spot_img
spot_imgspot_img

إصدارات المجلة

العدد 52

آخر المقالات

روني عبد النور ـ عن غزو الفضاء وتحدّياته الجسدية والنفسية

مجلة عرب أستراليا ـ بقلم الكاتب روني عبد النور أطلقت...

هاني الترك OAMـ أستراليا الحائرة بين أميركا والصين  

مجلة عرب أسترالياـ بقلم الكاتب هاني الترك OAM أثنت الصحيفة...

صرخة تحت الركام: حكاية نازح لبناني صحا ليجد أحلامه أنقاضاً

مجلة عرب أستراليا ـ صرخة تحت الركام: حكاية نازح...

جاسم محمد -ذكرى الغزو الاميركي وسقوط بغداد

مجلة عرب أستراليا سدني -ذكرى الغزو الاميركي وسقوط بغداد

بقلم جاسم محمد -مدير المركز الاوروبي لدراسات مكافحة الارهاب والاستخبارات

كشفت كتب التاريخ، بأن الأوروبيين، كانوا متورطين بإبادة السكان الأصليين  في أمريكا الشمالية، فمن بين الكتب التي كتبت حول ذلك، كان كتاب بعنوان : “من المتوحش؟”  السكان الأصليون  ـ الهنود الحمر أو المستوطنون البيض؟”، للكاتب Christer Lindberg  وكانت بداية الاستعمار للسكان الأصليين في القرن 15 الميلادي وكتب آخرون حول ذات الموضوع بينهم Benjamin Franklin and John Smith بعنوان THE NOBLE AND IGNOBLE SAVAGE، يمكن ترجمتها “النبيل والمتوحش” وجميع الإصدارات وصلت إلى نهاية أن  المستوطنيين متوحشون وليس السكان الأصليين، وهم من قامو بإبادة السكان الأصليين، وهذا الوصف ينطبق على “الفرق الأمريكية  القذرة” في العراق بقتل المدنيين عام 2003 بعد الاحتلال الأمريكي للعراق، وتمتعوا ب “الحصانة” لعدم تعرضهم للمسائلة القانونية.

قدمت الإدارة الأمريكية مجموعة من التبريرات لإقناع الرأي العام الأمريكي والعالمي بشرعية الحرب  استمرار حكومة العراق  بتصنيع وامتلاك أسلحة دمار شامل وعدم تعاون القيادة العراقية في تطبيق 19 قراراً للأمم المتحدة بشأن إعطاء بيانات كاملة عن ترسانتها من أسلحة الدمار الشامل. 

كان المفتشون الدوليون، برئاسة هانز بليكس، قد دخلوا العراق بعد أن طالب قرار مجلس الأمن المرقم 1441 الرئيس العراقي بالإدلاء بـ “إعلان دقيق وكامل وواف” لكل برامجه الخاصة بإنتاج أسلحة التدمير الشامل والصواريخ البالستية وغيرها من البرامج التسليحية. إلا أنهم لم يعثروا على أية أدلة دامغة تثبت بأن العراق كان يواصل نشاطاته التسليحية. وعرض بأول الذي كان عام 2003 يشغل منصب وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية المعلومات على مجلس الأمن الدولي يوم 5 فبراير عام 2003  قبل شهر من غزو العراق  على أساس أنها معلومات أكيدة من مصدرموثوق . 

من الجدير بالذكر أنه لم يتم حتى هذا اليوم العثور على أية “أسلحة دمار شامل” في العراق قبل أن نتائج مفتشي الأسلحة أكدت عدم امتلاكه لأسلحة الدمار الشامل نهائياً. بعد سقوط بغداد  في  09 أبريل 2003 بدأت عمليات سلب ونهب واسعة النطاق في بغداد وبعض المدن الأخرى حيث قام الجيش الأمريكي بحماية مباني وزارتي النفط والداخلية  وبقيت المؤسسات الأخرى كالبنوك ومشاجب الأسلحة والمنشآت النووية والمستشفيات بدون أي حماية.

السفير الأمريكي السابق جوزيف ويلسون في مواجهة البيت الأبيض

السفير الأمريكي السابق جوزيف ويلسون الذي يشكل محور التحقيق في قضية تسريبات سمحت بكشف اسم عميلة لوكالة الاستخبارات المركزية (CIA) لوسائل الإعلام, خبير في الشؤون الأفريقية وأرسل بصفته هذه إلى النيجر للتحقيق في محاولات اتهم العراق بها لشراء اليورانيوم. وويلسون, كان قائما بأعمال الولايات المتحدة في بغداد من 1988 إلى 1991, عند اندلاع حرب “عاصفة الصحراء” التي كانت أول عملية عسكرية أمريكية ضدالدولة العراقية. 

وقد اتهم ويلسون إدارة بوش بكشف هوية زوجته فاليري ، العميلة السرية في السي آي إيه في اطار محاولات منظمة لإسكات معارضي غزو العراق. وقال ماكليلان إن المسؤولين الذين يحققون في ما إذا تم القيام بعمل إجرامي – حيث إن الكشف عن هوية عميل لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية يعتبر غير شرعي – طلبوا من البيت الأبيض في أواخر عام 2003 عدم التعليق علنا على تسريب هوية العميلة.

وأعلن المتحدث باسم البيت الأبيض سكوت ماكيلان يوم 28 اكتوبر 2005استقالة لويس ليبي, مدير مكتب نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني, بعد الإعلان عن توجيه التهمة إليه في قضية تسريب اسم عميلة سرية في وكالة الاستخبارات المركزية (سي.آي.أيه) إلى الصحافة عام 2003. ووجهت إلى ليبي تهم الحنث باليمين وعرقلة العدالة والإدلاء بشهادات زائفة في لائحة اتهام تتضمن خمس تهم قدمتها هيئة محلفين كبرى في قضية تسريب هوية عميلة سرية لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية.

وتكشفت الفضيحة بعد قيام مسؤولين في البيت الأبيض بتسريب اسم فاليري بليم عميلة السي آي أيه إلى الصحافة عقابا لزوجها السفير الأمريكي في العراق والنيجر سابقا جوزيف ويلسون لنشره مقالا في صحيفة “نيويورك تايمز” اعتبر فيه أن المعلومات التي روجتها إدارة بوش حول استيراد العراق يورانيوم من النيجر لا أساس لها من الصحة.

والمعلوم أن الصحافي روبرت نوفاك كشف أن نائب وزير الخارجية الأمريكي السابق ريتشارد أرميتاج، والمستشار السياسي للبيت الأبيض كارل روف هما اللذان سرّبا له اسم عميلة الاستخبارات فاليري بليم ويلسون زوجة السفير السابق جوزيف ويلسون. جاء ذلك أثناء شهادته في القضية المتهم فيها لويس سكوت ليبي كبير موظفي نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني، بالكشف عن اسم العميلة التي كلف زوجها بمهمة التحقيق في مزاعم تتعلق بحصول العراق على يورانيوم من النيجر، وهو ما اعتبر أحد مبررات غزو العراق في حينه. وتم تسريب اسم فاليري بليم إلى الصحافة لمحاولة النيل من مصداقية زوجها الذي اتهم البيت الأبيض بأنه بالغ كثيرًا في تقدير الخطر الذي يمثله العراق لتبرير اجتياحه في مارس 2003.

العميل العراقي كيرفبول Curveball

اعترف المدعو رافد أحمد العون، الذي اقنع ادارة الرئيس الامريكي السابق جورج بوش بامتلاك العراق برنامج اسلحة بايولوجية سري، بانها كانت “أكذوبة”. وقال رافد أحمد العون الجنابي، المعروف بالاسم الرمزي “كيرفبول” Curveball في أوساط الاستخبارات الأمريكية، انه اختلق القصة برمتها لأنه

كان يريد إسقاط النظام العراقي .وكانت الولايات المتحدة، مدعومة بقوة من بريطانيا، قد اتخذت من قصة أسلحة التدمير الشامل العراقية ذريعة لغزو العراق واحتلاله في عام 2003.

النتائج

ـ إن غزو الولايات المتحدة للعراق، كان مخالفا للقوانين والمواثسق الدولية، وتهديدا إلى الأمن والسلم الدولي، و بداية مشروع تدمير أمن الشرق الأوسط.

ـ أظهرت التحقيقات والتقارير من داخل الإدارة الأمريكية والاستخبارات والبيت الأبيض، أن الحرب على العراق واحتلاله، كانت مفبركة، وقائمة على ادعاء أن العراق يمتلك اسلحة كيميائية وأسلحة دمار شامل، وجميعها كانت اكذوبة كون العراق، تخلص من ترسانة أسلحته الكيميائة وصواريخه الباليستية.  وقد أكدت التحقيقات أن العراق، كان قد قدم كل ما يجب أن يقدمه إلى فرق التفتيش، لكن رغم ذلك، كانت الولايات المتحدة هي من تدير فرق التفتيش وتؤثر على تقاريرهم.

ـ الهدف الحقيقي من غزو العراق، هو ليس تغيير النظام السياسي أو رأس النظام، بقدر ما كان تدمير الدولة العراقية وتفكيكها، وتفكيك مؤسساتها، وبدون شك تفكيك الدولة العراقية، انعكس على المجتمع العراق، بكل تداعياته السلبية، الثقافية، والاجتماعية والوطنية والاقتصادية وغيرها.

ـ ماحصل في العراق، هو عملية ” إعادة نتاج” ثقافة ومفاهيم جديدة تحت شعار الديمقراطية، لكن في الحقيقة، هي كانت عملية تدمير ممنهجة، وإبادة إلى أمة ، جعلت من العراق بلدا محتلا يحكمه حاكم مدني والذي أسس الىنظام سياس فاشل في العراق وبشكل متعمد، يقوم على أساس المحاصصة والطائفية.

ـ أدخلت أميركا العراق، في دوامة “الدولة الفاشلة” وسمحت وبشكل مقصود إلى عمليات النهب والسرقة إلى بنوك الدولة العراقية ونهب مؤسساتها من أجل نشر “الفوضى الخلاقة”، دفعت بالعراق إلى الوراء.

التوصيات

ـ إعادة كتابة الدستور العراقي من جديد.

ـ إعادة  قانون الانتخابات .

ـ تنفيذ قانون طوارئ من قبل الحكومة الحالية.

ـ حل البرلمان ضمن صلاحية رئيس الحكومة وبموافقة رئيس الجمهورية وفقا للدستور العراقي.

ـ إصدار القوانين بإغلاق مقرات الجماعات المسلحة والأحزاب.

ـ تفعيل قوانين محاربة التطرف والإرهاب.

ـ إجراء انتخابات بعد سنتين من قانون الطوارئ.

رابط مختصر –https://arabsaustralia.com/?p=15577

ذات صلة

spot_img