مجلة عرب أستراليا ـ بقلم د. فريد لخنش
في خطوة تعكس التوجه المتزايد نحو تعزيز القدرات الدفاعية، أعلن الجيش الأسترالي عن استلام منظومة صاروخية أمريكية بعيدة المدى، في إطار جهوده لمواكبة التحديات الأمنية الإقليمية وضمان التفوق الاستراتيجي في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
تفاصيل الصفقة وأهميتها
تندرج هذه الصفقة ضمن اتفاقية التعاون العسكري بين أستراليا والولايات المتحدة، والتي تهدف إلى تزويد الجيش الأسترالي بأنظمة تسليحية متطورة تساهم في تحسين قدراته على الردع والدفاع. وتشمل هذه المنظومة صواريخ بعيدة المدى قادرة على ضرب أهداف تبعد مئات الكيلومترات بدقة عالية، مما يمنح أستراليا قدرة هجومية ودفاعية متقدمة.
مواصفات المنظومة الصاروخية
لم يتم الإفصاح رسميًا عن جميع التفاصيل التقنية، لكن من المتوقع أن تكون المنظومة جزءًا من برنامج الأسلحة طويلة المدى الأمريكي، مثل:
-
منظومة الصواريخ التكتيكية ATACMS، القادرة على ضرب أهداف على بعد يصل إلى 300 كيلومتر.
-
صواريخ Precision Strike Missile (PrSM)، التي تمثل الجيل الجديد من الصواريخ الدقيقة بعيدة المدى والتي يمكنها استهداف مواقع معادية تتجاوز 500 كيلومتر.
-
صواريخ Tomahawk الجوالة، التي تم الاتفاق سابقًا على تزويد أستراليا بها، وهي صواريخ ذات مدى يتجاوز 1500 كيلومتر.
دوافع أستراليا لامتلاك هذه المنظومة
يأتي هذا التحديث العسكري في ظل تصاعد التوترات الإقليمية، خصوصًا مع التنافس العسكري في المحيطين الهندي والهادئ، حيث تبرز الصين كقوة عسكرية متنامية. وترى الحكومة الأسترالية أن امتلاك صواريخ بعيدة المدى سيمنحها قدرة أكبر على حماية مصالحها، وردع أي تهديدات محتملة.
كما يتماشى هذا التطور مع تحالف AUKUS الثلاثي بين أستراليا، المملكة المتحدة، والولايات المتحدة، والذي يهدف إلى تعزيز التعاون العسكري والتكنولوجي بين الدول الثلاث لمواجهة التحديات الأمنية المستقبلية.
كيف ستؤثر هذه المنظومة على توازن القوى؟
يمثل إدخال منظومات صاروخية بعيدة المدى تغييرًا كبيرًا في استراتيجيات الجيش الأسترالي، حيث كانت قواته تعتمد سابقًا على صواريخ قصيرة ومتوسطة المدى. ومن خلال امتلاك قدرات هجومية بعيدة المدى، تستطيع أستراليا تنفيذ عمليات دفاعية واستباقية أكثر فاعلية.
علاوة على ذلك، فإن هذه الصفقة قد تؤدي إلى تصاعد سباق التسلح في المنطقة، حيث يمكن لدول مثل الصين تعزيز قدراتها العسكرية ردًا على الخطوات الأسترالية.
خاتمة
تعكس هذه الخطوة الأسترالية تحولًا استراتيجيًا في العقيدة العسكرية للبلاد، حيث تسعى كانبيرا إلى تعزيز قدراتها الدفاعية لمواكبة التحولات الجيوسياسية المتسارعة. ومع استمرار تطوير ترسانتها العسكرية، ويبقى السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو : إلى أي مدى ستؤثر هذه الصواريخ على الأمن والاستقرار في منطقة المحيطين الهندي والهادئ؟
رابط النشر- https://arabsaustralia.com/?p=41457