مجلة عرب أستراليا
كثيرة صارت الكتابات
بقلم الكاتب جورج الخوري
لفتني الموضوع لاهميته ..ولضرورة ابداء الراي بغية تحسين واستيعاب نقطة الحوار القديمة الحديثة هي كم ونوع الكتابة الادبية والاجتماعية والتي تناولتها المجالس كثيرا ايضا بين معارض ومشجع ..بين مقنن وموسّع .
الاقلال والايجاز لا شك خصلتان خليقتان بالاحترام والغالبية تتفق على جودة النصوص والقصائد وعلى مضامينها الهادفة ..حتى الغزلية منها ،ورغم ذلك نشهد دفقا كبيرا وغريبا له مبرراته ايضا ..حتى وان لم ينشر البعض كل ما يكتبون .
والسؤال البديهي هو لماذا كنا مقلين والان اصبحنا مطففين ،بالعودة الى الزمن والظروف والاحداث في امكنة عدة واوطان كثيرة في المنطقة والعالم ،فقد اتحدت الدوافع والمعطيات لتشكل هذ السيل من الانتاج الادبي .
الواقع الحالي واقع مأزوم بتراجع الامن والمستوى المعاشي وكثرة المخاطر ..ومن جهة اخرى انتج وبسرعة قالبا مستجدا في الاتصال والتواصل وهو اخذ في الاتساع ،ولا يخفى على احد حجم عمليات التهجير والهجرة وما نتج عنها من قفزات فكرية وعلمية واجتماعية خاصة لدى المتعلمين وطلاب الدراسات ،وطبعا سمح ذلك لفئات كثيرة ان تتعامل مع التكنولوجيا وتستخدمها في تطوير تواصلها مع المحيط والعالم .
هذا عن المعطيات باختصار فماذا عن الدوافع ؟؟
*المعاناة
اتسعت معاناة الافراد وتنوعت اسما واهمية وحسب موقع كل منهم هناك من يعاني الغربة وظروفها المادية والاجتماعية وهناك من يعاني داخل الاوطان امنيا ومعاشيا وخدمات ..ناهيك عن الامان والحريات وفرص العمل والمتسلطين من كل الاجناس وطبعا هذا فرض مناخات جديدة ومساحات جديدة للكتابة والابداع الفني ايضا .
*الفترة الزمنية
ونقصد بها الوقت وتقسيمه والمساحات الفراغية فيه والتي تحرض على الكتابة والمراسلة والتواصل ..ان الفسحة الزمنية المتاحة اضافة الى المعاناة دفعت بالكثيرين الى الكتابة والنشاطات الاخرى .
*التعليم والثقافة
وهنا نميز بين عاملين الاول هو الزيادة السطحية او الافقية ونقصد بها الاعداد والمستويات وهي في تعاظم مستمر والعامل الثاني اي العمودي وهو الانفتاح الذاتي والبيئي على انماط وثقافات اخرى .
وقد تحولت كل هذه الروافد الى سيل جارف من التغيير والتطوير فاصبح الكل انضج فكريا واجتماعيا .
لقد وجد الكثيرون الفرص للكتابة والعلم والابداع الفني وتطوير الذات ثقافيا وجدير بالذكر ان هذه الفرص لم يكن وراءها جميعا دوافع اقتصادية او مادية .
*تغير الروى والبئة والمناخ
في المغتربات تغيرت احوال الناس بشكل جذري معيشة وعادات ونهج حياة وخطط مستقبلية يضاف اليها تيارات العواطف الجارفة حنينا الى الماضي والى الحياة الاجتماعية السابقة وحتى الوطنية منها .
اما في دواخل الاوطان فكان التغير في البيئة الحياتية والمعاناة اليومية امنيا واقتصاديا وعلاقات وطبعا قسم كبير منها نحى سلبا وفتت العرى الاجتماعية في حين ركز اخرون على الاصلاح والتغيير والعودة الى ضفة السلم والامان والحس الوطني المفقود .قد يكون هناك اسباب اخرى لم نذكرها في زخم الاساسيات وحجم المتغيرات لكنها لا تغير الصورة كثيرا .
نصيحة لمن يكتب الشعر او الادب عموما ..وحتى في المجال الاجتماعي والاقتصادي
*اختيار المواضيع :قد يكون الاجدر بنا انتقاء المواضيع العامة والمؤثرة والهادفة قدر امكاننا فهذه تتصدر اهتمامات القراء وشغفهم .
*النهج واقصد النمط الشعري او الكتابي فمن المفيد جدا تركيز التوسع باتجاه عمودي اي الاقلال من الانماط والمواضيع ( الانماط الشعرية مثلا )والتركيز على الاستفادة من قدراتنا ومعارفنا وخبراتنا الحياتية ففي هذا شد للقارىء وقوة لنا في التعبير وصدق ونفاذ المضامين .
*التركيز واقصد الاقتصار على مواضيع تحمل مصداقية وشفافية ومعرفة قريبة من الواقع سواء في تجارب معاشة او عن احتياجات مستحقة فذلك يقربنا من قرائنا ويزيد عامل الثقة .
* الاخذ بالنصيحة سواء مباشرة او بطريقة غير مباشرة علينا ان نستفيد من اراء الاخرين وخاصة ذووا الاختصاص فاستلهام الدروس والعبر يزيدنا معرفة وثقة ويقربنا من الحقيقة والنجاح .
* المراجعة والتنقيح حتى ولو كان الفعل ذاتيا او بمساعدة فلا خجل ( وخير الخطائين التوابون )ولنعترف جميعا بان كل قراءة هي رؤية بعين مختلفة وقد ترينا الاسلم والاجمل ..
* الابتعاد عن الشخصنة والالقاب النابية وعدم الاسفاف لفظا ومعنى وتجنب الصدامية الفجة ما امكن اما الحوار الهادف فمرحبا بصدر رحب .فهكذا سلوك يزيد احترامنا لدى اصدقائنا .
وفق الله خطى من خطا ..وسسد خطى من ابتدأ ..سعيا الى نور وتنوير وحقيقة ..وفائدة لمجتمع ندين له بالكثير .
رابط النشر –https://arabsaustralia.com/?p=34530