spot_img
spot_imgspot_img

إصدارات المجلة

العدد 51

آخر المقالات

هاني الترك OAM ــ شخصية من بلدي

مجلة عرب أسترالياــ بقلم الكاتب هاني الترك OAM إن الإنسان...

منير الحردول ـ العالم العربي بين ثقافة الوجدان ونظريات الأحزان

مجلة عرب أسترالياــ بقلم الكاتب منير الحردول لعلّ السرعة القصوى...

كارين عبد النور ـ لبنان،حربا 2006 و2023: هاجس النزوح وكابوس الاقتصاد

مجلة عرب أسترالياـ بقلم الكاتبة كارين عبد النور ثمة مخاوف...

فؤاد شريدي ـ دم أطفال غزة يعرّي وجه هذا العالم

مجلة عرب أسترالياـ بقلم الشاعر والأديب فؤاد شريدي   دم...

الدكتور طلال أبوغزاله ـ العدالة الدولية في مواجهة الحماية الغربية للكيان

مجلة عرب أسترالياـ بقلم الدكتور طلال أبوغزاله الجدل المحيط بمحاولة...

د.علي الموسوي- نايّات الطبيعة الحزينة

مجلة عرب أستراليا سيدني

نايّات الطبيعة الحزينة

بقلم د. علي موسى الموسوي

تعبير صوتي هادر يرجرج سقوف الروح الداخلية وينساب بين طياتها الشفافة كما الينابيع الدافئة، آلاتها المصنوعة من ألواح الطبيعة لها مزاج البشر وملامحه وبإمكانها أن تتكلم بشعور العازف وتكشف أسراره وعواطفه بوضوح حتى التي لم يبح بها وأخفاها في أقصى الوجدان، تأتي النوتات تلك لتضيء الأكواخ المختبئة في القلب بأعذب وأجمل الألحان بل تذهب بها إلى خارج حدود الزمان والمكان لأنها لغة النفوس التي تطرق أبواب المشاعر وتهذب ألحانها وتُزيل التوتر من بينِ أوتارها، وما السكون الذي يعتري الجسد ويكمم أوجاعه ما هو إلاّ خلجات ما نريد إيصاله من مشاعر صافية كالحب والسعادة والحزن والحماس، ذلك الصفاء النفسي الذي استخدمه القدماء تعبيرأ عن السمو لذلك صُنفت الطبيعة كأول الأوتار المقدسة ومنها انبثقت موسيقى طبيعية كخرير المياه ونثار المطر والرعد وغناء الطيور وحفيف الأشجار وصوت الأمواج والرياح التي صار يستخدمها الكثير من المعالجين كوسيلة للعلاج لأنها تساعد في ترطيب حياتنا وتطويع المزاج بشكل ايجابي بالسمع والإبداع الموسيقي من الطبيعة، ولعل أجمل موسيقى في العالم هي موسيقى السلام التي أضاعها ضجيج الحروب وقساوة الرصاص، صرنا نفتقدها في داخلنا أكثر من خارجنا، اشتقنّا لحديثها الذي كان يضع للروح جناحين فتطير هاربة من مآزق الحياة من ناحية وتفتح ذراعيّها للملكوت المقدس من ناحية أخرى لأن الموسيقى بحقيقتها الرمزية هي اللغة الوحيدة التي تخاطب جميع الأمم بلهجة إنسانية مشتركة، أنها هدية السماء لكل البشرية الهائمة في الظلام، تفاجئنا بعنفوانها ودهشتها وتشعرنا بطفولتنا الدائمة وإلا من يملأ هذا الخواء المفجع الذي يزداد اتساعا فينا كل يوم، لا أحد سوى الموسيقى وقانونها الأخلاقي الفذّ الذي يمنح السلام للأكوان المتصارعة.

رابط مختصر- https://arabsaustralia.com/?p=28657

ذات صلة

spot_img