مجلة عرب أسترالياــ بقلم د. زياد علوش
يذكر اللبنانيون بفخر حضور صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر القمة العربية الاقتصادية المنعقدة في بيروت عام 2019 الذي أعطى دفعا لهذه القمة بغياب الرؤساء العرب الآخرين.
وانطلاقاً من قاعدة أن قطر أصبحت حاضرة على أي طاولة بحث في الملف اللبناني، لعبت الدوحة دوراً مهماً في وقف الحرب الإسرائيلية على لبنان صيف 2006، وساهمت في إعادة إعمار ما دمرته تلك الحرب، ومن ثم رعايتها «اتفاق الدوحة» الذي تمخض عنه انتخاب رئيس للجمهورية.
كما وضعت الدوحة اللمسات الأخيرة على اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل برعاية أمريكية قادها المبعوث آموس هوكتشاين، والهبة القطرية للجيش اللبناني سبقت كل الهبات الخارجية الأخرى.
راهناً تبذل الدوحة جهودا حثيثة عبر اللجنة الخماسية والتي تضم سفراء: قطر والسعودية وفرنسا، ومصر، والولايات المتحدة الأميركية لانتخاب رئيس جديد للبنان.
قطر دولة حاضنة لكل اللبنانيين مقيمين ومغتربين، وتساعد لبنان في كل المناسبات وهي تدعم التوافق اللبناني اللبناني وعلى هذا الأساس تقوم مبادراتها الريادية في خدمة العمل العربي المشترك. تقف السياسة الخارجية والدبلوماسية القطرية على أرض صلبة وثابتة وهي تمد بصرها بمسؤولية للأمن القومي العربي بعمقه الإسلامي كأنجع وسيلة للحفاظ على الامن القومي القطري في زمن العولمة والتكتلات الكبرى وعلى هذا الأساس يأتي الاهتمام بالملف اللبناني وضرورة تنمية العلاقات الأخوية بين الدوحة وبيروت.
وقد بلغت الدبلوماسية القطرية مكانة عالمية مرموقة وأصبحت الدوحة قبلة للوساطات الدولية الفاعلة تصل ما انقطع بين المتخاصمين فتحيل الصراعات إلى فرص بديلة ممكنة في خدمة التنمية والامن والسلام في عالم مشحون بالصراعات والتوترات كان للبنان على الدوام وبتوجيه أميري سام حصة وازنة من اهتمام الدبلوماسية القطرية، والحال كذلك ومنذ بداية التمثيل الدبلوماسي بين لبنان وقطر بتبادل السفراء في عام 1972 عندما شيدت كلتا السفارتين في الدوحة وبيروت على أسس متينة زادها القاً سطوع نجم «تميم» مجد العرب والإنسانية.
كان لا بد من طاقات دبلوماسية مهمة تحمل هذا الدور الكبير في ترجمة توجيهات القيادة في الدوحة، لطالما حظيت بيروت بسفراء قطريين مميزين استطاعوا تمثيل الأصالة القطرية بأبهى صورها الحضارية من حبات ذلك العقد اللؤلؤي الدبلوماسي الفريد سعادة الشيخ سعود بن عبد الرحمن آل ثاني سفير دولة قطر الحالي لدى الجمهورية اللبنانية الملم بتفاصيل التاريخ والعادات والتقاليد اللبنانية والمتذوق الجيد ليومياتها وقد نسج علاقاته الجامعة للطيف اللبناني المتعدد بأنامل سحرية، يدهشك وهو يتحدث بلباقته المعهودة وبشغف عن العلاقات اللبنانية القطرية وما تختزن من أصالة ومستقبل واعد في إطار تكامل عربي وإنساني حضاري.
وهو يحدثك عن أطروحة الأجيال الخليجية وتعلقها بوطنها الثاني لبنان وتوق الجيل الجديد من الشباب الخليجي إلى استقرار لبنان ليجدد الأبناء والأحفاد سيرة الآباء والأجداد مع لبنان يبادلونه مشاعر المودة والأخوة الصادقة يتمتعون بجمال طبيعته يشاركون إخوانهم اللبنانيين محبتهم للحياة.
وقد حظيت مؤخراً بلقاء تعارف مع سعادته في مقر السفارة في بيروت تجده يثق بقدرة اللبنانيين على النهوض والانتصار رغم الازمات المتكررة العاصفة ويؤكد عناية القيادة القطرية الأخوية الخالصة للبنان والمجردة من كل المصالح الضيقة، وبخبرته الواسعة وثقافته المركبة الشاملة بأبعادها المتعددة وبأسلوبه السهل الممتنع وشخصيته الآثرة دخل قلوب اللبنانيين جميعاً بما يعبر عن محبتهم وتقديرهم لدولة قطر حكومة وشعباً بقيادة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، امير دولة قطر حفظه الله ورعاه الذي بنا المجد من أوسع ابوابه فأعلى.
رابط مختصر ــhttps://arabsaustralia.com/?p=39184