spot_imgspot_img

إصدارات المجلة

العدد 55

آخر المقالات

الدكتور طلال أبوغزاله ـ تفويض عالمي لتحقيق العدالة في فلسطين

مجلة عرب أسترالياـ بقلم الدكتور  طلال أبوغزاله لقد تحدثت جنوب...

عباس مراد ـ الذكرى الخمسون للانقلاب الأول في تاريخ أستراليا منذ الاستيطان الأبيض

مجلة عرب أسترالياـ بقلم الكاتب عباس مراد قبل ستين عاماً...

الدور الأسترالي في تعزيز الأمن في جنوب المحيط الهادي

مجلة عرب أسترالياـ بقلم د. نور عماد تركي الملخّص تؤدّي...

راجي زيتوني ـ الاكتشافات العلمية بين ظلال الحلم وومضات الذات  

مجلة عرب أسترالياـ بقلم المهندس راجي زيتوني   في أولى صفحات...

د. محمد الزهراني ـ الحياة مع الاكتئاب

spot_img
د. محمد الزهراني
د. محمد الزهراني

مجلة عرب أسترالياـ بقلم د. محمد الزهراني

حياة الإنسان متقلبة، تشبه الفصول الأربعة، وهناك من يصيبهم الاكتئاب الموسمي الذي ينتج عن تغيّر الفصول، ويقولون إن المرأة أكثر من يتعرض لهذا النوع من الاكتئاب، ويبدو أنه لا يوجد إنسان في العصر الحديث لم يُصَبْ بهذا المرض اللعين: الاكتئاب؛ فقد تكون حالة حزنٍ عابرة تزول مع الوقت؛ كمن يشعر بالاكتئاب في المدن المظلمة التي لا يشاهد فيها ضوء الشمس كثيراً، وقد يكون الاكتئاب حالة حزنٍ عميقة ناتجة عن صدمات من الحياة، هذا النوع يلازم الإنسان في كل الفصول. ومن الطبيعي أن يحزن الإنسان لفقد عزيزٍ في حياته، فهل موت الوالدين حدثٌ عابر؟  بالتأكيد لا، وهل فقدان الزوجة والأبناء مجرد فقدان قطعةٍ من الأثاث زائدة في المنزل؟.

الحياة مليئة بالصدمات، وأقسى الصدمات هو فقدان الأحبة، الذين لا تدرك قيمتهم إلاّ بعد أن تفقدهم، وكما يقولون:

” لن تدرك قيمة أي إنسان إلاّ بعد أن تفقده “. ونحن نفقد الأحبة، إنهم يموتون، والموتى لا يعودون.

الحياة ليست نزهة، إنها رحلة مليئة بالصدمات، وهناك من يصيبه الحزن والاكتئاب لخسارة مادية فادحة، هؤلاء لا أثق بهم ولا بمشاعرهم، لأنهم يفكرون بطرقٍ مادية فلربما يحزن رجل الأعمال على موت حصانٍ باهظ الثمن، ولا يتأثر لموتِ طفلةٍ بالسرطان.

الْحَيَاةُ قَصِيرَة
وَكُلُّ شَيْءٍ سَيَسْقُط فِي مَكَان مَا
فَقَطْ، حِينَ يَأْتِي الْوَقْت
حِينَهَا لَا يَنْفَعُ النَّدَم
الْحَيَاة صَادِمَة،
إحْدَاثُهَا، مُؤْلِمَة، غَيْر مُتَوَقَّعَة،
وَنَحْنُ نُحَاوِلُ أَنْ نَتَكَيف مَعَهَا
وَأَمَلْنَا الْوَحِيد أَنْ لَا تَهَزُّمنا
وَتُكْسَرُ ظُهُورِنَا

داون جينسن))

وفي بعض المواقع الإلكترونية تدور نقاشات حول بعض الموضوعات المهمة، وكان السؤال:

كيف تتعايش مع الاكتئاب؟

?How to get along with depression 

في رأي بعض المعالجين: ” الاكتئاب قد يقتل الروح والجسد، لكنه يعرَّفك على ذاتك ويجعلك تواجهها بصلابة وصدق”. لا تخدع نفسك ولا تكلفها أكثر من طاقتها. يجب أن تنظر إلى الحياة كفصول متعاقبة، فالشتاء يؤدي بك إلى الصيف مرَّة أُخرى، والليل يقودك إلى النهار.

ومن خلال تجاربهم العلاجية، يرون أن الخروج من حالات الاكتئاب ليس بالأمر السهل ولكنه ممكناً ويتطلب عدة أمور أهمها الثقة بالذات، فبدونها لن تقاوم أبداً.

ويضيف المعالج” شيفا بانلي“:

هناك بعض الأساليب التي تخفف عنك وطأة الاكتئاب؛ مثل التحدث إلى الأصدقاء، فإذا كنت حزيناً قلقاً، انظم إلى مجموعات النقاش والأصدقاء الذين يشاركونك نفس الاهتمام، فغالباً هذا النوع من الأصدقاء يستطيع أن يعيد “مزاجك” إلى الحياة إلى من جديد. إنهم سيلهمونك بالقصص المثيرة، أحياناً قد تكون قصصهم عن المكتئبين وحكاياتهم، وستجد فيها فرصةً للفضفضة، وربما تتحدث معهم عن مشكلتك الخاصة بدون خوف، أقصد أنك تستطيع أن تتحدث بصوتٍ عالْ، ونصيحتي هي:

” شارك أفكارك مع الذين يفهمونك ويهتمون بك، ولا تنظر إلى العائلة والأصدقاء كخصوم”،” أنصح أيضاً بالانخراط في الأنشطة الفنية والابداعية: الكتابة / الرسم / الموسيقى، كلّها تساعدك على مواجهة المشاعر السلبية، وتعزز الثقة بالذات، وتستبدل الأفكار التشاؤمية دائماً “.

 {عندما كنت مكتئبة، كنت متشائمة لا أُدرك إيجابية الأشياء والحياة ،كنت أقول لنفسي ” كل الأشياء حولي سيئة ،أنظر إلى النصف الفارغ من الكوب، لكني تحسنت كثيراً حينما تقبلّت الأشياء الجميلة حولي، حتى ولو كانت قليلة}. SANDRA ACHELY))

 لنقرأ بعض الإشارات السريعة:

” عانيت من الاكتئاب لأكثر من عشر سنوات، لكني الآن أفضل بكثير، لديَّ مؤسسة صغيرة، ومازلت أحب الحياة، ولم يكن الأمر سهلاً، أقل شيء فعلته هو التوقف عن تناول مضادات الاكتئاب. لقد أثبتت التجربة أنها لا تعمل معي بشكلٍ جيد، بدأت بممارسة الرياضة اليومية، ثلاثون دقيقة أمارس رياضة المشي, شعرت بحاجتي للتخلص من الوسائط الاجتماعية ، شعرت أنها تزيد من اكتئابي، وركّزت تفكيري على شفاءِ نفسي؛ شعرتٌ بضرورة النوم مبكراً، لأن الأرق والحرمان من النوم يسبب الاكتئاب؛ تناولت الأطعمة المفيدة المليئة بالفواكه والخضروات؛ أدركت أن العُزلة تسبب الاكتئاب فقررتُ تخصيص المزيد من الساعات للجلوسِ مع أصدقائي، وخصوصاً المتفائلين منهم، وفي ذات الوقت قلّصت ساعات العمل؛ جربت فكرة التأمل لأنها من أفضل العادات التي كنت أهملها. وأهم شيء فعلته هو أنني اخترتُ ولاية أُخرى للعيشِ فيها- ولاية جميلة- لم يكن سهلاً الهروب من ذكرياتي، لكنه اختيارٌ جميل، لقد تغيّرت حياتي تماماً، أنصح الجميع بتغير البيئة واختيار أماكن جميلة للحياة”.(اليسون كوبير)

لابد أن تقاوم

” لدي نصائح للمكتئبين، وربما تساعدكم على التعايش مع هذه المعضلة. أنا أعرف أن المكتئب يفقد الإحساس بأشياء كثيرة، ولا تبدو له الأشياء ممتعة، هذه أبرز علامات الاكتئاب وحين تنتهي في ليالٍ بسيطة يكون الحال طبيعياً، أما إن استمرت حالة الحزن لأكثر من أسابيع فهو الاكتئاب العميق، وقد يؤدي إلى الانتحار. إذا كنت تريد الحياة فلابد أن تقاوم هذا الوحش المفترس، وإلا ستجد نفسك قد فقدت كل شيء، حينما يتغلب الألم على كل قدراتك، حينما تصاب بالاكتئاب العميق تحتاج لمن يساعدك، يقف معك، ستكون خياراتك التعايش مع الألم وتقليل حجم تأثيره عليك.. هذا ما تبقى لك أصلاً لكنه كثير. خذ حماماً دافئاً، نظّف أسنانك، احلق ذقنك، جرَّب عطراً جديداً. قد تكون بعض المهام صعبة حينما تكون مكتئباً بشدَّة، لكنك تريد الحياة، ولابد أن تقاوم. الحياة إرادة، لا تترك الطبيب ولكن تأكد أنه لن يقدم لك الكثير. نسيت أن أُخبركم عن أشياء أُخرى، أفرجوا عن البكاء، ثم استمتعوا بمشاهدة التلفاز. شيء أخير أُحب أن أذكره: فقدان الوظيفة أو موت الأقرباء أو خسارة صديقتك/صديقك، هذه الأمور لا تستدعي الحزن الطويل، ثلاثة أيام كافية، ثم تستطيع النهوض”.(Andrew Ferebee)

رابط النشر- https://arabsaustralia.com/?p=44430

ذات صلة

spot_img