مجله عرب استراليا – سدني – غزوة واشنطن
بقلم دكتور زياد علوش
رفع خصوم أمريكا الشموليين سقف توقعاتهم من تداعيات غزوة الكابيتول في العاصمة واشنطن التي قام بها أنصار الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب بداعي الاعتراض على ما أسموه تزوير الانتخابات الرئاسية التي فاز فيها الرئيس المنتخب جو بايدن.منهم من شطح خياله نحو حرب بسوس أهلية بين الشمال والجنوب والجمهوريين والديمقراطيين وآخرين قالوا بانقلاب جماعة الأب القائد ترامب وعدم تسليمه منصة البيت الأبيض لخلفه بايدن.
محللي الممانعجية استرسلوا في سرد ديكتاتورية ترامب والحزب الجمهوري القائد ومدى فعالية اليمين المتطرف وقدرته على تعطيل ديمقراطية العم سام. صحيح أن أنظمة الفساد عندنا من ممانعين ومطبعين كوجهين لعملة واحدة هما من ثمرة التركيب الأمريكي في لانغلي وصحيح أن الصهيونية ربيبة أمريكا وان اللوبي إيباك يمسك بزراديم النخب الأمريكية وان واشنطن جعلتنا على الدوام كفئران في مختبرات تجريبها
إلا أن طبيعة السياسة الأمريكية في الداخل الأمريكي قادرة على التعامل مع أعتى الأزمات وإعادة عجلة الوقت إلى طبيعته ليس هناك من هو فوق سلطة إنفاذ القانون بدليل عودة السلطة التشريعية للاجتماع في نفس اليوم وتثبيت شرعية انتخاب بايدن وعدم الخضوع لترهيب شبيحة ترامب وإجماع الأمريكيين على وصف الغزوة باليوم الاسود للديمقراطية الامريكية ولاحقا سيخضع الغازون لسلطة القانون وترامب نفسه كان اول المتبرئين من فعل انصاره وقد حرضهم على ذلك عندما طلب منهم التوجه نحو الكابيتول وربما يخضع هو نفسه لاحقا للمسائلة.
أدرك ترامب أنه لن يكون فوق القانون وهو بصدد التفكير بالعفو عن نفسه قبيل عزله كما طالبت رئيسة مجلس النواب بيلوسي بإجراءات راديكالية، رفضها نائب الرئيس الحالي بينس كما رفض سابقا طلب ترامب نفسه بابطال رئاسة بايدن معللا ذلك بعدم امتلاكه تلك الصلاحية.
على أن الإشارة المهمة في غزوة واشنطن أعطت بلاط الأنظمة الشمولية درسا مهما في الديمقراطية والوطنية فأغلب مساعدي ترامب في إدارته وحزبه الجمهوري لم يجاروه في تطلعاته السلطوية فاستسلم لتسليم سلس للسلطة عندما أدرك أن لا أحد فوق القانون في الولايات المتحدة الأمريكية كذلك ليس بإمكان أحد التوسط للململة القضية أو حفظها في الادراج في أمريكا لا يحتاج القضاء لان يرفع أحد الغطاء السياسي عن المرتكبين لان فصل السلطات مؤكد وفاعل بالنص والممارسة
جميلة محاضرات العفة الديمقراطية في شرقنا، الزعيم القائد وزبانيته يغتصبون السلطة وأحفادهم من بعدهم ويهلكون الحرث والنسل بين القتل والاعتقال والتعذيب والتهجير والفساد والإفساد ويستمر التصفيق لهم بالخلود
ونحن في لبنان تكفينا ملحمة الاستعصاء الحكومي فلدينا أكثر من نيرون، على اعين كابيتول عين التينة في بيروت.
رابط مختصر.. https://arabsaustralia.com/?p=13247