مجلة عرب أسترالياـ بقلم د. زياد علوش
باتت عودة الرئيس سعد الحريري إلى بيروت في 14 شباط مؤكدة، والتي سيعلن فيها استئناف العمل السياسي.
مرجع سياسي لبناني كبير يؤكد اعتذار الرئيس المكلف نواف سلام ما لم يتمكن من تقديم تشكيلته الوزارية في الأسبوع الأول من الشهر المقبل لأن حسابات الحقل لدية في أروقة المحاكم الدولية لم تنطبق على حسابات البيدر النيابي بقيادة المايسترو نبيه بري، خاصة أن عقبات البيان الوزاري المنتظر أكثر تعقيداً بعد استعراضات الثنائي الشيعي في الجنوب وشوارع بيروت، وقد حملت واشنطن لبنان مسؤولية الاخلال بشروط اتفاق وقف إطلاق النار مع العدو الصهيوني كمؤشر على تمديد الأزمة مع الاحتلال وعودة الحرب لخلط الأوراق تمهيدا لإبعاد الغزيين إلى دول الجوار قد يكون لبنان منها بعد اتصالي الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” مع الملك الأردني عبد الله الثاني والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بهذا الخصوص، وأن الضغط الدولي السابق لصالح تكليف سلام كان مرحلي من أجل إبعاده عن رئاسة محكمة العدل الدولية بعد قراراتها بشأن نتنياهو وإسرائيل يضيف المرجع إياه أن العهد يتطلب حكومة برئاسة شخصية مخضرمة لها تجربة وثقل شعبي وعلاقات دولية وتحظى بتأييد الأغلبية النيابية وهذه الشروط تنطبق على الرئيس سعد الحريري لا سيما بعد الضوء الأخضر الذي تلقاه الأخير من دول الخليج العربي على راسها السعودية بمسعى فرنسي إماراتي.
يبدو أن ثنائية الرئيسين جوزاف عون وسعد الحريري تختزن الكثير من الكيمياء المطلوبة والتي أيضا يمكن توسيعها لتشمل الرئيس نبيه بري وليس ذلك بعيدا عن الزعيم وليد جنبلاط، على وقع التغيير الكبير في المحيط الجيواستراتيجي خصوصاً في سوريا حيث شكل نظام الأسد العقدة الأبرز بين تعاون السلطات اللبنانية لا سيما بين الرئاستين الأولى والثالثة، والتي تجلت أيام الرئيس لحود ونظامه الأمني بأبشع صورها، وأن التصريحات الصادرة عن رئيس الإدارة الجديدة في سوريا السيد أحمد الشرع مشجعة للغاية في إرساء علاقة جديدة واعدة.
بالنسبة للقوى المسيحية تجري مشاورات مكثفة خلف الكواليس كي يشارك الجميع لإنجاح مسيرة العهد حيث الفرصة التاريخية التي منحت للبنان داخليا وخارجيا.
استنادا إلى ذلك يتوقع ان يشهد يوم 14 شباط تدشينا دراماتيكيا لتغيير سياسي اشبه بالتسونامي.
وربما استعدادات تيار المستقبل الاستثنائية تشير إلى أن 14 شباط الحالي سيكون مختلفا وبكل المقاييس، رغم ان البعض يحيلها لدواعي الانتخابات النيابية والبلدية المقبلة والتي على أساسها يبني الرئيس الحريري عودته ومشاركته النهائية من عدمها، فالرئيس الحريري صاحب مقولة كل شي بوقتو حلو غير مستعجل ويعمل وفق خطوات مدروسة.
رابط النشر- https://arabsaustralia.com/?p=40564