spot_imgspot_img

إصدارات المجلة

العدد 53

آخر المقالات

غدير بنت سلمان ـ ومن الحُبِّ ما قَتَل ـ حين يتحوّل النور إلى قيد

مجلة عرب أسترالياـ بقلم الكاتبة غدير بنت سلمان ومن الحُبِّ...

أبو غزاله العالمية تقاضي حاكم مصرف لبنان السابق

مجلة عرب أسترالياـ أبو غزاله العالمية تقاضي حاكم مصرف...

عباس مراد- عرض لكتاب بشارة مرهج “ما لم ترى عين” جذور الانهيار الاقتصادي في لبنان

مجلة عرب أسترالياـ بقلم الكاتب عباس علي مراد في مجموعة...

أ.د. عماد شبلاق ـ ومن كان يرجو لقاء (ضيوفه) فليعمل عملاً صالحاً!

مجلة عرب أستراليا ـ بقلم أ.د. عماد وليد شبلاق...

د. فريد لخنش ـ هل تخطط روسيا لتمركز قاذفاتها قرب أستراليا؟ خطوة قد تغيّر موازين القوى!

spot_img

مجلة عرب أسترالياـ بقلم د. فريد لخنش

الدكتور-فريد لخنش
الدكتور-فريد لخنش

في تقرير صادر عن موقع “جينز” البريطاني المتخصص في الاستخبارات مفتوحة المصدر، يُزعم أن روسيا قدمت طلبًا رسميًا لاستضافة قاذفاتها بعيدة المدى وطائرات أخرى في قاعدة “مانوا” الجوية التابعة لسلاح الجو الإندونيسي في مقاطعة بابوا. علماً بأن هذه القاعدة تقع على بُعد أقل من ساعتين طيران من أستراليا، الحليف التقليدي للولايات المتحدة.

أكد وزير الدفاع الأسترالي ريتشارد مارلز خلال مناقشات مع وزير الدفاع الإندونيسي شافري شمس الدين،  أن إندونيسيا لا تنوي السماح لروسيا بنشر طائراتها العسكرية. من جانبه، نفى شمس الدين هذه المزاعم على الفور، بينما رفض الكرملين التعليق، واصفًا التقارير بأنها “أخبار زائفة”.

ظهرت هذه الأنباء بعد اجتماع في فبراير بين سكرتير مجلس الأمن الروسي سيرجي شويغو وشمس الدين. يُعتقد أن موسكو قدمت بالفعل طلبًا رسميًا لإندونيسيا للسماح بتمركز طائراتها بعيدة المدى في قاعدة مانوا. ومع ذلك، يشكك المحللون في أن توافق إندونيسيا على مثل هذا الطلب، نظرًا للمخاطر الجيوسياسية وسياستها التي تمنع إقامة قواعد عسكرية أجنبية على أراضيها.

قال مارلز: “أوضح لي شمس الدين بشكل لا لبس فيه أنه لا يوجد احتمال لعمل أي طائرات روسية من إندونيسيا، وأن التقارير حول ذلك غير صحيحة”.

في غضون ذلك، دعا رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي إلى مزيد من المعلومات بشأن خطط روسيا في منطقة المحيط الهادئ. وقال: “من الواضح أننا لا نريد رؤية نفوذ روسي في منطقتنا. موقفنا واضح: نحن نقف مع أوكرانيا”.​ كما وصف ألبانيزي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه “زعيم استبدادي انتهك القانون الدولي ويهاجم سيادة أوكرانيا”.

تجدر الإشارة إلى أن قاعدة بياك الجوية، التي تضم السرب السابع والعشرين الإندونيسي، تُستخدم للمراقبة باستخدام طائرات CN235. في السنوات الأخيرة، شاركت إندونيسيا بنشاط في تدريبات عسكرية مع الولايات المتحدة وأستراليا والصين.

 تداعيات التحركات الروسية في المحيط الهادئ

إن محاولة روسيا تعزيز وجودها العسكري في منطقة المحيط الهادئ ليست مجرد مسألة عسكرية فحسب، بل هي خطوة استراتيجية تهدف إلى تقوية النفوذ الروسي في منطقة حيوية بالنسبة للأمن الدولي. إذا تمت الموافقة على نشر القوات الروسية في إندونيسيا، فإن ذلك سيشكل نقطة تحول في التوازن الإقليمي. سيتسبب ذلك في تصاعد المخاوف لدى الحلفاء الغربيين مثل أستراليا والولايات المتحدة، حيث سيعتبرون هذا التحرك بمثابة تحدٍ مباشر لأمنهم القومي ولإستراتيجية احتواء روسيا في بحرها الجنوبي والمحيط الهادئ.

 إندونيسيا: سياسة الحياد والمناورة في مواجهة الضغوط الدولية

تواصل إندونيسيا رغم الضغوط المتزايدة من القوى الكبرى، التمسك بموقفها الحيادي فيما يتعلق بالقضايا العسكرية الدولية. تاريخياً، تتمتع إندونيسيا بسياستها التي تمنع إقامة قواعد عسكرية أجنبية على أراضيها، وهو ما يعكس رغبتها في الحفاظ على استقلالها السياسي وعدم الانجرار إلى صراعات عالمية قد تضر بمصالحها. ومع ذلك، يظل الموقف الإندونيسي في هذه القضية قيد المراجعة بسبب التحديات الجيوسياسية المتزايدة في المنطقة.

روسيا وأستراليا: مواجهة في المحيط الهادئ

إن الأزمة المتعلقة بالقوات الروسية في إندونيسيا تفتح بابًا جديدًا لمواجهة دبلوماسية بين روسيا وأستراليا في منطقة المحيط الهادئ. أستراليا، التي تتبع سياسة حازمة ضد روسيا منذ بداية الحرب في أوكرانيا، تجد في التحركات الروسية تهديدًا لأمنها القومي. قد يكون لهذا التوتر تأثير طويل المدى على العلاقات بين روسيا وأستراليا، ويزيد من تعقيد المشهد الجيوسياسي في المحيط الهادئ، حيث تتنافس القوى الكبرى على النفوذ العسكري والاقتصادي.

التعاون العسكري الإندونيسي مع القوى الكبرى: تحديات وفرص

التعاون العسكري بين إندونيسيا والدول الكبرى مثل الولايات المتحدة وأستراليا والصين يعد بمثابة ساحة تتداخل فيها المصالح الاستراتيجية والتحديات الأمنية. ففي حين تسعى إندونيسيا لتعزيز قدراتها الدفاعية من خلال المشاركة في تدريبات مع هذه الدول، فإنها قد تجد نفسها في موقف صعب بين كسب الدعم العسكري من هذه القوى وبين الحفاظ على استقلالها السياسي. وفي هذا السياق، تعد إندونيسيا لاعبًا مهمًا في صياغة السياسة الأمنية في منطقة جنوب شرق آسيا.

التأثيرات الاقتصادية والجيوسياسية على إندونيسيا

إذا تم السماح بتمركز الطائرات الروسية في قاعدة “مانوا” الجوية، فقد يترتب على إندونيسيا العديد من الآثار الجيوسياسية والاقتصادية. من ناحية، ومن المرجح أن تواجه إندونيسيا ضغطًا اقتصاديًا من حلفائها التقليديين مثل الولايات المتحدة وأستراليا، الذين قد يرون أن هذا التحرك يتعارض مع مصالحهم. من ناحية أخرى، قد توفر هذه الخطوة فرصة لإندونيسيا لتعزيز مكانتها كداعم للحوار بين الشرق والغرب، وبالتالي زيادة دورها في القرارات الإقليمية والدولية.

المواقف الدولية إزاء النفوذ الروسي في المحيط الهادئ

في الوقت الذي ترفض فيه بعض الدول مثل أستراليا أي نفوذ روسي في المحيط الهادئ، يسعى آخرون مثل الصين إلى توسيع علاقاتهم العسكرية مع روسيا. يشير هذا التباين في المواقف إلى انقسام عالمي تجاه القضايا الأمنية في المنطقة، حيث يسعى كل طرف إلى استقطاب الدول الكبرى إلى جانبه. يشكل هذا التوتر أساسًا للصراعات المستقبلية، ويؤثر بشكل كبير على استقرار المنطقة التي تعتبر ذات أهمية استراتيجية للأمن العالمي.

رابط النشر- https://arabsaustralia.com/?p=41773

ذات صلة

spot_img