بقلم أحمد فواز
مجلة عرب أستراليا – سيدني – صدر عن مؤسسة الرحاب الحديثة للتوزيع الكترونيا “رواية حـب وغـدر وكورونا” للكاتبة د. هبة مهتدي
مقدمة للرواية
منذ عقود، وشعوبنا غافلة عن كل ما يجري، وغافلة عن كل ما يحيط بها، لا بل أصبحت متماهية مع الخطط والمشاريع الخطيرة التي تحاصر مستقبلها.وما زاد في فظاعة الأمور، تفشي هذا الوباء الذي كشرعن أنياب كانت مغمورة بين صفحات الحياة ونسيان العمر والركض بالأيام.صحيح ان الكورونا كان مقدرًا له زيادة ثروات الرأسماليين وتجار الشعوب وأرباب الحروب والعبث، ولكن ثمة من رأى فيها فرصة لإعادة تصويب الحياة، واتجاها قد يحمل بعض الإيجابيات من حيث إنسانيتنا ووجداننا وانتمائنا.
وعلى الرغم أنه كشف عورة بعض الدول المتقدمة التي تعاملت مع الإنسان كمواطن رقمي بلا قيمة حضارية له، إذ بهذا الوباء يعيد إلى الإنسان إنسانيته، فتساوى الفقير مع الغني أمام ضرباته الموجعة، وإذ بالنظام يعيد الإعتبار إلى الإنسان المواطن مهما كان تصنيفه الطبقي الإجتماعي السابق.
ليس النظام الشمولي هو الذي تفكك فقط، بل المنظومات التي طالما حركها بعض رجال الدين، الذين طالما اعتمدوا بساطة الفقراء وحولوهم إلى سلعة تجارية مربحة ومرتهنة.
وضعتنا هذه المفاهيم أمام رواية قل نظيرها من حيث تعاطي البشر مع بعضهم بمحبة وحب في أوقات الشدة التي تعيشها البشرية في وقت الإزدهار العمراني والتكنولوجي بعد تجربة الحروب والدمار والنهوض وإعادة بناء الحجر، وتحكي بصدق بضرورة بناء الفكر وتطورالعلم وترسيخ الضمير توخيا لبناء البشر.
أعادتنا هذه الرواية إلى أجواء نادرة جمعت العائلة بين جدران بيوت اشتاقت لأهلها ولّمتهم وضحكتهم. هذا الجامع بكل المقاييس، فقد جمع الخيرين في كفة ميزان راجحة على كفة سفراء الأديان المزيفين، وجعلت من الناس سلسلة مؤلفة من حلقات متجانسة ومتعاونة للنهوض من الكبوة بكل محبة. هذا الجامع للبشر أبعدهم جسديا وجغرافيا ليجعل كل فرد يراجع نفسه ويجدد أفكاره ويحاسب تاريخه متوخيا التصحيح قبل فوات الأوان، فإذا بنا أمام حقيقة لن نتركها رغم كل محاولات الجاحدين.
فقد وجدنا أنفسنا نتواصل يوميا مع أحبتنا وأصدقائنا وتوائم روحنا للاطمئنان والتواصل والحوار بشكل يفوق أي وقت بالزمن الآخر.هذا الوباء الجامع جعل الإشتراكية أمراً واقعا بين الفقراء والبسطاء والأغنياء. وجعل الفقير يجاور الغني بكل محبة على سرير المعالجة وفراش الخطر، رغم قبول الغني بذلك مرغماً، هذا الذي جعل الناس يتطلعون نحو السماء بكل رجاء، يفكرون كيف سينتهي هذا الوباء ويتأكدون أن نظافة الروح والجسد أساسا لكل دواء.
يقال أن الإنسان المصاب بنوبات حر ساخنة بحاجة لنسمة باردة لتعيد انتعاشه وهذه العاصفة التي أظهرت إفلاس الدول الغنية وعرّتها إنسانيا وعلميا وجعلتهم أضحوكة امام مَن كذبوا عليهم لعقود كانت النسمة الباردة التي أنعشت روح الإنسان الضائع بالحياة وصراعه مع لقمة العيش وحبه للبقاء مهما كانت نسبة سعادته.
ها نحن بدأنا نستفيق من وهلة حلم الإستكانة والإتكال وبدأنا نرى أولئك الجيوش الإنسانية التي تضحي بقناعة في سبيل مجتمع أعطى كل المجد لرياضيين وفنانين لم يكن لهم بصمة تذكر في خدمة الإنسان.فهذه الطبيبة التي تركت عائلتها وتعرضت للخطر وتلك الممرضة التي واكبت المرضى ولم تنسَ حبها الذي تركها وهاجر لتأمين مستقبل رسمه الحب وأهلكه الواقع.. وذلك الدكتور الذي بدأ يتكلم بوحدانية إنسانية الأديان ويعمل مع فريق متجانس ليس للدين دورا بمهنتهم.
هي مجموعة أحداث تروي الحب والإخلاص والتفاني كعقيدة وانتماء وتتناسى الحقد والتكبر والطبقية التي هدمها الكورونا من الفكر الذي كان متخبطا بين العلم والدين والتكنولوجيا والفكر الإنساني.
رواية الدكتورة هبة مهتدي هي انعكاس لرؤية الإنسان بما تحتويه من أفكار وتناقضات مادية جنحت به للغدر حينا إلا أن مشهدية انتشار الوباء نجحت بإعادته إلى التشبث بالثوابت الوجدانية المفعمة بالحب والاخلاص أحيانا كثيرة..
رسالة إنسانية نعتز بها وبكاتبتها التي صورت واقعا وتمنت مستقبلا
دكتور هبة مهتدى
رابط مختصر https://arabsaustralia.com/?p=9450