spot_img
spot_imgspot_img

إصدارات المجلة

العدد 50

آخر المقالات

كارين عبد النور ـ النباتيّون: مسالمون… ولكن؟

مجلة عرب أسترالياـ بقلم الكاتبة كارين عبد النور يشهد العالم...

نضال العضايلة ـ أقوى مدربة موارد بشرية في الشرق الأوسط: آلاء الشمري رائدة في مجال عملها

مجلة عرب أسترالياــ بقلم الصحافي نضال العضايلة أنثى إستثنائية...

منير الحردول ـ الانتخابات الأمريكية ونقطة إلى السطر

مجلة عرب أسترالياـ بقلم الكاتب منير الحردول المتابعة والتتبع والاهتمام...

عائدة السيفي ـ تغطية شاملة لمهرجان الحب والسلام

مجلة عرب أسترالياــ بقلم الكاتبة عائدة السيفي مهرجان الحب والسلام...

د. رياض جنزرلي- كـتاب تعـلـيمي جـديد في أسـترالـيا

مجلة عرب أستراليا بقلم د. رياض جنزرلي

يقـوم التعـلـيم عـلى أربعة أركان أساسية في المراحل الـتعـلـيمية كلها، والـتعـلـيم الأساس بخاصة، وهـذه الأركان الأربعة هي: المعـلم، والـتـلـميذ، والمكان، والكتاب، وأيّ خلـل أو نقـص في هـذه الأركان يسبب فـشلا ما أو تخلّـفا في العملـية التعليمية، وحديثي اليوم عـن الركن الرابع من الأركان الـتعـلـيمـية ألا وهـو الكتاب، الـذي تـداخـلـت فـيه الآراء، وأسهمت التكنولوجيا في تطويره وإلغائه أحيانا من بعض أيدي القـرّاء والدارسين، وتعالت بعـض الأصوات في إلغائه من المدارس، واستبداله باللوح أو الكتاب الإليكتروني، نتيجة للـفـوضى الثقافـية الحادثة، والغـزو الإليكتروني وصراعه مع الموروثات التقـليدية، وفي نهاية المطاف نجـد أنّ الدارس – حتى يرتقي في دراسته – بحاجة دائمة إلى مادة مكتوبة يقـرؤها ليتمكن من المراجعة، أو التذكر أو الـرجوع إلى بعـض المعلومات التي يحتاجها، ليقـوم بعملية الربط، والتحليل، والفهم، والاستنباط…إلخ، ولا يفيد الدارس ويسهم في تطوير أفكاره، وارتقائه التعـليمي، مثل التعـليم المستمر المباشر، أو الـتعـلـيم المنتظم، القائم عـلى أركانه الأربعة، والذي يعـتمد عـلى مادة دراسية مكتوبة، أو مطبوعة، إن كانت أوراقا، أو كتابا، أو لوحا إلكترونيا… إلخ

وتعـلم العـربية وتعـليمها لغـير الناطقـين بها بخاصة، لا يحـقّـق نجاحا، وتقـدّما ملحوظا، لدى الدارسين إلا بوجـود كتاب أو مادة مطبوعة يتفاعـل معها الدارس قـراءة، وكتابة، وتذكرا، واسترجاعا، لذا كان لابد من وجـود كتاب تعـليمي مختصّ لتعـليم مثـل هؤلاء الدارسين، ورغم ظهور وانتشار الكتاب الإليكتروني عـلى الألـواح التعـلـيمية الــ(آي باد)، التي ظهـرت في السنوات الأخيرة، وتزاحمت عـليها بعض المـدارس والمعاهـد تعـليمية، تقـلـيدا أو ترويجا، أو ترائيا…أو تسابقا إلى كل جديد، إلا أنها لم تحقـق لدى الدارس متعة الكتاب التعـليمي المطبوع، المتميز برائحته الورقـية الخاصة، وسهولة التقـلّـب بين صفحاته، وبقائه ظاهـرا في مكتبة الدارس الخاصة، ولقـد ثبت أن للكتاب التعـليمي آثارا تعـليمية، ونفسية، لا يمكن أن يحقـقها الكتاب الإليكتروني، أو اللوح التعـليمي، إن هذه الآثار، والعلاقة القائمة بين طالب العلم وكتابه، انتبه إليها عـلماء التربية منـذ القـديم، كالزرنوجي في كتابه آداب العالم والمتعـلم، وابن سحنون في كتابه المشهور آداب المعـلمين، وغيرهما، في حديثهم عن أدب المتعـلم مع الكتاب، وكأنّ الكتاب كائنا حيويا على الدارس أن يحسن الأدب معه.

ومن المعـروف أنّ أكثر كتب تعليم العـربية لغـير الناطقـين بها تـمّ تأليفه في البلاد العـربيّة، وضمن أطُـرها الثقافـيّة، كلٌّ له منهجه وأسلوبه، ولم يكن صادرا من بيــئة البلاد التي هاجر إليها المهاجرون واستقـرّوا فـيها، والتي صار لهم فـيها ثقافة فكريّة ولغـويّة خاصّة، تأثّرت بالبيئات التي هاجـروا إليها، لذا كان لابدّ من تألـيف كتب لتعـلّم العـربيّة صادرة من بيئة المهاجرين أنفسهم، تـلـبّي احتياجاتهم وتخاطبهم بما يفهمونه، وتُشبع رغباتهم وتـناسب ثقافـتهم.

انطلاقا من أهمية وجود الكتاب التعـليمي المرافق لمتعـلمي اللغة العـربية لغـير الناطقـين بها، وخلو المدارس والمراكز المهتمة بتعليم وتعلم العربية في أستراليا بخاصة، واعـتمادهم على تجميع دروس من هنا وهناك تم تأليفها لغـير المجتمع الأسترالي، كانت فكـرة إعداد منهج لتعـليم العربية لغير الناطقـين انطلاقا من البيئة الأسترالية وعلى ضوء منهج موضوعات وزارة التعليم الأسترالية، والخطط التربوية المعتمدة لديها لتعليم اللغة العربية في المدارس الأسترالية تم تأليف وإعـداد سلسلة جديدة في تعـليم اللغة العـربيّة لغـير الناطقـين بها، تحمل اسم (أنا أتعلّم العربية وأفتخر). وهي سلسلة من أربعة أجزاء للمستويات المتقدمة من دارسيّ العـربية، جاهزة للطباعة والنشر، تحتوي على تعـليم مهارات اللغة الأربعة وهي: القـراءة، والكتابة، والمحادثة، والاستماع الذي يتمّ عـن طريق قـراءة المعـلّم للـنص أمام الـدارسين، ليتمكّنـوا من ضبط نُطق المفـردات مُباشرة من المعـلّم، وَيُـصحّح لهم المعـلّم ما أخطؤوا فـيه، صدر من هذه السلسلة الكتاب الأول، طبع شركة دار الشمال العالمية، وسيصدر الجزء الثاني، ثم الباقي على التوالي بإذن الله، وإنّ ما يميّز هـذه السلسلة عـن غـيرها أمور عِـدّة منها:

  • أنها تتوافـق مع منهج وزارة التعـلـيم الأسترالـيّة التي رسمت ووضعـت خطة لتعـليم العـربيّة لغـير الناطقـين بها، وألـزمت المدارس بتطبيقها، وقـلّما نجـد هـذه المزيّة مُتوافـرة في الكتب الـتي تـدرِّس العـربيّة لغـير الناطقـين بها مجموعة في مؤلّف واحـد، إذ يعـتمد أكثر المدرّسين عـلى موضوعات متـناثرة من هـنا وهـناك، ممّا يُفـقـد الدارسين مُتعة وجـود الكتاب التعـلـيميّ المُصاحب، كما تُفـقـد المنهجَ الوضوح، وتوحيدَ مُخرجات التعـلّم.
  • يعـتبر هـذا الكتاب التعـليمي هـو الأحدث بين كتب تعـليم العـربية لغـير الناطقـين بها في هذا العـقـد من الزمان، وإن كان تسجيل الطبعة تم في سنة 2023م غير أنه طبع في آخرها ولم يصل الكتاب إلى (أستراليا – سدني) إلا في بداية هذا العام.
  • يضم الكتاب موضوعات حيويّة ومختارة للدارسين، ذات علاقة مباشرة بحياتهم اليوميّة، الأمر الذي يحبّب إليهم اللغة، ويُساعـدهـم عـلى تطبيقها وتعـلمها.
  • يستخدم الكتاب في بعـض تدريباته اللغة الإنجليزية إضافة إلى العـربية تسهيلا لتوضيح المطلوب من الدارسين، ومِن أجل مساعـدتهم على الفهم الدقـيق لكلّ سؤال، والـقـدرة على الإجابة الصحيحة واستيعاب الموضوع. كما يشرح معاني الكلمات الجديدة باللغة الإنجليزية.
  • يركّـز الكتاب عـلى تنمية المهارات اللغـويّة للدارسين وهي: القـراءة، والكتابة، والمحادثة، والاستماع، بطريقة تعـليمه، وتدريباته، وقـراءة المعـلّم أو المعـلّمة للنصوص مباشرة، عـلى مرأى ومسمع الطلاب من أجل ضبط نطق الكلمات…
  • يحتوي الكتاب عـلى تدريبات فـوريّة مصاحبة لكلّ درس، مباشرة عند نهاية كل درس، وليست عـند نهاية كل وحدة تعـليمية، أو في كتاب منفـصل عن الكتاب الأساس، وذلك تسهيلاً للدارسين، وتخفـيفاً عـليهم، فـقـد تـأكّد لدينا تـذمّـرهـم من حمل كتابين للمادّة، كما تساعـدهم عـلى التغـذية الراجعة مباشرة، والفهم والاستيعاب الفوري.
  • تم تزويد الوحدات التعليمية بالعـصف الذهـنيّ الذي يثير ويوجّه أفكار الطلاب إلى المادة التعـليميّة لكل وحـدة، وهي أسئلة تدور حول موضوع ودروس كل وحدة، يوجهها المعـلم إلى طلابه كمدخل للوحدة.
  • إنّ ضبطَ كتاب كلّه بالحركات عـملٌ لـيس بالسهل أبداً، ورغم هـذا فـقـد تمّ ضبط الكتاب كله بالحـركات، حـرصا عـلى مصلحة الدارسين، وتأكيداً على ضبط اللغة لفظا وفهماً، وتحسيـنَ الـتعـلّم، وعـدمَ تخبّطهم في بحـر اللغة، والـوقـوع بين الخطأ والصواب، في النطق والضبط، أو وقـوعهم في مشاكل اللحن، وقـلّما نـجد هـذا في كتب تعـليم العـربيّة.

كما راعى الكتاب ما يلي:

  • تدرّج الوحدات من السهـولة إلى الصعـوبة.
  • استخـدام اللغة الإنجليزيّة في الأسئلة الأساسيّة للتدريبات كلها وبعض التدريبات، كما أشرنا سابقا.
  • سهولة الألفاظ مراعاة لمستوى الدارسين الـفعـليّ.
  • نظرا لاعـتماد اللغة العـربية عـلى النحو، وارتباط معانيها به، كان لا بد من عَـرض بعـض قـواعـد النحو اللازمة عَـرضاً مبسّـطاً ومُختصرا، ليتمكن الـدارسـون من فهم اللغة وتركيب الجملة العـربية، دون توسع في القـواعد أو تعـقيد.
  • إنّ كاتبة هـذه السلسلة (أنا أتعـلّم العـربيّة وأفـتخـر) معـلّـمة قـديـرة أثـبـتـت مهارتها في التعـلـيم بعامّة، وخبرتها في تعـلـيم العـربيّة لغـير الناطقـين بها بخاصّة، فهي تحمل درجة الماجستير في هـذا المجال، لذا كان كتابها نابعاً عـن أمرين هـما: الخبرة والعـلم، فكانت سلسلتها متميزة بموضوعاتها، مناسبة لاحتياجات الدارسين، مراعـية لقـدراتهم.

وأخيرا لست أنكر أنّني حينما اطّلعـت عـلى السلسلة أعجبني مـستواها اللغـويّ وموضوعاتها المـختصّة، وضبطها لجميع الكلمات، وحسن تقـسيم الموضوعات، ممّا يجعـلها متميّزة، فهي من إعـداد معلّـمة ذات أصول عـربية، ورُغـم أنها بَعُـدَت عـن عالـمها الـعـربيّ أكثر من أربعة عـقـود كـفـيلة بأن تنسيها لغـتها الأم إلّا أنها ثابرت وعـمِلـت جاهِـدة حتى تقـدّم للمتعـلّمين خلاصة جَهـدها وخبّرتها بأسلوب متـدرّج سهل، يُحبّب لهم اللغة والتعـلّم، إضافة إلى إتقانها وتـدريسها للغة الإنجليزيّة.

– نظرا لاشتغال مؤلّـفة الكتاب في تعـليم العـربيّة لغـير الناطقـين بها أكثر من عشر سنوات، فإنها طبّقـت دروس سلسلتها عـلى الدارسين تطبيقا عمليّاً وزمنيّاً، مما منحها الوقـت الكافي للتعـديل والتغيير والإضافة، فكانت سلسلتها عـلى هـذه الصورة المرضيّة والمناسبة للمـتعـلّمين.

وهـذا الكتاب وهـو الجزء الأوّل من هـذه السلسلة للمستوى (الـسّـابع) التعليمي، وهـو يحتوي عـلى سـتِّ وحـدات تعـليميّة، تـدور كلّ وحـدة حول محور تعـلـيميّ مخـتـلف، يعالج أحـد الموضوعات التي تهمّ الدارسين، وتـتعـلق بأنشطتهم اليوميّة، وذلك من خلال عـدد من الدروس في كلّ محور، تـمّ إعـدادها بعـناية بما يُناسب مستوى الدارسين، وتـنمية مهاراتهم اللغـويّة، فـمـرّة يقـرؤون بعـد أن يستمعـوا، ومرّة يتحاورون، ومن ثمّ يكتبون، وهكذا في تفاعـل وانسجام مع عـرض شائق للوحات وأفلام تناسب هـذه الموضوعات.

بعـد هـذه العـرض المخـتصر والسريع عـن اللغة العـربيّة وأهـمّيّة تعـلّمها وتعـليمها، أشير إلى أنّ هـذه السلسلة التعـلـيمية وغـيرها من كتب تعـليم العـربيّة لغـير الـناطقـين بها، هي من أبرز الأعـمال الـتي تُـسهم في بناء الثقافة، والمحافظة على اللغة في بلاد المهجر، لـذا وجب عـلى كل غـيور تأييدها والإسهام في نـشرها، ليحافظ على جذوره وبقاء لغـته عـبر الأجيال، فكل أمّة تحرص على لغـتها التي تعـبّر عـن هـويّتها الأصيلة. وإنّه من خلال خـبرتي في تعـليم العـربيّة لغـير الناطقـين بها والتألـيف فـيها لـنصف قـرن تقـريبا، أبيّن أنّ هـذه السلسلة الجديدة (أنا أتعـلّم العـربية وأفـتخر) والـتي تـشرّفـتُ في مراجعـتها وتدقـيقها والـتقديم لها هي من الكتب المتميّزة في هـذا المجال لأسباب قـد لم تكن متوافـرة في غـيرها.

شكر للمربية الفاضلة والسيدة القـديرة (ميرفـت فارس) عـلى هـذا الجهـد المبذول للاهتمام بالعـربية والأجيال القادمة.

رابط النشر-https://arabsaustralia.com/?p=36436

 

ذات صلة

spot_img