مجلة عرب أسترالياـ بقلم الكاتب د. ريـاض جـنـزرلي

الـحـكــــايــة
أحـكـي لـكــــم حـكـايـــةْ حَــزيــنــــةً لـلـغــــايــةْ
عـنـدَ الـغَـــديْــرِ كـانــتْ فـي روضِــهِ الــبـــدايـةْ
إذ كــانَ يـــا مــكــانْ في الأرض بُـــلــبُــلانْ
كـلاهُــمـا في الحـُـبْ كالعــاشــقِ الــوَلــهـانْ
مَـحــبــوبـُهـا غَــريــرْ مـن حــولـهـا يَـطــيــرْ
مــغـــــرّداً يَـــحِـــيــرْ مــن شــوقِه ِالـغـزيــرْ
إنْ طارَ في الأجــواء أو حــامَ في الأرجــاءْ
يـشــدو بــذاك الـحُـبْ لا يَـــــأبَـــــهُ الأرْزاءْ
كانـتْ له عُـصـفـورةْ جـمــيـلـةٌ مـغـــرورةْ
تـطـيــرُ في الأنـحـاءْ كـأنـهـــــا أمــيـــــرةْ
تَـقَــضَّـتِ الـســنـُـونْ والـحِـبُّ في جُــنـونْ
يُداعِـبُ العُـصـفـورَةْ ودونــمــــا مُــجُــونْ
لـمْ يَعْــرِفِ الـولـهـانْ كـم غَــدْرَةُ الأزمــانْ
لـمْ يعـــرِفِ الأقْـــدارْ وصَـــوْلَـةَ الــخُــوّان
سَــهــمُ الهــوَى أرْداهْ عـن كـيـدِهِـم أعْـمـاهْ
لـم يَـنــتَــبِــهْ لـلـغــدْرْ فـالـحُـبُّ قـد أَغـْـراهْ
الـوقـتُ هـا قـد حــانْ لـــتـبـــدأً الأحـــزان
يـا لـيـــتَـهـــا تــــدومْ ســـعــادةُ الـخُـــلانْ
يـأتـي مـن الـظــــلامْ فـي زحـمَــةِ الأيـــامْ
من يخطفُ الصفورة مـن غـفـلــةِ الأحـلامْ
كي يَـنْــزَعَ الـقــويّْ من قـلــبِـــهِ الـشـجِيّْ
مَـحـبــوبـة أثــيـــرة لِأنـّــــــهُ الــثَـــــرِيّ
يسـتـيقـظُ الـمَقـهـورْ مـن غــيـظــهِ يَـفــورْ
لا حـيـلـةٌ في الــيَـدْ فـالــوَيــلُ والـثـُّـبــورْ
يـجـيـشُ في الـبُـكاءْ كي يُـسْـمِـعُ الـسـمـاءْ
أنــيـــنَــهُ الــشــجِيّ أو طَـعْــنَـةَ الـخَـفــاءْ
يُــبَــــلّـلُ الـزهـــورْ والــوَردَ والـمَـنْــثُــورْ
ويَـقـطـــعُ الـقِــفــارْ والأرضَ والـبُـحـُــورْ
يُــذيـعُ في الـبَـرايـا الـهَــــمَّ والـــبــــلايــا
في حُـبّهـا الـمأسورْ قـد حَـطـّـمـوا قـــوايـا
لـكــنّــهُ أســـــيــــرْ في حُـبـهــا الـكـبــيــرْ
يعـيشُ في الفـضاءْ مـن أجْــلـهــا يَـطـيــرْ
يا لـيــتـهـا تَـعُـــودْ وتـحــفــظُ الـعـهــــودْ
عُـصـفـورَةً تُـغَــنِّي وتَـحْـطُــمُ الــقــيــــودْ
رابط النشر-https://arabsaustralia.com/?p=42297