مجلة عرب أستراليا سيدني- الرحمة ربّة النفوس
بقلم د.علي موسى الموسوي
تُبلسمُ بدفئها العلاقات مع الآخرين وتعضدها بروحِ الاتصالِ الوجداني، وبدونها تُصبح الحياة جافة جداً وتفقدُ قيمتها ولا يصبح للأحاسيس بها والعواطفِ أي معنى، فلو تراحم الناس فيما بينهم ما بقيّ بين طياتِ الوجودِ محتاجاً ومكسوراً لان تراكيب القسوة وتراتبها في المجتمعِ هو من ينتج تلك الشرائح المجتمعية المُهدمة، وكما هو حال أيُ ظاهرةٍ مُنتجةٍ لفئةٍ كبيرةٍ من الفقراءِ نجدها تنبع من دوافعٍ ومسبباتٍ عديدة وعلى تماسٍ مُباشر بأرضية النفوس الثرية روحاً لا جيباً لأن الكرم واستشعار المحتاجين ينبع من ذاتِ الإنسان لا من جيبهِ، ومن يُراعي كرامة السائل وتعففهِ ويحرص حرصاً شديداً على إخفاء وجههِ أو إخفاء جنسيته، كما هو الحال في بعض المعالجات الإنسانية النبيلة التي نشاهدها من أصحاب المحال في الوقت الراهن وهم يخصصون أماكن مُعينة للمحتاجين ويضعون فيها مواداً غذائية توزع مجاناً، والبعض يذهب لبيوتهم سراً من أجلِ زرعِ البسمةِ على وجوههم، كل هذا دليل على الرحمةِ في قلوبِ هؤلاء علماً أن الرحمة لا تشترى ولا تلقن بل هي ربّة في أعماقِ القلوبِ النقية تفرض على الجميع رسالتها وبصمتها بأدوارٍ مختلفةٍ لإكمال سلسلةِ الحياة التي كلما قدمت فيها خيراً وأسعدت بها قلباً ورسمت ضحكة سوف تكون سفيراً وصانعاً للجمال والإحسان ورسولاً للمحبةِ والسلامِ وغيمة تمطرُ عطاءً وسخاء أو لعلك وردة بيضاء تبثُ أريج عطرها وخيرها أينما حلت باعتبار أن خير الناس أنفعهم وان جمال الحياة ونظامها يبدأُ بالتعاونِ والرحمةِ والعطف لان الصفات الإنسانية وجوهرها ليست ديناً وإنما رتبة أخلاقية يصلُ لها البشر بالتكامل الإنساني.
رابط مختصر..https://arabsaustralia.com/?p=21948