مجلة عرب أستراليا سدني -يوقّع الشهر المقبل كتاب “الهجرة وتشكل النخبة السياسية في لبنان”
بقلم الصحافي أنطوان القزي
د. بول طبر : للإغتراب دور كبير في تشكيل النخَب السياسية في لبنان
“الهجرة وتشكل النخبة السياسية في لبنان” كتاب جديد للدكتور بول طبر، صدر عن المركز العربي للأبحاث ودراسات السياسات. وهو الكتاب السابع للدكتور طبر. شارك في تأليف الكتاب طالب الماجستير لدى الدكتور طبر وهيب معلوف. والدكتور طبر هو أستاذ العلوم الاجتماعية في الجامعة اللبنانية الأميركية في بيروت وكان علّم هذه المادة في جامعات أسترالية، وهومن كبار الباحثين في مركز الثقافة والمجتمع في جامعة غرب سيدني.
تحدّث د. بول طبر عن الرسالة التي يحملها هذا الكتاب في الإضاءة حول ظاهرة الاغتراب مع تركيز على الدور الذي يلعبه الاغتراب اللبناني بشكل عام سيما في طرح قضية الدور الانتخابي له في تشكيل النخبة السياسية في لبنان.
يقول طبر:” بدأ إعداد الكتاب منذ 3 سنوات إنطلاقاً من دراسة لي عن الإغتراب والنخب السياسية في لبنان (منشورات جامعة سيدة اللويزة)، إنطلق وهيب بالفكرة تحت إشرافي وحصل على درجة جيد جداً في الماجستير، ووعدته بإصدارها كتاباً مكافأة له. وسرعان ما تبنى الفكرة المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات للدكتور خليل زيادي.
الفكرة الأعمق للكتاب إنطلقت من كون لبنان بلد هجرة لم تخضع الهجرة كفاية لدراسات أكاديمية كافية لسبر غور حقيقتها. كان هناك دائماً سرديات مثالية لا تكشف التأثير الفعلي الملموس عن حياة اللبنانيين. وركزت على الجانب السياسي وتأثير الهجرة على تشكل وتجدد النخبة السياسية في لبنان.
هناك دراسات عن النخب السياسية في العالم، ولكن ليس هناك دراسة أخذت بعين الاعتبار تأثير الهجرة كمساهم وصانع للنخبة السياسية في الوطن الأم. كانت الدراسات محصورة عند درجة العلم ورأس المال ونحن أضفنا إليها عامل الإغتراب.
يتضمن الكتاب مقابلات مع وزراء ونواب ورؤساء بلديات وطامحين لم يحالفهم الحظ (روجيه إده نموذجاً) وبلغ عدد المقابلات 36 مقابلة. وإستندنا أيضاً إلى دراسات صادرة عن سياسيين ومصادر ثانوية متفرقة من الصحف والكتابات. يتوجه الكتاب إلى المجتمع اللبناني ليعرف أكثر عن ذاته كتشكل علمي مما يسهل لاحقاً صياغة سياسات مهجرية تساهم في تطوير المجتمع اللبناني ونظامه السياسي، لأن الهجرة هي إمّا مهدورة وإمّا موظفة لصالح الطبقة السياسية الفاسدة والمصالح الضيقة.
قصدت الكتاب باللغة العربية لأن الكتاب يتعلّق بالمواطن اللبناني، ولأن غايتنا هي الوصول إلى القرّاء اللبنانيين والعرب. في الكتاب أشكال مختلفة لمساهمة الإغتراب في صناعة النخبة السياسية وإعادة إنتاجها.
الشكل الأول: نموذج الرجل المتمكن إقتصادياً الذي يتحول إلى رجل سياسي عن طريق ثروته التي راكمها في الإغتراب مثل رفيق الحريري وعصام فارس ومحمد الصفدي ونجيب ميقاتي وفؤاد مخزومي.
الشكل الثاني: الذي يوفر فرصة لشخص ما للترشح على لائحة قطب سياسي، ياسين جابر ونعمة طعمة مثالاً. وهؤلاء يساهمون في تمويل اللائحة في الحملة الإنتخابية. كذلك هناك مغتربون أصبحوا أقطاباً بلديين: زياد حيدر رئيس بلدية الشويفات، مارسلينو الحرك رئيس بادية البترون والعشرات غيرهم.
الشكل الثالث: هو الدور غير المباشر للإغتراب في صناعة النخبة السياسية مثل أنطوان شويري الذي دعم تباعاً بشير جميل وأمين الجميل والقوات اللبنانية. وجيلبير شاغوري الشريك في محطة أن بي أن للرئيس الحريري وداعم محطة أو تي في للتيار الوطني، وداعم دائم لحملات الوزير سليمان فرنجية، كما كان له يد وراء إنتخاب البطريرك الراعي وهو مقرَّب من الدوائر العليا في الحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة. وهناك 3 أنواع من النخب السياسية التي أنتجها الإغتراب: أقطاب : مثل رفيق الحريري الذي أصبح قطباً وطنياً وسنياً وسياسياً.
وزراء: ياسين جابر ومحمد الصفدي وعصام فارس (نائب رئيس حكومة) ونواب ورؤساء وأعضاء بلديات وطامحين كثر.
ظاهرة الإغتراب في الحياة السياسية قديماً:
بولس نجيم الذي حصل على دكتوراه في السوربون سنة 1908 وأصدر كتاب لبنان الكبير كان يكتب إسمه جوبلان خوفاً من العثمانيين.
يوسف السودا كان في الإسكندرية ووضع كتاب (في سبيل لبنان) لاحقاً كان نائباً عن المتن. لاحقاً كان للإغتراب دور أساسي في وصول رشيد بيضون نائباً عن بيروت وهو الذي أنشأ المدرسة العامرية بأموال المغتربين.
ميشال شيحا كان مغترباً ولعب دوراً وطنياً هاماً. وكذلك رئيس الوزراء الأسبق حسين العويني الذي كان مغترباً في السعودية. والنائب توفيق عساف من فنزويلا، والنائب عبد الرحيم مراد من البرازيل، وفريد المكاري من السعودية وأنور الخليل وأنيس نصار الذي كان وراء إفتتاح فرح جامعة سيدة اللويزة في سوق الغرب.
كما كان سليمان عرب على لائحة أحمد الأسعد وحسين فواز على لائحة كاظم الخليل وعلي عرب على لائحة محمد صفي الدين وكذلك رفيق شاهين.ولا ننسى ان الإغتراب لعب دوراً أساسياً في حركة الإمام الصدر.
في الختام، أشار طبر إلى أن لبنان يشهد نزيف هجرة الطاقة البشرية خاصةً الشبابية إذ تشير الأرقام إلى أن 230 ألف مواطنًا غادر الأراضي اللبنانيّة خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام 2021 فقط بحسب مؤسسة لابورا. بدعوة من المنتدى الاسترالي اللبناني المستقل (ألف) سوف يتم توقيع كتاب بعنوان “الهجرة وتشكّل النخبة السياسية في لبنان” للدكتور بول طبر ووهيب معلوف يوم الاثنين الواقع في السادس من شهر كانون الأول/ديسمبر في تمام الساعة السادسة والنصف وذلك في Lakemba Senior Citizens’ Centre.
نشر في صحيفة التلغراف الأسترالية
رابط مختصر..https://arabsaustralia.com/?p=20173