مجلة عرب أستراليا سيدني
لماذا كتاب”لبنان التنمية: آفاق وتحديات”؟
بقلم د. زياد علوش
“الكتاب لا يعطيك سرّه إلا إذا قرأته كله”
(سانت بيف) اسم عرف به “شارل أوجستان” كبير نقاد فرنسا في القرن التاسع عشر، كتابه “شاتوبريان وجماعته الأدبية “يقول: إذا عرفت أن تقرأ كتاباً قراءة جيدة دون توقف عن مواصلة تذوقه فذلك هو النقد؛ والمهمة الأولى والأخيرة للناقد:أن يقرأ فيفهم فيحب أو (يكره) فيقدر أن يحكم ثم يسهل للآخرين ما قرأه وما فهمه وما أحبه. والتذوق الفني برأيه “يعتمد على التـأثير الذاتي بالجدة والبراعة في الخلق والإبداع، وهو ناتج عن موهبة وثقافة، لا غنى لأحدهما عن الآخر في الإقناع بالجودة والرداءة” .
ورحم الله “العماد الأصفهاني” حيث يقول:إني رأيت أنه لا يكتب أحدُ كتاباً في يومه إلا قال في غده؛لو غير هذا لكان أحسن،ولو زيد هذا لكان يستحسن، ولو قدم هذا لكان أفضل، ولو ترك هذا لكان أجمل”، أنها عبر دالة على إستيلاء النقص على جميع اعمال البشر. حسبي أني وضعت لبنة، وأضأت شمعة. فإن أحسنت ووفقت فبتوفيق من الله ورعايته، وإن أسرفت أو تعثرت،فما أردت إلا الإجادة ما استطعت. ومن ذا الذي ما ساء قط ومن له الحسن فقط؟!.
لماذا كتاب ” لبنان التنمية: آفاق وتحديات”الصادر العام 2014 عن “دار الفارابي”في بيروت،ولا يزال يحظى حتى الان وبقوة باهتمام المختصين وأصحاب القرار لا سيما على الصعيد الاكاديمي باعتباره أول كتاب بهذا التنوع والشمول التنموي الثقافي والمعرفي النوعي كما هو حاجة ذاتية في التخصص الدقيق ضمن التركيب الثقافي والحضاري المعهود،هو كذلك ضرورة ليس فقط لإرشيف الذاكرة الرسمية والشعبية والتخصصية بل هو محاولة للحوار بإطاره الحركي والفعل الميداني المبادر وبشكل واقعي في العملية التنموية وبالتالي نعتقد بوجوب اقتنائه الشمولي سواء من قبل الأفراد أو الجماعات أو المؤسسات على اختلاف إهتماماتهم المعرفية ودرجة تقافاتهم وتخصصاتهم فكما هو مادة بحثية وحوارية للإختصاصيين يمكن القول أنه ثقافة لبنانية عامة على وجه الخصوص وإنسانية على وجه العموم،.نعتقد بقوة أن أي فعل تغييري وإصلاحي لا يتمتع بقبول الناس وتجاوبهم معه ومعرفتهم به لا حظ له في النجاح وعليه فاللبنانيون عامة كما سائر الدول التي تنشد تحقيق التنمية او تعزيزها هم المستهدفون في الأساس وعليهم وبهم يتم التغيير بوعي وتصميم.نضع ثمار هذا العمل بتصرف أصحاب القرار من ادارات رسمية (كالبلديات واتحادات البلدية والقائمقاميات والمحافظات والوزارات والنواب والأحزاب والتيارات السياسية) والمؤسسات الأهلية والدولية المعنية وبتصرف اصحاب القدرات البشرية والمشروعات الإستثمارية في القطاع الخاص اللبناني والعربي والدولي علها تكون مادة مفيدة للتدخل التنموي الحالي والمستقبلي.
كاتب صحفي ومؤلف كتاب “لبنان التنمية آفاق وتحديات” والمدير التنفيذي للأكاديمية الدبلوماسية الدولية في لبنان.
رابط مختصر-https://arabsaustralia.com/?p=31822