مجلة عرب استراليا ـ سيدني ـ كتبت-آسيا الموسوي- استراليا
تنفست استراليا الصعداء في سماء حمراء مليئة بالدخان نهار الاحد مع انخفاض درجات الحرارة و هطول أمطار في بعض مناطق ولايتي فيكتوريا و نيو ساوث ويلز لتساعد في تخفيف حدة الحرائق التي تفتك بالبلاد من دون رحمة.
اكثر من 150 حريقاً متفرقاً اشتعل في ولايات متعددة من القارة الاسترالية ارجعها بيئياً أربعين سنة الى الوراء,مخلفاً اضرار بشرية و حيوانية كارثية, سكوت موريسونرئيس الوزراء الأسترالي اعلن انشاء وكالة للتعافي من حرائق الغابات مهمتها تقديم المساعدات للمنكوبين خلال العامين القادمين.
و لكن اذا فكرنا ملياً فإن بعض الأشياء لن تعود ابدا, مهما حاولنا فأنها تغييرت مغيرة معها وجه استراليا البيئي.لن يعود ما يقارب الخمسمئة مليون حيوان من الثدييات و الطيور و الزواحف اللذين نفقوا بسبب الحرائق بسبب مباشر او غير مباشر, منهم 8 الاف من دبب الكوالا أي ثلث عدد الكوالا في ولاية نيو ساوث ويلز, و قضي على ثلاثين بالمئة من المناطق الطبيعية التي تتربى فيها.
24 شخص لقوا حتفهم في موسم الحرائق الكارثي هذا لن يعودوا أيضا و معهم ثلاثة عناصر من فرق الإطفاء توفوا فيما يحاربون النيران بضراوة.حرق مساحات خضراء و مأهولة تزيد عن 6 ملايين هكتار من الأراضي, مساحة أكبر من حجم دولة هولندا و معها 2000 منزل اصبحوا هباءاً منثوراً.
أما الدخان الناتج فيمثل كارثة أخرى, حيث سجلت مدينة سيدني في الأول من يناير أسوأ تلوث في التاريخ بإرتفاع مؤشر جودة الهواء 23 ضعفاً عن ما يعتبر هواءً خطيراً متقدمةعلى مدينة نيو ديلهي الهندية و كابول الأفغانية(المدن الأكثر تلوثا في العالم).
حتى أن الدخان الذي سيترك و بدون شك أثره على الأجيال القادمة من أمراض كالربو و الحساسية الصدرية تجاوز حدود البلدان ليصل الى دولة نيوزلندا المجاورة على بعد 1600 كم.
من المؤكد ان كارثة حرائق استراليا ليست الأولى و لكنها الأكبر مع الحرائق التي طالت غابات الامازون و الأكيد انها لن تكون الأخيرة بظل التغيير المناخي الذي يشهده العالم بسبب التزايد السكاني و التلوث المتزايد ما يثير المخاوف بإختلال التوازن البيئي في المنطقة ككل على المدى البعيد.
رابط نشر مختصر ..https://arabsaustralia.com/?p=6667
الكاتبة آسيا الموسوي ـ استراليا