مجلة عرب أسترالياـ بقلم د. رياض جـنـزرلي
الـشـــهـيــد
شَـرُفَ الـتـرابُ بـضَــمِّــكُـمْ وتَـــلالا
لـمّــا احـتَـوَى مـثـل الـلـيـوثِ رجـالا
وتَـرَدّدَتْ عَــبْــرَ الـسـمَـاءِ مَــوالِــــدٌ
والـنـاسُ في صَـمْـتِ الـردَى إجْــلالا
حانَ الـقـضـاءُ فـلـيـسَ تَـنْـفَـعُ حِـيـلـةٌ
لــو كـانَ يُــدفَــعُ لافْــتَــدَوكَ الـحــالا
إني أراك وقـــدْ عَـــلَــوتَ مُـمَــجّــداً
رغْــمَ العُــداةِ ومـا رَمَــوكَ ضـَــلالا
عِــبَــرٌ حــيـاتُـكَ إذ عَـبَــرْتَ بِـهِـمّـةٍ
لِــمَــنِـيَّــةٍ لــم تَــتْــــرُكِ الأقــــيـــالا
قـد كـنــتَ غَــيـثـاً لـلـشـبـابِ وأسْـوَة
فـحَـمَـلــتَ اِسْـــمـاً رائـعــا وجــلالا
لـهْـفي عـلـيــكَ وقـد غَـفَـوت بوَحْدةٍ
قــد كُــنــتَ قَـــبْـلا لـلأنــــامِ مــــآلا
جــاهَــدْتَ في شــأن الإلـه عِـصابَـةً
فــأذاقَــهـــا الـلـهُ الـعَــــذابَ وبـــالا
ورَعَــيْـتَ فِــتْـيــاناً أقــامــوا عِـــزّةً
وأقــامَ فــيـهِــمْ ربُّــنــــا الأقــــــوالا
لــمّــا أشــار الـلـهُ حـيـنَ تَـنَــزلّـــَت
-هم فـتية – سَــتُـشَـتِّــتُ الإضْــلالا
وحَـمَـلـتَ هــدْيــاً صـافـيـاً وفـدَيْــتَـه
بـالـروحِ مـنـكَ، وكـم بَـذَلـتَ الـمـالا
ولـقـد عَــلِـمْـتُ بأنّ مَـوتَـكَ واعـظي
ولـقـــد عَـلِــمْـتُــكَ دائـــمـاً بَــــــذّالا
والــيــومَ أذرفُ دمـعـــةً هَــطّـــالـةً
أسْــفَى عـلـيــكَ وأنـتَ أسـعَـدُ حــالا
تَـغْـشـاك مِـن مِـنَــنِ الإلــهِ كــرائِــمٌ
وتَـحُـطّ عَـنــكَ الإصْــرَ والأغـــلالا
مَـن ماتَ في كَـنَـفِ الهـداية مُـؤمِـناً
نــالَ الـنــجـاةَ مِــنَ العَـــذابِ مَـنـالا
فــاهــنـأ بِـخُــلـْــدٍ لا يَــنـالُ رحـابَـهُ
إلاّ الــشـهــيـدُ ومَـن سِــواه تـعـالى؟
وجَــزاكَ خـيـراً عـن جهـادِك كلـمـا
نـــادى الـمنـــادي لـلـصــلاةِ وقــالا
” الـلـهُ أكـبَـرَ ” يـا إلـهيَ رَحــمــــةً
تـعـفــو بـهـا، وتُـحَــسِّــنُ الأحْــوالا
……………………………
الأقـيال: جمع مفـرده قَـيـل وهـو ابن الملك، كلمة يمنية قديمة.
مـآلا: مـرجـعـا. الإصْــرَ: العهـد الـثقـيل
رابط مختصر ـ https://arabsaustralia.com/?p=39596