مجلة عرب أستراليا – سيدني – صلاةُ الطُمَأنينة يؤمها بابا الفاتيكان في أورٍ الشامخة
بقلم دكتور علي موسى الموسوي
حينما تتعانقُ القيّمُ الإنسانية النبيلة مع شرائع السماءِ السمحاء، فإن البابا يُصبح بالمنظورِ الجمالي المشترك هو أول حاجٍّ إنساني لمهدِ الحضارات العراقية وأحضان مدينة أور الأثرية ومهد النبي إبراهيم (ع). . أرضٌ تتوارثُ فيها قيّم المحبة والتسامح والإنسانية، فلا غرابة أن تنبثق من تربةِ أورها الحضارية لقاءات التلاقي العميق ما بين المسيحيةِ والإسلام من أجل توطيد الطمأنينةِ، وبثها للعالمِ اجمع من اِرْضَ اعتادت أن تشع حضارةً وتعايش وإيمان حقيقي يُنعش القلوب ويدفعها للسلامِ ويجعلها أكثر محبةٍ لدرجة أن التطرف الوحيد الذي يُسمح به هو تطرف الحب والسعادة.
بيتُ أبا الأنبياء في مهدِ اورٍ الشامخة والذي بإمكانه أن يشكل نموذجاً فريداً في تعزيزِ قيم التسامح والانفتاح على الآخرِ ومحاورتهِ وأيضا تشجيع العراقيين على تخطي الماضي الأليم ببلسمةِ الجراحِ والتلاحم من أجل النمو وترسيخ قوانين العيش المشترك واحترام التنوع والتعددية، لان مشيئة الاختلافِ ما بين الأمم في معتقداتها الثقافية وطرق تفكيرها هو بالحقيقةِ قدر إلهي قضت بهِ حكمة الباري.
لذلك لم يعد أمامنا خياراً غير الرضوخِ لحوارِ الحياة من أجل الحياة لدرجةٍ يُصبح فيها التنوعُ فضيلة وفرصة للتفاهمِ.
لذلك فأننا نُراهن على أن الأخوة الإنسانية سوف تتجلى في أرقى صورها ما بين قداسة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان وما بين المرجع الديني الأعلى السيد علي السيستاني في النجف الأشراف.
هذا اللقاء المُطعم بنكهةِ التعديات يحض العالم بِأَسْرِهِ على تأصيلِ قيمِ التعايشِ السلمي واعتماد الحوار كثقافةٍ وأسلوب حياة، خاصة وإن هذه الزيارة سيرافقها العديد من الفعالياتِ والأنشطة التي تُبعث من خلالها رسائل مهمة للعالم عِبر خطاب الوعي والاعتدال والتلاقي بين مختلفِ الديانات والثقافات القائمة على مبدأ أننا شُرَكَاء لا غرماء في الأوطان وبعيداً عن لعبة الأيديولوجيات والمعتقدات والأديان.
رابط مختصر..https://arabsaustralia.com/?p=14402