spot_img
spot_imgspot_img

إصدارات المجلة

العدد 52

آخر المقالات

روني عبد النور ـ عن غزو الفضاء وتحدّياته الجسدية والنفسية

مجلة عرب أستراليا ـ بقلم الكاتب روني عبد النور أطلقت...

هاني الترك OAMـ أستراليا الحائرة بين أميركا والصين  

مجلة عرب أسترالياـ بقلم الكاتب هاني الترك OAM أثنت الصحيفة...

صرخة تحت الركام: حكاية نازح لبناني صحا ليجد أحلامه أنقاضاً

مجلة عرب أستراليا ـ صرخة تحت الركام: حكاية نازح...

د.نجمة خليل حبيب ـ قبل أن يتعمّد بالشهادة

مجلة عرب أستراليا- بقلم د.نجمة خليل حبيب

د. نجمة خليل حبيب
د. نجمة خليل حبيب

أنهى صلاته وسلم. كانت رائحة قهوتها قد عبقت في المكان فملأته انتشاء. ارتشف أول رشفة من قهوته وقال فيما هو يهم بالجلوس: الله! . . . الله!. . . أغمض عينيه وسبح ربه على نعمه الكثيرة. جلس إلى جانبها .. التصق بها أكثر مما في عادته أن يفعل. مر بيده فوق خصلات الشعر السوداء اللامعة فوق جبينها وأزاحها إلى الوراء. كم يحب هذا الجبين العالي المملوء بالكبرياء. . . مرر يده فوق بطنها المنتفخ وتأمل عينيها الحالمتين وقال:
تسميه نضال. مهما كان جنس المولود تسميه نضال.

ـ متى تعود سألت فيما هو يطبع قبلة فوق جبينها
ـ حسب التساهيل

حاذى الغرفة المجاورة ونادى دون أن يقرع الباب: ادعيلي يمّا
انطلقت مع ازيز الباب دعوات أمه التي فتحت مسرعة تلف رأسها بالمنديل الأسود: الله يرضى عليك يا حبيبي ويجعلّك في كل خطوة سلامة. وحياتك يما لا تنسى أن تمر على الهلال تسال إذا كانوا جلبوا دوا الضغط.

حيا “أبو رباح” المقرفص عند عتبة بابه. طريف هذا الختيار.. يرفض ان يغير القمباز. كل هذه السنين في المدن ولا يزال يصر على القمباز وسيكارة اللّف. أصولي عتيق!.

ماذا يفهمون دعاة التمدن من الأصولية؟ هم يعتبرونها عيب تهمة، جريمة. منذ مدة قصيرة كانوا يقولونها بفخر، يعنون بها الطهر، النقاء، فم النبع قبل أن تلثمه الأيدي والأرجل والعيون. لله كيف يسوقون الكلام حسب غاياتهم!.. وما أغبانا ننجرف في تسويق بضاعتهم دون تفكير. اليوم يسوقون كلمة جديدة اسمها “شفافية”. لم تعد تخلو جملة من هذه اللفظة “الشفافة”. من استهدى على هذه اللفظة وكم سيطول عمرها قبل أن تمسي مثل غيرها عيباً أو شتيمة؟! . ما لي ولهم. لهم قاموسهم ولي قاموسي. لهم طرقهم ولي طريقي. لهم إيمانهم ولي إيماني. لهم فلسطينهم ولي فلسطيني

كانت الشمس قد بدأت ترسل أشعتها خجولة شاحبة. أحس دفئها يسري ناعماً في عروقه. ما أجمله من صباح لا يعكره إلا آثار دباباتهم وقصفهم الذي لا يزال يسد أزقة المخيم. تتسابق دجاجات عمته وضفة على نبش تربة عجفاء. زعماؤنا اللاهثين وراء المفاوضات كدجاجات عمتي وضفة، تربتهم خلت حتى من دودة صغيرة تتقاتل عليها عشرات المناقير. على كل غدا ييأسون ويعرفون أن الله حق

سيختلفون غدا على تسمية عمله: إستشهاد؟ فداء! انتحار! ! إرهاب! . . كله لا يهم أنا لا أفعل ما أفعل لأجل قولهم ومباركتهم. إنه إيماني وحدي وإن كره الظالمون. يبتسم فيما هو يقرأ الشعارات التي شوهها القصف من جملة ما شوه. . . حتما سيقيمون له مأتما رمزيا. ليتهم لا يفعلون. لا لزوم لهذه المراسيم الوثنية. لا يريد لدمه أن يسيس. . . فكر بالمولود الذي سيجيئ إلى هذه الدنيا يتيما. وإن يكن ! ! . . . النبي صلى له عليه وسلم عاش يتيما حتى انه تغذى على حليب مرضعة. قد يهدمون هذا الخص المسمى بيتا. لن يزيد هدمه ولن ينقص على كل الهدم الذي مارسوه. . المهم أن لا يتمكنوا من هدم النفوس . . .

تمنى لو كان أوفر حظا. لو أنه ولد في زمان غير هذا الزمان. . . استغفر ربه: “اللهم لا اعتراض على مشيئتك”. قرأ آية الكرسي. أشاع الدعاء طمأنينة هادئة في نفسه ومشى إلى قدره بفرح لا يستطيعه إلا من منحه ربه نعمة الشهادة

رابط مختصر-https://arabsaustralia.com/?p=39433

ذات صلة

spot_img