spot_imgspot_img

إصدارات المجلة

العدد 55

آخر المقالات

الدكتور طلال أبوغزاله ـ تفويض عالمي لتحقيق العدالة في فلسطين

مجلة عرب أسترالياـ بقلم الدكتور  طلال أبوغزاله لقد تحدثت جنوب...

عباس مراد ـ الذكرى الخمسون للانقلاب الأول في تاريخ أستراليا منذ الاستيطان الأبيض

مجلة عرب أسترالياـ بقلم الكاتب عباس مراد قبل ستين عاماً...

الدور الأسترالي في تعزيز الأمن في جنوب المحيط الهادي

مجلة عرب أسترالياـ بقلم د. نور عماد تركي الملخّص تؤدّي...

راجي زيتوني ـ الاكتشافات العلمية بين ظلال الحلم وومضات الذات  

مجلة عرب أسترالياـ بقلم المهندس راجي زيتوني   في أولى صفحات...

خبراء أستراليون يُحذّرون من تصاعد مقاومة المضادات الحيوية لدى الأطفال

spot_img

مجلة عرب أسترالياـ خبراء أستراليون يحذّرون من تصاعد مقاومة المضادات الحيوية لدى الأطفال

تشير بيانات حديثة إلى أن مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية تتصاعد بسرعة تفوق ما تواكبه التطورات الطبية، ما يضع مليارات الأشخاص حول العالم أمام خطر متزايد. وفقًا لتقرير منظمة الصحة العالمية حول مراقبة المقاومة للمضادات الحيوية، فإن واحدة من كل ستِّ حالات عدوى بكتيرية مؤكَّدة مخبريًّا والتي تسبب أمراضًا شائعة عالمياً في عام 2023، كانت مقاومة للعلاج بالمضادات الحيوية.

وخلال الفترة من 2018 إلى 2023، ارتفعت معدلات المقاومة بمقدار 40%، أي بواقع 5 إلى 15 بالمئة سنويًا تقريبًا.

من جانبها، وصفت الباحثة أنيتا ويليامز من مركز أبحاث صحة الأطفال في جامعة أستراليا الغربية هذه الأرقام بأنها «مقلقة، لكن ليست مفاجئة». وأشارت إلى أن نسبة المقاومة بين الأطفال في أستراليا أقل من المعدل العالمي. فعلى سبيل المثال، بينما كانت مقاومة جرثومة إشريكية القولون (E. coli) للمضادات من الجيل الثالث حوالي 45% حول العالم، فإنها تراجع إلى 21.5% بين الأطفال الأستراليين. وبالنسبة لجرثومة المكورات العنقودية المقاومة للميثيسيلين (MRSA)، وصلت النسبة عالميًا إلى 27.1%، مقابل 13.6% في أوساط الأطفال الأستراليين.

ومع ذلك، أكّدت أن ويليامز أن ظاهرة المقاومة آخذة في الازدياد حتى داخل أستراليا. من جهته، نبّه البروفيسور مارك بلاسكوفيتش من معهد العلوم الجزيئية إلى أن جنوب شرق آسيا المجاورة تعاني من مستويات مقاومة مرتفعة تصل إلى حوالي 31%، مما يجعل انتقال البكتيريا المقاومة عبر المسافرين إلى أستراليا مصدر قلق حقيقي. وأضاف أن استخدام المضادات الأقوى بشكل مفرط وغير مبرر يسرّع من تطور المقاومة، مما قد يؤدي إلى أن تصبح هذه المضادات عاجزة عن أداء وظيفتها في المستقبل.

ورغم أن الحاجة لتطوير مضادات حيوية جديدة باتت ملحّة، إلا أن التقرير الصادر عن منظمة الصحة العالمية يشير إلى أن الأنبوب البحثي لتلك المضادات شحيح جدًا. ومن هذا المنطلق، رأى بعض الخبراء أن أستراليا — رغم أدائها النسبي الجيد حالياً — لا يجب أن تغتبِط بوضعها الراهن، بل عليها أن تلتزم بدعم الأبحاث المكافحة للمقاومة.

عدة خبراء أشاروا إلى أن المشكلة لا تقتصر على سوء وصف المضادات في العيادات فقط، بل تمتد إلى الاستخدام في الحيوانات والمزروعات، وبيع المضادات بدون وصفة طبية، وتلوُّث المياه بتلك المواد، بالإضافة إلى النقص الاقتصادي في تحفيز الشركات على تطوير مضادات جديدة.

وقال البروفيسور سانجايا سِنَنَياكي من الجامعة الوطنية الأسترالية إن حوالي خمسة ملايين وفاة سنويًّا مرتبطة بمقاومة العوامل الميكروبية، التي تشمل المضادات الحيوية وغيرها من مضادات الفيروسات والفطريات. وأضاف أنه بحلول عام 2050، قد ترتفع هذه الأعداد إلى عشرة ملايين وفاة سنويًّا، مع تأثيرات سلبية كبيرة على الاقتصاد العالمي تقدر بخسائر تصل إلى 100 تريليون دولار أمريكي.

كما أشار بعض الباحثين إلى أن معظم أنواع المضادات المعروفة اكتُشِفت بين الأربعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، مما ترك فجوة ابتكارية ضخمة. وإذ تصطدم هذه الفجوة مع ازدياد المقاومة، يواجه الأطباء خيارات محدودة والعلاج يصبح أكثر تكلفة وأعقد، وقد ينتج عنها إقامة لفترات أطول في المستشفيات أو حتى بتر أجزاء من الجسم في بعض الإصابات، كما يرى جيمس غراهام، الرئيس التنفيذي لشركة Reece Pharmaceuticals.

من جهتها، شدّدت الأستاذة المساعدة أندريا مولنار من جامعة سوينبورن على أن غياب مضادات فعالة قد يجعل العمليات الجراحية “العادية” خطيرة للغاية. وبينما دعا عدد من الخبراء إلى تشديد المراقبة وتحفيز الحكومات على تقديم دعم مالي، أشار الدكتور ترينت ياروود من جمعية الأمراض المعدية الأسترالية إلى أن الجميع يمكنه المساهمة في الحد من انتشار العدوى بطرق بسيطة: غسل اليدين، والتطعيم، والالتزام بسلامة الغذاء. كما أكّد على أن المضادات يجب أن تُستخدم فقط عند الضرورة ولفترة يحددها الطبيب.

رابط النسر- https://arabsaustralia.com/?p=44413

ذات صلة

spot_img