مجلة عرب أستراليا سيدني– قصّة الخلق الجديدة
بقلم الأديب والشاعر جورج الخوري
ذلك الماء الصافي
المنبثق من أعماق الأرض
مختلطا مع زوادته الشتوية
التي اكتنزها صعوداً
يصل متقطع الأنفاس
حار الأحاسيس مثل رغبة جامحة
على السطح تنفصل العرى
فيتنفس الماء بخاراً وهواء
البخار يبدأ رقصة مولانا الرومي
في قصة عشق لم تولد بعد
يصنع تشكيلاته وأوهامه
العديدة والمتحولة فيملأ المكان صخباً
لكنه يتحول إلى صمت
في حضرة الأرواح المقدسة
البخار الذي قدسته السماء فاصعجته إليها يوما
هوذا يولد من تفتق الأرض ومن رحمها الحار
يأتي بسلطان عظيم
كي يصنع جميع المخلوقات المؤنثة
من هيولى خاصة بهن
فيما أراقب الانبثاق العظيم
تتشكل للتو حورية بحر
تشبه حواء الأولى
محاطة بالأنوثة والجمال
نهدين من مرمر
وجنات من رحيق
شفاه من خمر
وقوام من الأحلام
والشهد بملا القاع
لكم تغريني يا حواء الجديدة
وأنا القادم من عالم الحديد والنار
والمعارك والغبار والدماء
أجعني إلى مخدعك ..استجيب
إلى تلك الرؤى التي لا تتحقق
إلى وليمة من جسد وغداء من روح
إلى عناق طوله الأبدية
إلى فراق بلا وداع..ووداع بلا أحزان
ها نحن فرغنا من اللعبة الكبيرة
فتصعّدي إلى السماء
وأنا أعود إلى فطرتي
آدم القديم ذو العصا المدببة
الصحراء عادت لاصطياد السحالي والصراصير
الغابة تعيد انتظار الوحوش البرية والتماسيح
والكل يستسقي مطراً
حوريتي المتصعدة
وعدتني أن تعود غيمة ماطرةً
وأنا أصرخ في كوابيسي
أما آن لك أن تمطري
رابط مختصر.. https://arabsaustralia.com/?p=24104