مجلة عرب أسترالياـ بقلم د. ريـاض جـنـزرلي

قُـولي أحـبُّــكَ..
كَي تـصـوغَ مـسامِعيْ
ألحانُ سِـحــرٍ
أو تَجُـفَّ مَـدامـعـيْ
قُـولي أحـبُّــكَ..
إنْ كَـذَبْـتِ فـقــدْ
أرتـاحُ فـيـهـا إذ تـنــامُ بـأضـلُعيْ
إنْ قُـلـتِـهـا كَـذِبـاً
فـقـد أحـبَـبـتُـهـا..
أو قُـلـتِـهـا صِـدْقــاً
فـذاك تـوقُّـعـيْ
أزهـو بـهـا
أشــدُو بـهـا
وأُخـاطـبُ الـدنـيـا أقـولُ:
ألا اسْـمَـعيْ..
إن قُـلـتِـهـا
يـجـتـاحُ قَـلـبيَ عـاصـفٌ
فَـوقَ الحـنـيــنِ
وتَـسْـــتَـكِـنُّ مَـواجِـعيْ
حـتى وإنّـي
أنـتَـشي في غَـمْـرَةٍ
أسـتَـشـعِـرُ الأفـراحَ
والـدنـيــا مَـعيْ
قـد تَـسـمَعُ الآذانُ ألحـانـاً سِــوَى
لـكِـنّ لـحـنَــكِ
يـا لــهُ مِـن رائـعِ
يـأتـي إلَـيَّ
كـمِـثْـلِ صـوتِ مُـغَــرِّدٍ
يـهــوَى الـحـيــاةَ
فـيَـرتَـميْ
وَيَـحُـطُّ يَـشدو آمِـنـاً
بـمـرابِـعـيْ
قُـولي أحـبُّــكَ..
فـالـلغـاتُ عـوالــمٌ
تحـوي الحـيــاةَ
وكـلَّ قَـولٍ نـافِـعِ
تحـوي الـمـشاعــرَ..
والـصـبـابـةَ، والـهــوَى،
تهــدي الـقـلــوبَ..
وتـرتَـقي بـالضَّـالِـعِ
تهــدي الـقـلــوبَ لـبَعـضِهـا
أو تَـنـزَويْ
بـيـنَ الـضـلـوعِ
وتَـسـتَـبـيحُ الـلاوَعِيْ
قُـولي أحـبُّــكَ..
فـالـكـلامُ مَـطـالِـعٌ،
وسـبـائـكٌ،
ومُـؤَلِّـفٌ لِـبـدائِــعيْ
أمّـا حـديـثُــكِ فـي الـهَـوَى
فـالـسَّـكْـرُ فـيـهِ
وكُـلُّ لَـحـنٍ مُـبــدعِ.
حـتى الـحـروفُ تـولّـدَتْ
مِـن سُـــكَّـرٍ..
مِـن عِـطـرَةٍ..
مـنـهـا الـعَـبـيـرُ
كـمِـثـلِ ريـحِ الـعَـنـبَـرِ
تَـسّـاقَـطُ الأقـوالُ مـنـكِ شـهـيّـةً
فـيهـا الحـنِـيـنُ
وكُـلُّ قَـولٍ مُـثـمِـرِ
جـنـاتُ خُـلـدي
وانـفِـجــارُ مَـنـابِـعي
مـن رَوْضِ حُـبِّـكِ..
أو حـديـثٍ مُـسـكِـرِ
يا دُرَّ طَـيـفِـكِ
يـا لَـهُ مِـن غـادرٍ!
يأتي كـضَـيـفٍ زائـرٍ مُـتـلـطّـفِ
فـيـهِ الحـنـانُ..
أو الـجـمــالُ..
وكـلُّ سِـحْـرٍ ذائـعٍ
يأتي كَـلِـصٍّ
أو يـزورُ كـخـاطِـفِ
يـأتي لِـيـأسُـرَني
فـأصـبـحُ والِـهـاً..
ويـزيـدَ مِـن وَجْــدي
ويُـصـبِـحَ مُـتـلِـفي
مِـن ثَـمَّ يَـحـلِـفُ كـاذِبـاً:
أنّي بَـعُـدْتُ،
ولَـمْ أَكُـنْ بِـجِـوارِهِ..
هـلْ يَـحـكُـمُ الـقـاضي
بِـقَـولِ مُـخـالِـفِ؟!
قالـتْ أخـيـراً..
بَـعــد فـرطِ صَـبـابَـتي:
أنـتَ الـحـبـيـبُ
وأنـتَ حُـبِّي الألـمَـعي
بـلْ أنـتَ مَـنْ
حَـرَّكْـتَ كلَّ مـواضِـعي
يـا مَـن هـويـتُـكَ..
إنْ أَبُــحْ بِـمَـحَـبَّـتي:
لــن يَـسْـتَـفـيـقَ غَــدي
كَـلّا، ولَــنْ
تَـكـفـي لِـحَـضْـنِـكَ أذرُعـي
* * *
رابط النشر- https://arabsaustralia.com/?p=44088



