سطور الحنين وتنهيدات الذاكرة، كان هذا البوح الأدبي…
بقلم الأديبة كاميليا نعيم
حِكَايَةُ صَوْتٍ
فِي ذَاكِرَةٍ أَضْنَاهَا الشَّوْقُ، أَسْتَعِيدُ أَشْكَالَ أَصْوَاتٍ كَثِيرَةٍ.
أَمُدُّ يَدِي خَلْفَ سَتَائِرِ الزَّمَنِ، أَفْتَحُ مَمَرًّا مِنْ نُورٍ لِيَعْبُرَ صَدًى لِصَوْتٍ يَعْرِفُنِي وَأَدْمَنَهُ.
أُنْصِتُ وَأَفْتَحُ لَهُ ذِرَاعَيَّ، أَدْعُوهُ بِنَظَرَاتٍ تَعْشَقُهُ أَنْ يَرْتَمِيَ بَيْنَ أَحْضَانِ لَهْفَتِي، مُتَوَهِّجًا كَمَا هُوَ، لَا يَشِيخُ.
أَسْتَشْعِرُ رَنِينَ كُلِّ نَبْرَةٍ، أَضْوَاءَهَا الْخَافِتَةَ وَالسَّاطِعَةَ، حِينَ يَغْضَبُ وَبِكُلِّ الْحُبِّ يَنْهَرُنِي، وَحِينَ يَحْنُو وَيَنْسَابُ كَالْحُلُمِ بَيْنَ أَضْلُعِي.
حِكَايَةُ الصَّوْتِ الْغَائِبِ دَوْمًا يَطْرُقُ بَابَ الْحُضُورِ، وَيَخْتَبِئُ خَلْفَ أَسْوَارِ الْحَنِينِ… يُرَاقِبُنِي.
يَتَحَوَّلُ الْهَمْسُ فِيهِ إِلَى قَارُورَةِ عِطْرٍ مِنَ الْحَنَانِ.
حِينَ تَتَلَبَّدُ سَمَاءُ الْعُمْرِ بِهُمُومٍ وَأَثْقَالٍ،
يَذُوبُ كَشَمْعَةٍ مُقَدَّسَةٍ تُضِيءُ لَيْلَ الصِّعَابِ.
وَأَصْدَاؤُهُ تَعْزِفُ الْحِكْمَةَ عَلَى أَوْتَارِ الْوُجُودِ، أَرْقَى أَلْحَانِ السُّكُونِ فِي ضَجِيجِ رِحْلَةِ الْحَيَاةِ.
يَتَّكِئُ خَيَالُ الصَّوْتِ عَلَى جِدَارِ الْعَدَمِ، يُرَاقِبُنِي مِنْ بَعِيدٍ، يَرْمُقُنِي بِعَتَبٍ، ثُمَّ يُلَاطِفُنِي…
وَحِينَ تَنْزَلِقُ تُرْبَةُ أَحْلَامِي، أَتَعَلَّقُ بِظِلَالِ الْيَقِينِ فِي حِبَالِهِ كَيْ لَا أَقَعَ.
وَأَمَامَ تَلَاطُمِ أَمْوَاجِ الزَّمَنِ الْعَاتِيَةِ فِي بُحُورِ الْخَوْضِ، يَتَحَوَّلُ الصَّوْتُ إِلَى قَارِبِ نَجَاةٍ، يَرْسُمُ لِي أَشْرِعَةَ التَّحَدِّي بِنَبْرَةٍ حَاسِمَةٍ فِي وَجْهِ الرِّيَاحِ الْقَاسِيَةِ،
وَتُبَلْسِمُ عِبَارَاتُ الرِّضَا أَكْثَرَ الْجِرَاحِ إِيلَامًا.
تَتَّخِذُ زَفَرَاتُ الْخَوْفِ عَلَيَّ شَكْلَ الْيَدَيْنِ، تُلَامِسُ الْوَجْنَتَيْنِ، تَمْسَحُ بِأَنَامِلِ الطُّهْرِ نُزُولَ دَمْعَتَيْنِ،
يَتَحَوَّلُ إِلَى ثَغْرٍ يَطْبَعُ الْقُبَلَ عَلَى الْجَبِينِ، وَإِلَى حُضْنٍ بِاتِّسَاعِ الْكَوْنِ يُهَدْهِدُ قَلَقَ السِّنِينَ.
وَبِلَمْحَةٍ، تَخْتَفِي عَنْ خَارِطَةِ الْأَحْزَانِ تَضَارِيسُ مَرَارَةِ الْأَيَّامِ وَقَهْرِهَا،
تَخْضَرُّ صَحَارَى الزَّمَنِ، يَنْبُتُ مِنْ غَرْسِ النَّبْضِ وَرَحِيقِ الْحُبِّ أَمَلٌ لَا يَذْبُلُ وَشَغَفٌ بِالْحَيَاةِ.
يَتَفَرَّدُ الصَّوْتُ بِكُلِّ الْحَوَاسِّ!
يَخْتَبِئُ فِي مَسْمَعِي، يَسْتَرِيحُ عَلَى ضِفَافِ بَصَرِي، يَسْكُنُ فِي بَصِيرَتِي، يُرَاقِصُ طَيْفَ الرُّوحِ.
هُوَ صَوْتُكِ… أُمِّي!
رابط النشر- https://arabsaustralia.com/?p=42095