حفل توقيع كتاب الشاعر فؤاد شريدي ” المحرقة الفلسطينيّة كما عشتها”
في حفلٍ مميّز وبحضورِ شخصيّات ثقافيّة، وسياسيّة واجتماعيّة وقّع الشاعر والأديب فؤاد شريدي كتابه الجديد بعنوان “المحرقة الفلسطينيّة كما عشتها” بتاريخ 22 نيسان (أبريل) 2024 في قاعة سيتي فيو.
قراءة في كتاب ” المحرقة الفلسطينيّة كما عشتها” للدكتور عماد برو
بعد قراءة متأنّية لكتاب الشاعر والأديب فؤاد شريدي بفصوله كلها، أحببت أن أورد بإيجاز الملاحظات التالية:
1- إنّ كتاب “المحرقة الفلسطينيّة كما عشتها” يعتبر وثيقة تاريخيّة شاهدة على الجرم الصهيوني بحقّ أبناء الشعب الفلسطينيّ، صاغها فؤاد الشريدي لتكون خطوة جديدة على طريق صناعة وعي الأجيال الحاضرة بقضيّتنا الأم بعيداً عن الزيف والتشويه، وإرثاً قيّماً للأجيال القادمة، تحميها من الإعلام المزوِّر للحقائق، والمروِّج للأكاذيب. وإنّ مئات المجازر التي ارتُكبت في حقّ الفلسطينيّين، لم يعرف منها إلّا ما لا يتعدّى عدد أصابع اليدين أو اليد الواحدة فقط.
2- كثيرٌ ممّا حلّ بالشعب الفلسطينيّ من ويلات ومآسٍ وسفكٍ للدماء أهمله التاريخ، بل أهمله المؤرّخون؛ لأنّه ــ كما قيل ــ “التاريخ ملكٌ للفائزين المنتصرين؛ ولأنّ روايات الخاسرين المهزومين نادراً ما تجد طريقها لأيدي المؤرّخين”.
3- يمكن القول إنّ قارئ الكتاب سيتلمّس الجهد الذي بذله فؤاد شريدي لإنجاز فكرته وتتبّع النكبة، وسجِلّ شهاداته للإحاطة بكلّ فصولها ومشاهدها بالتفصيل، حتّى إنّني أستطيع الحكم بأنّ الكاتب سينجح في جعل القارئ – وبالتحديد تلك الشهادات التي كتبها وكما وردت- يستشعر وطأة الجرح؛ فهي أصلاً في جسده، ويمتلك رصيداً من الحقائق الناصعة غير المشوّهة عن نكبة أهلنا في فلسطين.
4- اليوم، وبعد مرور أكثر من سبعة عقود على نكبة عام 1948، وعلى الكتابات المباشرة التي تناولتها، صار من الممكن اعتبار النكبة صيرورة (وليس لحظة حدثيّة) استُهلّت قُبيل عام 1948 واستمرّت منذ ذلك الحين، رغم المحاولات التي جهدت لكبحها أو للتصدّي لمآلاتها.
أخيراً، يمثّل كتاب فؤاد شريدي سرداً ملهماً جديداً لأحداث 1948. يكشف تفاصيل المذابح والتفجيرات وأشكال الدمار الذي تعرّض لها الفلسطينيّون على أيادي العصابات الصهيونيّة عام 1948. والفارق الرئيسيّ يتمثّل في أنّ الكاتب يقدّم أدلّة على تخطيطٍ ممنهج، وفظائع تتضمّن المذابح والاغتصاب والطرد وتسميم الماء… وهكذا، نجح الكاتب في تصنيف نكبة 1948 في سياق مفهوم التطهير العرقيّ بما يعني أنّ القوّات الصهيونيّة ودولة الكيان الغاصب ارتكبت جرائم ضدّ الإنسانية.
مشاركة الأديبة كاميليا نعيم في تقديم حفل توقيع كتاب ” المحرقة الفلسطينيّة كما عشتها”
كانت أمسية حاشدة بحضورٍ يليق بالاحتفاء بهذا الكتاب القيّم الذي خطّ حروفه الكاتب من حبر المعاناة والألم والجراح التي ما زالت تنزف الى يومنا هذا.
“أيّها الحضور الكريم…
لا تسميةَ أخرى لِتلكَ الأرضِ، هي فِلِسطينُ، الُّلغةُ جزءٌ لا يتَجَزّأُ من الوطنِ، وهي الهويّةُ.
فأرضُها تتحدّثُها، وسماؤها تُمطِرُ حروفَ أبجديّتِها، وساحاتُها تئنُّ كلَّ صباحِِ بمَواوِيل القهرِ “كلُّ أخٍ عربيٍّ أخي”.
لا تسميةَ أُخرى…. هي فلسطينُ وعاصمتُها أعرقُ مُدنِ العالمِ قُدسُها، الشّاهِدَةُ على وِلادةِ السّيّدِ المسيحِ (ع)، ورِحلةِ الإسراء والمِعراجِ.
هي فلسطينُ عروسةُ العروبةِ والإنسانيّة، التي تنزفُ منذُ خمسةٍ وسبعينَ عاماً، ولم تعرفْ معنى اليأس، وتعلمُ علمَ اليقينِ، أنّ جراحَها ستلتئمُ، وليلُ احتلالِها إلى زوال.
” ويَرَونَهُ بعيداً ونراهُ قريباً.”
لا يخطرنَّ ببالِ أحدِِ أنّ المقاومينَ الفلسطينيّينَ الذين يُرابطونَ على الجبهاتِ في فلسطين هم وحدهم من يقاومُ، فالمقاومةُ في حقيقتِها هي خلايا جينيّةٌ مُتوارَثَةٌ في صدورِ أحرارِ كلِّ العالمِ الّتي ترفضُ الظُّلمَ والتجنّي.
والوطنُ كما قال درويشُ: “ليسَ سؤالاً تجيبُ عليهِ وتمضي، هو حياتُكَ وقضيّتُكَ معاً. فاحملْ بلادَكَ أنّى ذهبتَ وكن نرجِسيّاً إذا لزمَ الأمرُ.”
اسرة تحرير مجلة عرب أستراليا تتمنى للشاعر فؤاد شريدي دوام النجاح والتميز ..
رابط النشر –https://arabsaustralia.com/?p=37009