مجلة عرب أستراليا سيدني– إمرأة بشرتني بعمري ومضت

بقلم الأديب والشاعر جورج الخوري
إمرأة بشرتني بعمري ومضت
…..
ليست عرّافة ولا ضاربة مندل
ليست مثقفة ولا تحمل شهادات
إمرأة عادية جرفها تيار الريف
إلى مدينة الياسمين فتكحّلت
والى دروب الفقراء
فسال من جنبها ماء ومحبة
……
الوقت غروب والشمس لا تأبه لأحد
لذلك صاغوها الها ومضوا جميعا
عزّت الآلهة ..وازداد (الشامانيون)
فألوا لي عمري .وكانوا يكذبون
تلك المرأة فقط عرفت ذلك
كنت مرميا على فراش الموت
بين ذلك الكوم من الأطفال المرضى
وخرج الأهل بدموعهم
ينتظرون خبرا هو الأسوأ
أما هي فبقيت إلى جانبي
وجاء ملاك فحررني من ربقة الموت
رضيعا متألما وباكيا
حملتي على يديها ومضت
إلى حيث أهل الطفل (الميت )
في واحة الشام الواسعة
كان القضاء ضيّقا ومحكما
فأمروا بإعادتي إلى الحياة
حملتني معافى وقلبها يزغرد بلا عني
وحتى عن أهلي أيضا
وطال العمر بعدها
إلى ما بعد المتوقع
وما بعد القَدَر بقليل
أما هي فماتت حين اجل
زملاء الطفولة
كانوا يفوقونني عمرا وقوة
كلهم مضوا ..وأنا الضعيف
ما زلت واقفا انتظر
لست عجولا على موتي
ولست حريصا على حياتي
الأمر سيّان والنتيجة واحدة
صاحب المقلع الجبلي
الذي يفتت الصخور والحجارة
أسرّ لي بقصة الموت والتراب
إنهم يصقلوننا حتى في الحياة
لنصبح تربة صالحة لزراعتهم
أدركت اليوم أن كل شيء غربة
إذا عزت الروح وهان الجسد
في السفر غربة وابتعاد
وفي المكوث غربة واضطهاد
أما نحن فنبقى غرباء الأرواح
في كل الأمكنة
رابط مختصر- https://arabsaustralia.com/?p=25596