spot_img
spot_imgspot_img

إصدارات المجلة

العدد 52

آخر المقالات

هاني الترك OAMـ أستراليا الحائرة بين أميركا والصين  

مجلة عرب أسترالياـ بقلم الكاتب هاني الترك OAM أثنت الصحيفة...

صرخة تحت الركام: حكاية نازح لبناني صحا ليجد أحلامه أنقاضاً

مجلة عرب أستراليا ـ صرخة تحت الركام: حكاية نازح...

هاني الترك OAM ــ  الحظ السعيد

مجلة عرب أسترالياــ بقلم الكاتب هاني الترك OAM إني لا...

خلدون زين الدين ـ قناة إسطنبول…حلم أردوغان كابوس للمعارضة

مجلة عرب أستراليا  سيدني- قناة إسطنبول…حلم أردوغان كابوس للمعارضة

الصحافي خلدون زين الدين
الصحافي خلدون زين الدين

بقلم خلدون زين الدين

رسالة مفتوحة من عشرة ضباط أتراك متقاعدين تنتقد إقامة قناة إسطنبول، استدعت رداً نارياً من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. في الرسالة “تلميح إلى انقلاب”، قال الرئيس التركي، وجزم: “الانقلابات في تركيا حصلت دائماً بعد تصريحات مماثلة”.

يتوجس أردوغان من انقلاب جديد وهو بعدُ يلملم ذيول محاولة الانقلاب السابقة. لا يساوم على طموحاته ورؤيته. انتقادُ خطته الحُلم لحفر القناة لا يمت بصلة إلى حرية التعبير، برأيه. مصير الأدميرالات العشرة المتقاعدين السجن “على ذمة التحقيق”، وأربعة آخرون يمثلون أمام شرطة أنقرة “بسبب كبر سنهم”، ولكن… ليس الهدف هنا والآن الحديث عن “بلد يحفل تاريخه بالانقالابات”، ولا عن الاعتقالات وحرية الرأي والتعبير، بل الإضاءة على قناة إسطنبول من وجهة نظر المؤيدين والمعارضين و… لغة الأرقام.الشهر الماضي، صادقت تركيا على مشاريع لتطوير قناة للشحن البحري في إسطنبول أسوة بمشاريع قنوات بنما والسويس، والأسئلة كثيرة تطرح.

 مشروع جديد ضخم

لا غرابة في شغف أردوغان ببناء المشاريع الضخمة. نفق تحت البوسفور، أكبر مسجد في تركيا، مطار جديد… وكلها مشاريع رفيعة المستوى أنجزت سريعاً، إنما هي قد لا تمثل شيئاً أمام مشروع قناة إسطنبول. أعمال التخطيط للمشروع انطلقت عام 2011، قبل أن تتجمد لسنوات وتعود إلى الضوء بقوة. قناة إسطنبول أشبه ببوسفور ثانٍ ـ نسخة متطورة للمضيق البحري. الهدف بحسب الدوائر الحكومية التركية، “التخفيف من حركة السفن الكثيفة في البوسفور وتفادي وقوع حوادث”.

المجرى المائي الجديد موازٍ لمضيق البوسفور، على بعد 30 كيلومتراً منه في اتجاه الغرب. بطول 45 كيلومتراً ستمتد القناة الجديدة، رابطةً البحر الأسود ببحر مرمرة. عمق القناة المفترض 25 متراً، عرضها نحو 400 متر، ويصل في إحدى النقاط إلى كيلومتر واحد.تبدأ القناة من بحيرة كوتشوك شكمجه. هي بحيرة طبيعية في بحر مرمرة إلى الغرب من إسطنبول. تمتد شمالاً إلى سد سازليديري، ثم قرية شاملار، وصولاً إلى البحر الأسود. بحسب وزير النقل التركي “سيتم بناء عشرة جسور ضمن مشروع القناة”. وتقدر التكلفة المبدئية للمشروع بحوالي 15 مليار دولار.

 مؤيدون

يقول مؤيدو المشروع، إنه “سيغير من وجه النقل البري والبحري في تركيا، ويخفف من الضغط على قناة البوسفور في الشرق، التي تعتبر من أكثر الممرات المائية ازدحاماً وتشهد كثافة ملاحية هي الأعلى على الصعيد العالمي”. الحكومة التركية تؤكد أن “مشروع القناة سيدر عليها ثمانية مليارات دولار سنوياً، مقابل تعريفات تدفعها السفن للمرور عبرها، كون القناة لن تخضع لاتفاقية مونترو التي تنص على حرية الملاحة في مضايق البحر الأسود، ومن بينها البوسفور”.

 معارضون

يذهب المؤيدون للقناة حتى النهاية في دفاعهم، تماماً كما يفعل المعارضون. المعارضة ترفض إقامة المشروع أصلاً، وتشير إلى تغيرات تتهدد النظام البيئي والمناطق الأثرية حول القناة. وترى أن القناة ستعزل المنطقة الأثرية في إسطنبول وتحولها جزيرة.ليس هذا وحسب، فالمعارضون يخشون من أن عمليات الحفر ستخل بتماسك التربة على جانبي القناة، بما يلحق الضرر بمخزون المياه الجوفية، وقد يتسبب في انهيارات أرضية واحتمال حدوث زلازل.

في الإطار، ذكرت دراسة أُجريت في جامعة حجي تبة التركية أن قطع أشجار الغابات في الشمال عند ساحل البحر الأسود لحفر القناة سيحد من مستويات الأكسجين في المياه ويزيد الملوحة، وهو ما سؤثر في توازن الحياة البحرية ونقاء الهواء في إسطنبول. بحسب التقديرات، ستحتاج تركيا الى ضخ استثمارات بنحو 700 مليار دولار للبنى التحتية و400 مليار دولار في مشروعات حضرية لإنجاز المشاريع الضخمة، التي أعلن عنها أردوغان ضمن أهداف خطة 2023. المعارضة تتساءل في الإطار: “كيف سيتم تمويل القناة، مع ما تشكل من تحديات كبيرة على الاقتصاد التركي المتعثر؟”.

 مونترو… ومخاوف موسكو

المعارضون يرون في المشروع الجديد تقويضاً لأسس مونترو، فما هي هذه الاتفاقية؟

تعود اتفاقية مونترو الى عام 1936. وقتذاك وقعت عليها تركيا، الاتحاد السوفياتي السابق، بريطانيا، فرنسا، اليونان، بلغاريا، رومانيا، يوغوسلافيا، اليابان وأستراليا. الاتفاقية هذه تسمح للسفن التابعة للدول المطلة على البحر الأسود بحرية المرور والوجود في حوض البحر الأسود. أما السفن التابعة لدول خارج حوض البحر الأسود، فيُسمح لها بالوجود لمدة ثلاثة أسابيع.تركيا هنا، تتحمل المسؤولية المباشرة عن مرور السفن الأجنبية لحوض البحر الأسود، وهي  عبّرت مراراً عن رغبتها في فرض إجراءات أكثر صرامة، تمكنها من التحكم في حركة سفن نقل البترول وغيرها كونها “تشكل خطراً على البيئة”.

لا نغفل في السياق، عن أن مرور السفن الحربية طالما مثّل سبباً مباشراً لتوترات بين تركيا والدول الموقعة على الاتفاقية، وبخاصة روسيا. اتفاقية مونترو تسمح بعبور السفن الحربية الصغيرة فقط، خشية تحول حوض البحر الأسود منطقة عسكرية.القناة الجديدة تثير مخاوف موسكو. وكالة “رويترز” نقلت عن الدبلوماسي التركي السابق سنان أولغين قوله  إن “القناة تثير مخاوف موسكو بشأن استخدامها لأغراض عسكرية، وقد تفتح الباب لوجود السفن الحربية الأميركية في البحر الأسود”.

 الحلم… والكارثة

لا يخفي عمدة إسطنبول أكرم إمام أوغلو معارضته الشرسة لإقامة القناة. يصفها بأنها “مشروع كارثي سيتسبب في مجزرة بيئية”. في المقابل، سنوات وأردوغان يصف المشروع بتعبير “حلمي”. يبدي إصراراً لا يقبل الشك على تنفيذ حلمه هذا. “يروقهم ذلك أم لا، فقناة إسطنبول سيتم بناؤها”، أقسَمَ، وأضاف: “لن نسمح بأن يمنعنا من ذلك أشخاص من دون رؤية وأهداف ولا حب وأمل لبلادنا”. يوجه الرئيس التركي كلامه مباشرة الى معارضي المشروع. ..تحكي التجارب أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ليس ممن يستسلمون سريعاً. “مشروعه سيأخذ طريقه للتنفيذ”، بحسب المراقبين، “مهما علت أصوات المعارضين” وأخفقت أم أصابت.

رابط مختصر…https://arabsaustralia.com/?p=15550

ذات صلة

spot_img